البدء في مشروع تجاري في أي مكان يتطلب عزمًا وتصميمًا، وفكرة قابلة للتسويق، لكن هناك أماكن تجعل الأمور أكثر سهولة لطرح المشاريع الناشئة ونجاحها، وفي الآونة الأخيرة، صنفت مجلة “يو أس نيوز & ورلد ريبورت”، وهي شركة إعلامية أمريكية تنشر الأخبار ونصائح المستهلك والتصنيفات والتحليلات، أفضل خمسة بلدان لرواد الأعمال بناءً على عدة عوامل، من بينها الارتباط ببقية العالم عن طريق الإنترنت، ووفرة القوة العاملة الماهرة والمتعلمة، والبنية التحتية المتطورة، والقوانين والتشريعات المتطورة، وسهولة الحصول على التمويل (رأس المال).
أفضل 5 بلدان في العالم لأصحاب المشروعات الناشئة:
1- ألمانيا:
ألمانيا هي واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وأكبرها في أوروبا، وتتميز بثقافة استثمارية وتجارة شفافة، وتتمتع بقوة عاملة متعلمة ومؤهلة بشكل عالي، بالإضافة إلى وجود سياسات اقتصادية تشجع على الاستثمار والتجارة.
إحدى المزايا البارزة في ألمانيا هي سهولة بدء الأعمال التجارية، حيث يقول جاي أرثر، مدير مدرسة جاي أرثر لتعليم اللغة الإنجليزية في شتوتغارت: “في ألمانيا، يكون بدء مشروع تجاري أمرًا سهلاً للغاية، تقوم الحكومة بإلغاء العديد من التكاليف لدعم نمو المشروع وتطويره، والزبائن هنا يحتفظون بولائهم لفترة طويلة طالما يتلقون خدمة عالية الجودة”.
وبالنقيض من دول أخرى مثل المملكة المتحدة، حيث تكون مدينة واحدة هي المركز الرئيسي للتجارة والاقتصاد، يوجد في ألمانيا العديد من المدن التي تعد مراكزًا تجارية رئيسية، مثل برلين وفرانكفورت وميونخ وهامبورغ، هذا يكون ذا أهمية خاصة عندما يتعين اختبار منتجات جديدة لتسويقها عالميًا، حسب ما يشير إليه جينز ولتروف، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لشركة خدمات سيارات الأجرة “بلاكلين” التي تقع في برلين.
ورغم ذلك، فإن هناك بعض الصعوبات التي يواجهها رجال وأصحاب الأعمال المستجدون في ألمانيا تتمثل على نحو خاص في قوانين الضرائب المعقدة التي تتطلب دائماً استئجار محاسب أو مستشار ضريبي، كما أن النقص في المساكن بدأ أيضاً يصبح مشكلةً في برلين وغيرها من المدن نظراً للنمو السكاني وزيادة معدلات الهجرة لألمانيا وعدم بناء مساكن جديدة، رغم أن تكاليف المعيشة مازالت أقل من غيرها من العواصم الأوروبية.
2- الولايات المتحدة الأمريكية:
الحلم الأمريكي، المتمثل في أن أي إنسان يمكنه تحقيق ما يرغب فيه إذا ركز على تحقيقه، يظل مميزًا للكثير من المواطنين في الولايات المتحدة، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى بدء مشروع تجاري.
وعلى عكس ما يحدث في العديد من الثقافات الأخرى، يعتبر الفشل في الولايات المتحدة ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للتعلم والنمو. هذا الإيمان بالنفس وبإمكانية النجاح يؤثر على الحياة اليومية في الولايات المتحدة، وفي هذا السياق، يعتبر مبدأ “لكل فرد صوته وحريته في اتخاذ القرار” أحد القيم الأساسية في الديمقراطية الأمريكية، هذا المبدأ يعزز احترام وتقدير التنوع في الأفكار والآراء ووجهات النظر.
وبالإضافة إلى ذلك، الولايات المتحدة تتميز بوجود واحدة من أفضل أنظمة الحدائق الوطنية في العالم، ويُمكن للمواطنين الاستفادة الكاملة من استكشاف هذه الحدائق الوطنية في أنحاء البلاد، حيث يعيشون.
3- سويسرا
نظرًا لنقص الموارد الطبيعية جزئيًا في سويسرا، استثمرت البلاد بشكل كبير في البحث والتطوير لتعزيز اقتصادها، وأصبحت قوة دولية في مجال التمويل والبنوك.
سويسرا تمتلك قطاعًا ماليًا قويًا وتعززه بالتشريعات الحكومية الملائمة، وتحتفظ البنوك السويسرية بسمعتها الرائعة، و تشجع على الابتكار والمشاريع الناشئة في البلاد، والجامعات تدعم البحث حول تقنية سلسلة الكتل.
سلسلة الكتل تعني قاعدة بيانات رقمية تقوم بإدارة سجلاتها بطريقة مؤمنة، وعلى الرغم من التكلفة المرتفعة للمعيشة، إلا أن الاقتصاد السويسري يوفر فرصًا وعوائدًا جذابة لرواد الأعمال، والمواطنون يستفيدون من نوعية حياة عالية وفرص تعليم ممتازة وجمال الطبيعة في جبال الألب، ويسمح موقع سويسرا في أوروبا للسكان بالتنقل بسهولة في أوروبا.
4- اليابان
اليابان تميزت دائمًا بمفارقتها في مجال الأعمال، حيث تمزج بين الحفاظ على التقنيات القديمة مثل أجهزة الفاكس والاعتماد على الابتكارات الرائدة في مجال التكنولوجيا والروبوتات.
ولا تزال ثقافة عدم الرغبة في المجازفة جزءًا من البيئة الرياضية في اليابان، ومع ذلك، يشهد الوقت الحالي تغيرًا كبيرًا حيث يفضل الشباب العمل في شركات صغيرة وشركات ناشئة بدلاً من الانضمام إلى شركات كبيرة.
وتعد طوكيو مركز النشاط التجاري في اليابان وتجذب الوافدين من جميع أنحاء العالم لبناء علاقات مهنية، وتعتبر اللغة الإنجليزية مفتاحية في هذا السياق، لكن فهم اللغة اليابانية والثقافة المحلية مهمين أيضًا لنجاح رواد الأعمال في اليابان.
واستضافة اليابان دورة الألعاب الأولمبية عام 2020، مما جعل تعلم اللغة الإنجليزية أمرًا مهمًا لتعزيز التواصل مع الوافدين الأجانب والمشاركة في الأحداث العالمية.
5- المملكة المتحدة
على الرغم من حالة عدم اليقين الناجمة عن البريكسيت (مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي)، إلا أن بريطانيا ما زالت موطنًا جاذبًا لرواد الأعمال، ويمكن تسجيل الشركات بسهولة وبتكلفة منخفضة، وتوفر الحكومة موارد عبر الإنترنت للمشروعات والشركات الناشئة، بالإضافة إلى توفر التمويل بشكل ملحوظ.
وقد يكون سكن لندن مكلفًا، ولكن وجود نظام الرعاية الصحية الشامل يشجع على ريادة الأعمال، وتعد لندن مدينة ملتقى للثقافات المختلفة، مما يجعلها مكانًا جاذبًا للمقيمين من مختلف أنحاء العالم.
وقد تكون التكلفة العالية للإقامة في لندن تحديًا لبعض رواد الأعمال والعمال المحتملين، ومع ذلك، يُظهر الدعم الحكومي لريادة الأعمال وسهولة التسجيل والضرائب المنخفضة أن بريطانيا ما زالت تعتبر مكانًا جاذبًا للأعمال والاستثمار.