يعتبر فرض الضرائب أحد أبرز وسائل تمويل الدول وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان حول العالم. يعتمد نظام فرض الضرائب على قوانين وتشريعات محددة تحدد نوع الضرائب، ومعدلاتها، وكيفية تحصيلها، وتوجيه الإنفاق الحكومي. يتم تطبيق الضرائب على مجموعة متنوعة من المصادر الاقتصادية مثل الدخل، والثروة، والمبيعات، والملكية، بغرض تمويل الخدمات العامة مثل التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والدفاع، والخدمات الاجتماعية الأخرى. تختلف سياسات الضرائب وأنظمتها من بلد لآخر بناءً على اقتصاداتها واحتياجاتها، مما يؤدي إلى تنوع كبير في أساليب فرض الضرائب ومستوياتها وتأثيرها على المجتمع والاقتصاد.
الدول الأكثر تفريضاً للضرائب على مستوى العالم:
1- ساحل العاج:
البلد الغربي الأفريقي الذي عانى لفترة طويلة، يفتخر بأعلى معدل ضريبة دخل في العالم، حيث يضطر الأفراد الذين يقطنون هناك إلى تقديم 60% من دخلهم للحكومة.
شاهد أيضاً: 17 مليون فرد سيحصلون على تعويض من الفيسبوك
ومع ذلك، لا بد وأن هناك مساحة للتحسين. فعلى الرغم من كونه سوقًا حدودية ذات طابع فريد، إلا أن مستوى العيش المنخفض جدًا لا يبرر سببًا واضحًا للإخضاع لهذه الضرائب الثقيلة وتقديم معظم الدخل للحكومة.
2- فنلندا:
فنلندا تتصدر قائمة الدول في أوروبا وتأتي ثانياً عالمياً في معدلات الضرائب، وهي الدولة الصغيرة ذات السكان البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، حيث تفرض معدل ضريبة على الدخل يصل إلى 44%، مما يجعلها تحتل مكاناً قريباً من القمة في هذا الجانب.
وعلاوة على ذلك، تُفرض في فنلندا ضرائب إضافية، مثل الضرائب المحلية التي قد تصل إلى 10.8% وضريبة الكنيسة بنسبة 2.25%. كما تتمتع فنلندا بواحدة من أعلى الضرائب على الأرباح من بيع الأصول.
ويثير الاهتمام أن أي شخص يزور فنلندا ويبقى لمدة تتجاوز ستة أشهر، يُعتبر من وجهة نظر السلطات الضريبية مقيمًا، مما يعني أن أي دخل عالمي يخضع للضرائب الفنلندية دون اعتبار لبلد المصدر.
3- اليابان:
تحتل اليابان المرتبة الثالثة كأكبر اقتصاد وطني في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، سواء من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي أو من حيث القوة الشرائية، حيث تأتي في المرتبة الرابعة. وهذا الإنجاز المذهل يأتي في ظل أن اليابان تحتل المرتبة الحادية عشرة من حيث عدد السكان في العالم.
تُعزى نجاح اليابان لعملها الجاد وأخلاق العمل الأسطورية التي تتمتع بها. كما تبرز اليابان بوجود أكبر عدد من المليونيرات في العالم، مما يعكس نجاحها الاقتصادي الكبير، على الرغم من فرضها ضرائب عالية تصل إلى 45% كضريبة متعددة الطبقات، مما يجعلها الدولة الوحيدة في آسيا بهذا المعدل من الضرائب العالية.
تتفوق الشركات اليابانية في منطقة آسيا في إنتاج تكنولوجيا متقدمة والسيارات، مما يمنح الحكومة اليابانية مصدر دخل كبير يمكنها الاعتماد عليه لفرض الضرائب. وبفضل ثقافتها الفريدة، تحظى اليابان بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، مما يمنحها مكانة استثنائية تقارن بالدول الغربية.
4- الدنمارك:
تتمتع الدنمارك بأحد أقوى الاقتصادات في العالم، حيث تحتل المرتبة التاسعة في الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والسادسة من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للفرد.
بالنظر إلى عدد سكانها القليل، فإن الحكومة الدنماركية فرضت معدل ضريبة الدخل الشخصي الإجمالي بنسبة تصل إلى 53% على الأفراد ذوي الدخل العالي، بهدف تلبية احتياجات المجتمع.
يعتمد النظام الاجتماعي الدنماركي على فكرة المساواة في الوصول إلى الخدمات المدعومة بالضرائب، مما يبرر مستوى الضرائب العالية ويسهل الوصول إلى البرامج الاجتماعية للمواطنين.
قد يعزى هذا النهج إلى سعادة الدنماركيين، حيث يتبنون مفهوم “هيوجا”، الذي يحتفل باللحظات الدافئة والساحرة، سواء كانوا وحدهم أو مع الأصدقاء، في المنزل أو خارجه.
على الرغم من ذلك، يجب عدم تجاهل العوامل النفسية والثقافية عند تفسير مستوى السعادة في الدول، بدلاً من الاعتماد فقط على النظم الضريبية كعوامل محددة.
5- النمسا:
لا توجد العديد من البلدان الناطقة باللغة الألمانية في العالم، ولكن تقريبًا جميعها متطورة للغاية، والنمسا ليست استثناءً. تطالب النمسا شعبها بدفع ثمن هذا الامتياز، حيث تصل معدلات الضريبة المتعددة الطبقات إلى 55% لأي شخص يكسب أكثر من مليون يورو.
بالإضافة إلى معدل الضريبة العالية على الدخل، تفرض النمسا أيضًا معدل ضريبة الضمان الاجتماعي البالغ 18%، وتُفرض على المكافآت بمعدل 6%، وضريبة الربح الرأسمالي بنسبة 27.5%.
تحتل النمسا المرتبة الخامسة عشرة من حيث الثروة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتمتلك اقتصاد اجتماعي سوقي متطور ومعيار معيشي عالٍ. ومع ذلك، يجب على الأفراد أن يتساءلوا عن التكلفة المرتفعة لهذا النمط الحياتي.
الكثير مما يمكن العثور عليه في النمسا من حيث جودة الحياة يمكن العثور عليه في بلدان أخرى بمعدلات ضريبة أقل بكثير. لذلك، على الرغم من أنه قد يكون من الجميل زيارة النمسا، لكن لا ينصح بجعلها موطنًا للضرائب.
6- السويد:
يعتبر الاقتصاد السويدي أحد أكبر الاقتصادات في العالم، حيث تحتل السويد المرتبة الثالثة والعشرون. وتتميز بمعدل معيشة عالي وترتيب متقدم في توقعات العمر في العالم، وتشتهر بالتقليل الكبير من تفاوت الدخل.
تتمتع السويد بمجتمع متقدم بعد الصناعة ونظام رعاية اجتماعي متقدم، ولكن الثمن الذي يتطلبه هذا الإنجاز هو واحد من أعلى معدلات الضرائب الشخصية في العالم، حيث يتم خصم ما يصل إلى 52.3% من الدخل السنوي. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا أفضل من معدل الضريبة الشخصية السابق الذي كان يبلغ 61% في عام 1996.
يتبع السويد نظاما ضريبيا لدخل العمل يجمع بين ضريبة الدخل (يدفعها الموظف) وتحملات الضمان الاجتماعي (المساهمات التي يدفعها صاحب العمل). وعلى الرغم من أن السويديين قد يتعرضون لضرائب ثقيلة، إلا أن بيع العقارات السكنية معفى من الضرائب هناك.
7- أروبا:
أروبا تُعتبر واحدة من أروع الجزر في منطقة البحر الكاريبي ووجهة مشهورة للاستمتاع بعطلة جزرية.
تتميز الجزيرة أيضًا بكونها واحدة من أكثر الوجهات أمانًا في البحر الكاريبي، باستثناء بعض الجرائم الصغيرة. ومع ذلك، قد يثير معدل الضريبة الشخصية المرتفع الذي يصل إلى 52٪ اهتمام البعض.
على الرغم من أن معدلات الضرائب قد انخفضت في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الانخفاض لا يعني بالضرورة تحسين الوضع بالنسبة للبعض. لا يُعتبر من المقبول أن يضطر الأفراد لدفع أكثر من نصف دخلهم الذي كسبوه بجد إلى الحكومة على شكل ضرائب.
8- بلجيكا:
يتميز اقتصاد بلجيكا بقوته وتكامل بنيته التحتية للنقل مع بقية أوروبا، ويتمتع بموقع استراتيجي في قلب منطقة صناعية متقدمة للغاية، مما ساعد على جعلها ثامن أكبر دولة تجارية في العالم.
وعلى الرغم من هذا الأداء المذهل، إلا أن بلجيكا تفرض واحدة من أعلى معدلات الضريبة الشخصية في أوروبا.
يشكو الناس بشكل مستمر من الضرائب، معتبرين أنها تأخذ جزءًا كبيرًا من دخلهم. وفي الواقع، هذا التذمر ليس مبالغًا، خاصة بالنسبة للمواطنين البلجيكيين، حيث تأخذ الحكومة نسبة عالية جدًا من أجورهم كضرائب.
حاليًا، إذا كنت تكسب أكثر من 48,320 يورو، فستكون عرضة لضريبة بنسبة 50٪. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مرتفعًا، إلا أنه تحسن من الوضع السابق حيث كانت النسبة يمكن أن تصل إلى 54٪ في السابق.
9- إسرائيل:
تتمتع إسرائيل بمعدل ابتكار مذهل في الشرق الأوسط، وهي واحدة من القليل من البلدان غير الأوروبية التي تتصدر هذه القائمة، رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 9 ملايين نسمة. وتحتل المرتبة الثامنة عالميًا في عدد شركات البداية، وتمتلك أحد الاقتصادات الأكثر صلابة في العالم، حتى خلال الركود الكبير الذي ضرب الاقتصاد العالمي في عام 2008.
تتميز اقتصاد إسرائيل بناتج محلي إجمالي للفرد يشابه تلك الدول في جنوب أوروبا، وذلك بفضل تاريخها الغني وموقعها الاستراتيجي ونظام التعليم الجامعي المرموق، مما يجعلها وجهة لسكان ملتزمين ومتحمسين يسهمون في ازدهار الصناعات التكنولوجية العالية والتنمية الاقتصادية السريعة في البلاد.
ومع ذلك، يأتي كل هذا بثمن باهظ، حيث يصل معدل ضريبة الدخل القصوى إلى 50٪.
شاهد أيضاً:
الإرباح المادية لأكبر 5 شركات في العالم
أقوى 10 مدن اقتصادياً على مستوى العالم
أفضل شركات الشحن الجوي في العالم