الاقتصاد الكويتي يُعتبر واحدًا من أهم الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وربما يعود هذا إلى أن الكويت تعتبر واحدة من أكبر الدول في العالم من حيث إنتاج وتصدير البترول والنفط، وتمتلك دولة الكويت مقومات وعوامل تسهم بشكل كبير في توسعها في صناعات النفط، إذ النفط يعتبر أهم وأكبر مصدر للإيرادات في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الكويت تحديات بيئية، حيث أن المياه فيها لا تصلح للاستخدام إلا بعد مرورها بمراحل تصفية متعددة، كما أن الأراضي الصحراوية التي تميز البلاد تجعلها غير مناسبة للزراعة، وبالتالي يكتفى الإنتاج الزراعي بمجال الأسماك وبعض رؤوس الماشية،ورغم هذه التحديات، إلا أن غنى البلاد بالنفط جعلها تتصدر قائمة الدول العربية والإسلامية من حيث ممتلكاتها الكبيرة واقتصادها المزدهر.
ومع ذلك، أشارت الوكالة إلى أن الكويت تعاني من تأخر في استراتيجيات وخطط التنويع الاقتصادي الخاصة بها، وذلك بسبب التحديات السياسية الصعبة التي تعيشها البلاد، والتي أثرت سلباً على تقدمها في هذا المجال.
حيث تتجه رؤية الكويت في المقام الأول نحو تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، حيث يقوم القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي، وتشجع روح المنافسة وتعزز كفاءة الإنتاج. كما تهدف الرؤية إلى تعزيز التنمية البشرية والتنمية المتوازنة، وتوفير بنية أساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة أعمال مشجعة، بالإضافة إلى الحفاظ على القيم والهوية الاجتماعية للبلاد.
استقطاب الاستثمار الخارجي في الكويت:
لم تعتبر الكويت نظام الاستثمار الخارجي المباشر أمرًا أساسيًا أو عنصرًا مساعدًا في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث كانت القناعة في الكويت تقوم على أنها دولة غنية مصدرة لرأس المال، ولذلك لن تكون بحاجة إلى استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا الاعتقاد كان خاطئًا، حيث أن جميع الدول في العالم تستفيد من الاستثمار المباشر الأجنبي كوسيلة لتعزيز نمو اقتصادها، حيث أن تحديات الوضع السياسي الحالي في الكويت قد أثرت سلباً على جاذبية البلاد للاستثمار الأجنبي، وتتوجه النظرة المستقبلية للاستثمارين نحو الكويت بقلق نظرًا لاستمرار التوترات السياسي، وهذا يؤثر سلبًا على جهود البلاد في استقطاب رؤوس الأموال والاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت رؤية الكويت 2035 التي تم وضعها للتحول الاقتصادي بشكل سلبي بسبب التأزيم السياسي المستمر، وعلى الرغم من وضع خطط طموحة في العام 2007 وإعلان “كويت جديدة” في عام 2016، إلا أن التنفيذ الفعلي لم يحدث بشكل كافي، واستقالات متكررة للحكومات وتغييرات متكررة في تشكيل البرلمان، بالإضافة إلى عدم استقرار الحكومات، كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على قدرة الكويت على تحقيق رؤيتها بنجاح.
عوامل قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الكويتي:
1- تأثير استغناء الولايات المتحدة عن النفط الخليجي: إعلان الولايات المتحدة عن نية التحول إلى مصادر الطاقة البديلة والتقليل من اعتمادها على النفط الخليجي يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الكويتي الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، وعلى المدى البعيد، قد يتسبب ذلك في تراجع الطلب على النفط الكويتي وانخفاض أسعاره، مما يؤثر سلبًا على إيرادات البلاد.
2- النفط الصخري: ظهور مصادر النفط الصخري في بعض الدول قد يؤدي إلى زيادة المنافسة على الأسواق العالمية، وعلى الرغم من أن هذا النفط لا يشكل تهديدًا كبيرًا في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على الإيرادات النفطية للكويت في المستقبل إذا استمر في الارتفاع.
3- ارتفاع أسعار استيراد النفط: ارتفاع تكاليف استيراد النفط يعني أن الدول التي تعتمد على استيراد النفط قد تبحث عن بدائل أرخص، وهذا يمكن أن يقلل من الطلب على النفط الكويتي ويؤثر على إيرادات البلاد.
4- عدم وضع خطط اقتصادية متطورة: تحديث وتطوير خطط اقتصادية متجددة ضروري لمواجهة التحديات الاقتصادية الجديدة، وعدم تحديث السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية يمكن أن يجعل الكويت أقل قدرة على التكيف مع التغيرات في السوق العالمية وضغوط تباطؤ النمو.
للتغلب على هذه التحديات، يجب على الكويت أن تعتمد استراتيجيات اقتصادية متنوعة تعتمد على تنويع مصادر الإيرادات وتشجيع الاستثمار في القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والسياحة والتكنولوجيا، كما ينبغي تعزيز التعليم وتطوير المهارات الوطنية لتحسين التنافسية وزيادة تنويع الاقتصاد.