شهدت سلسلة الوجبات السريعة العالمية ماكدونالدز انخفاضًا غير متوقع في مبيعاتها العالمية خلال الربع الثالث من هذا العام، مسجلةً أكبر تراجع لها منذ أربع سنوات، إذ بلغت نسبة الانخفاض 1.5%، وتأتي هذه الخسائر رغم محاولات الشركة جذب العملاء في فرنسا والمملكة المتحدة عبر تقديم وجبات ذات قيمة منخفضة لتلبية احتياجات العملاء ذوي الدخل المحدود.
تعزى تراجع مبيعات ماكدونالدز إلى عدة أسباب رئيسية، منها تقلص زيارات العملاء في أسواقها الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والشرق الأوسط، والصين، فقد اتجه المستهلكون نحو الطهي في المنزل بحثًا عن خيارات أقل تكلفة وسط ضغوط اقتصادية عالمية، كما انخفضت المبيعات خارج أمريكا بنسبة 2.1%، متأثرة بشكل خاص بضعف الطلب في فرنسا وبريطانيا، وهو ما انعكس أيضًا على صافي أرباح الشركة الذي تراجع بنسبة 3% ليصل إلى 2.3 مليار دولار.
شاهد أيضاً: دول حول العالم لا تحتوي على مطاعم ماكدونالدز

تواجه ماكدونالدز تحديات إضافية في الأسواق الخارجية، لا سيما في الصين حيث قلل المستهلكون من إنفاقهم، فضلاً عن تأثير الصراع في الشرق الأوسط، حيث شهدت ماكدونالدز وسلاسل غذائية غربية أخرى مقاطعات بسبب اتهامات متعلقة بمواقفها تجاه قضايا إقليمية، فعلى سبيل المثال، تعرضت الشركة لانتقادات حادة بعد تقديمها وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين، مما أثار غضبًا في بعض الدول الإسلامية، هذا الضغط دفع ماكدونالدز للاستحواذ على جميع فروعها في إسرائيل، وتوقيع اتفاقية جديدة مع شركة “ألونيال” لإدارة 225 فرعاً هناك.
تحاول ماكدونالدز الاستجابة لانخفاض الطلب عبر إطلاق عروض وجبات ميسورة التكلفة مثل وجبات الأربع عناصر مقابل خمسة جنيهات إسترلينية في المملكة المتحدة، والتي تتيح للعملاء خيارات متنوعة مع توفير في الأسعار مقارنة بشراء كل عنصر على حدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجيات جديدة لجذب العملاء، خاصةً من ذوي الدخل المحدود.
لم تقتصر تحديات ماكدونالدز على التباطؤ في المبيعات فقط، بل شملت أيضًا مخاوف صحية. فقد اضطرت الشركة مؤخرًا لإيقاف تقديم شطائر ربع باوند في 20% من مطاعمها في الولايات المتحدة بعد تفشي بكتيريا “الإشريكية القولونية” التي تسببت بإصابة 75 شخصًا على الأقل ووفاة واحد، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مصدر الإصابة كان البصل المقطع المستخدم في الشطائر، بينما تم استبعاد لحم البقر كمصدر محتمل للتلوث.
انعكست هذه التحديات على أسهم ماكدونالدز، التي انخفضت بنحو 7% خلال الأسبوع الماضي، واستمرت بالتراجع بنسبة 2% قبل فتح الأسواق، ثم عادت للارتفاع بنسبة 1% لاحقًا، ويبدو أن الشركة تواجه تحديات كبيرة في استعادة ثقة المستهلكين وتجاوز تأثيرات الظروف الاقتصادية العالمية، إضافة إلى الضغوط الناتجة عن سياساتها في الأسواق الحساسة.
شاهد أيضاً:
سوق “الكريبتو” يخسر 98 مليار دولار
63.2 مليار درهم تمويلات البنوك الإماراتية للقطاع الخاص
أكبر زيادة ضرائب في بريطانيا منذ 30 عاماً