البنوك هي المكان الأكثر أمانًا لحفظ الأموال، ولكن ماذا يحدث في حالة إفلاس البنك؟ لحماية نفسك وتجنب القلق في حالة تعثر البنك الذي تتعامل معه، من المهم أن تفهم الموقف وتعرف ما يمكنك القيام به، والأمر الرئيسي الذي يجب تذكره هو أنه طالما تم حماية أموالك من قبل البنك المركزي أو الجهة المسؤولة عنها في البلد الذي تتواجد فيه، فإن جزء كبير من أموالك سيكون آمنًا.
وإذا كنت تعرف كيف تعمل البنوك، فأنت تعلم أنه عندما تنفق أموالك، فإن المال لا يتراكم في انتظار عودتك والحصول عليه، فالبنوك لا تقوم بالاحتفاظ بأموالك، بل تأخذ الأموال التي تودعها وتحاول كسب المزيد من المال بها، وهو الأمر الذي يحتمل العديد من المخاطر، ولكن إذا سارت الأمور على ما يرام، فإنهم يرتكبون مخاطر ذكية فقط لتحقيق الربح، حيث تستثمر البنوك الأموال وتقرضها للناس وتفرض فوائد على القروض.
ما الذي يسبب إفلاس البنك؟
عندما لا تتمكن البنوك من تلبية التزاماتها، يمكن أن تتكبد خسائر كبيرة في استثماراتها أو تجد صعوبة في توفير السيولة النقدية عندما يطلبها المودعين، يحدث الإفلاس في النهاية بسبب أن البنوك لا تقتصر على الاحتفاظ بأموالك فقط في خزائنها، وعندما تقوم بإيداع الأموال في البنك (سواء نقدًا أو عبر الإيداع الإلكتروني)، يقوم البنك بتوجيه تلك الأموال إلى أنشطة استثمارية. واحدة من أشكال الاستثمار البسيطة تتضمن تقديم القروض لعملاء البنك الآخرين بمعدلات فائدة أعلى، وهذا يمكن أن يساعد البنك على تحقيق أرباح من فوائد القروض تلك، حيث تستثمر البنوك أموالك بأشكال أخرى أكثر تعقيدًا، وإذا تكبدت البنك خسائر كبيرة في أي من هذه الاستثمارات، فإنها تواجه مخاطر الإفلاس.
ماذا يحدث في حالة أفلس البنك؟
معظم البنوك التجارية في مختلف دول العالم تكون مؤمنة من قبل مؤسسة حكومية تابعة للبنك المركزي. إذا كنت تتعامل مع أحد هذه البنوك، يمكنك الاعتماد على البنك المركزي لضمان حصولك على جزء من أموالك في حالة إفلاس البنك.
والخيار الأصح هو نقل الأصول المؤمنة إلى بنك آخر قوي. في بعض الحالات، قد لا يكون هذا الخيار متاحًا، وسيقوم البنك المركزي أو الجهة التابعة له بتأمين حصولك على المبلغ المؤمن عليه من إيداعاتك.
فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، تضمن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع (FDIC) مبلغًا يصل إلى 250,000 دولار، بينما في تركيا، يقوم صندوق تأمين ودائع الادخار (TSMF) بتأمين مبلغ يصل إلى 150,000 ليرة تركية أو ما يعادلها من العملات الصعبة، فإذا كنت تمتلك مبالغ تفوق هذه الحدود في أي بنك، قد تكون أموالك معرضة للخطر.
الودائع غير المؤمن عليها
عند التعامل مع مؤسسة غير مؤمنة بواسطة مؤسسة التأمين الحكومية، يمكن أن تكون هناك مخاطر كبيرة، وعادةً ما تتولى المؤسسة الحكومية المؤمنة المسؤولية في حالة إفلاس المؤسسة غير المؤمنة، ويمكن أن تتخذ المؤسسة الحكومية إجراءات مختلفة للتعامل مع هذا الوضع، وقد يقومون ببيع البنك المفلس إلى بنك آخر أقوى، أو قد يدير البنك لبعض الوقت كبنك مملوك للدولة، حيث يعتمد هذا على السياق والسياسات المحلية.
إذا كان لديك ودائع غير مؤمنة في مؤسسة مؤمنة، فقد تواجه تحديات. عادةً ما يتم دفع قيمة الودائع المؤمنة عند إفلاس البنك بسرعة، ولكن قد تستغرق ودائع غير المؤمنة وقتًا أطول لتحصيلها، يجب على مؤسسة التأمين على الودائع بيع البنك وأصوله وتحديد مقدار الأموال المتبقية إذا كان هناك أي أموال متاحة لتوزيعها على الدائنين.
ماذا يحصل بعد ذلك؟
عندما يتم الإعلان عن إفلاس البنك، لا يجب الاندفاع بشكل غير مبرر لسحب ودائعك، خصوصاً إذا كانت أصولك مؤمنة، فإذا قامت مؤسسة التأمين بالفعل بتحمل مسؤولية الودائع المالية في البنك المعني، يمكن اعتبار أن هذا البنك لم يعد ضعيفًا ومتعثرًا يمكن أن يؤدي إلى فقدان أموالك، وبدلاً من ذلك، سيتم نقل ملكية هذه الودائع إما إلى بنك آخر ذو قوة مالية أو ستتم إدارتها بواسطة المؤسسة نفسها.
وبالنهاية من الصعب التنبؤ بالبنوك التي قد تفشل، ولكن يمكنك اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل مخاطر التعامل مع بنك غير مستقر، ويمكنك البدء بمراجعة موقع البنك المركزي أو المؤسسة التأمينية المخولة في البلد الذي تتعامل فيه للتحقق من أن البنك الذي تختاره مؤمن ويتبع المعايير المالية المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض مؤسسات التصنيف المصرفية مساعدتك في تجنب البنوك الضعيفة، حيث تقوم هذه المؤسسات بمتابعة قوة البنوك وأدائها وتقديم تقارير حول مخاطرها المحتملة، ويمكنك الاعتماد على تلك التقارير لاتخاذ قرار مستنير عن التعامل مع البنك المناسب لاحتياجاتك المالية.