في الفترة الأخيرة برزت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لتلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، وقد شهدنا أيضًا تصعيدًا في التوترات التجارية مع فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك.
فما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الرسوم؟ وكيف تؤثر هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي؟ في هذا المقال، سنتناول الأسباب الرئيسية لهذه السياسات وتأثيراتها الاقتصادية.
الأسباب وراء فرض الرسوم الجمركية

- تقليص العجز التجاري
أحد الأسباب الرئيسية التي دعت إلى فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة هو السعي لتقليص العجز التجاري، حيث تعتقد الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة تقوم باستيراد منتجات من دول مثل الصين، دون أن يكون هناك مقابل كافٍ من الصادرات، والأمر الذي يؤدي إلى فقدان العديد من الفرص الاقتصادية، ومن خلال فرض رسوم على الواردات، تأمل الحكومة الأمريكية في تحفيز الصناعات المحلية وزيادة الصادرات. - محاربة الممارسات التجارية غير العادلة
ترى الولايات المتحدة أن بعض الدول، مثل الصين، تمارس ممارسات تجارية غير عادلة مثل الإعانات الحكومية الكبيرة للشركات الوطنية، مما يؤدي إلى منافسة غير متكافئة، وترتكز الرسوم الجمركية كأداة للضغط على هذه الدول لتغيير سياساتها. - حماية الصناعات المحلية
تهدف الرسوم الجمركية إلى حماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية، وإذ يمكن أن تؤدي المنتجات الرخيصة المستوردة إلى تدمير الصناعات الوطنية، خاصة في قطاعات مثل الصلب والألومنيوم، ومن خلال فرض رسوم على الواردات، يعتقد صانعو القرار الأمريكيون أنه سيكون من الممكن حماية هذه الصناعات الحيوية.
التأثيرات الاقتصادية لهذه السياسات

- ارتفاع الأسعار للمستهلكين
يعد ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة أحد التأثيرات الرئيسية لفرض الرسوم الجمركية، فعندما تفرض الحكومة رسومًا على الواردات، يتحمل المستهلكون في النهاية هذا العبء من خلال زيادة أسعار المنتجات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل القدرة الشرائية للأفراد، مما يؤثر على مستوى رفاهية المجتمع. - تعطيل سلاسل الإمداد
تسعى الشركات إلى تقليل التكاليف من خلال استيراد المواد الخام والمنتجات الجاهزة بأسعار منخفضة، ولكن مع فرض الرسوم الجمركية، قد تواجه الشركات صعوبة في تأمين هذه المواد بأسعار معقولة، مما يعطل سلاسل الإمداد العالمية ويؤدي إلى تأخير الإنتاج.
- تأثيرات سلبية على الأسواق العالمية
إن الرسوم الجمركية تشكل ضغوطًا على الاقتصاد العالمي، فعندما تفرض دولة ما رسومًا على الواردات من دولة أخرى، فإن ذلك غالبًا ما يؤدي إلى سلسلة من الإجراءات الانتقامية، وعلى سبيل المثال، في رد فعل على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة، فرضت الصين رسومًا على وارداتها من الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك يمكن أن يؤدي التصعيد المستمر في الرسوم الجمركية إلى تراجع حركة التجارة العالمية، مما يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي. - زيادة التوترات السياسية
لا تقتصر التأثيرات الاقتصادية فقط على أسواق المال والسلع، بل تمتد إلى السياسة الدولية، فالحرب التجارية تخلق توترات بين الدول وقد تؤدي إلى صراعات سياسية طويلة الأمد، ويمكن أن تتأثر علاقات الدول بعضها ببعض، مما يخلق تحديات دبلوماسية إضافية.
الآثار على الصين وكندا والمكسيك

بالنسبة للصين فقد فرضت الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية نتيجة لمخاوف من السلوكيات التجارية التي اعتبرتها الولايات المتحدة غير عادلة، وقد أثرت هذه الرسوم بشكل مباشر على الصادرات الصينية، مما دفع الصين إلى فرض رسوم انتقامية على المنتجات الأمريكية، مثل فول الصويا، وهذا يخلق حالة من الجمود التجاري ويضر بالصناعات في كلا البلدين.
وأما كندا والمكسيك، فقد تأثرتا بالرسوم الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة على صادراتهما من المنتجات، وكان هدف هذه الرسوم هو تقليل العجز التجاري مع هذين البلدين، حيث كانت الولايات المتحدة قد اعتبرت أن هناك تجارة غير عادلة تؤثر على صناعتها المحلية، وقد أدى ذلك إلى مفاوضات معقدة حول اتفاقيات التجارة الحرة، مثل “اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا” (USMCA).
شاهد أيضاً:
أكبر 10 ولايات منتجة للنفط في الولايات المتحدة الأمريكية
أفقر 10 مدن في الولايات المتحدة
ما هي أهم 10 صادرات أمريكية؟