تعتبر الرياضات العالمية من العناصر الحيوية التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز الاقتصاد وتحقيق الأرباح على المستوى العالمي، وتتسم هذه الرياضات بشعبية واسعة، ما يجعلها وسيلة فعّالة لتحقيق التواصل بين مختلف الثقافات والشعوب، وبفضل التسويق الرياضي وبث الفعاليات الرياضية، تشهد هذه الرياضات تزايدًا في عدد المشجعين والمتابعين، مما يعزز فرص التسويق والإعلانات ويسهم في دعم الاقتصاد بشكل ملحوظ.
وقامت صحيفة “سيونس سبور” الفرنسي باعداد تقرير يستعرض أنواع الرياضات التي يحقق محترفوها أرباحًا ضخمة، حيث أشار الموقع في تقريره، إلى أن ممارسة التربية البدنية تمتد إلى فترة طويلة في تاريخ الإنسانية، ويقوم البعض بممارستها لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، بينما يسعى آخرون إلى الاحتراف الرياضي كوسيلة لتحقيق ثروات هائلة.
وأشار الباحث “جون فرانسوا بورغ”، الذي يعمل في مركز قانون الرياضة والاقتصاد، إلى أن حجم الإيرادات العالمية الناتجة عن الأنشطة الرياضية يقدر بنحو 800 مليار دولار، وهذا يمثل نسبة تقدر بحوالي 2 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويشمل اقتصاد الرياضة تدفقات مالية متنوعة تشمل الرواتب، وعقود انتقال الرياضيين، وعقود الرعاية، وحقوق البث، وغيرها.
شاهد أيضًا : أكبر 10 دول صناعية في العالم 2023
الرياضات الأكثر ربحية في العالم:
1- رياضة كرة القدم
تلقب كرة القدم بملكة الرياضات نظرًا لشعبيتها الواسعة حول العالم، وتصل عائدات كرة القدم الإقتصادية على مستوى العالم إلى حوالي5 مليارات يورو، وتستمد كرة القدم إيراداتها من مبيعات تذاكر المباريات والإعلانات وحقوق الراديو والتلفزيون، ويعود استضافة مباريات كرة القدم بإيرادات كبيرة على البلد المضيف، حيث نسبت الزيادة الكبيرة في السياحة في ألمانيا عام 2006 إلى استضافتها لكأس العالم في ذلك العام.
وفيما يتعلق بالرواتب، يحتل لاعبو كرة القدم المرتبة الأولى في قائمة اللاعبين الأعلى أجرًا في العالم، فعلى سبيل المثال تقدر ثروة ليونيل ميسي بحوالي 950 مليون يورو، بينما تبلغ ثروة كريستيانو رونالدو بـ 1 مليار يورو.

2- رياضة الغولف
أفاد الموقع بأن الغولف يعتبر من الرياضات التي تعتمد على الدقة، وهو يحظى بشعبية كبيرة خاصةً في أوساط الطبقة البرجوازية. يتم ممارسته عادة في ملاعب الغولف، ورغم أن محبي هذه الرياضة غالباً ما يكونون من الطبقة الثرية، إلا أن لاعبي الغولف المحترفين يحققون جوائز مالية كبيرة في المسابقات المحلية والجولات الدولية مثل جولة “بي جي أيه” والجولة الأوروبية.
بجانب الجوائز المالية التي يفوز بها اللاعبون في البطولات، يحققون أيضاً إيرادات هائلة من حملات التسويق للعلامات التجارية، حيث يُعتبر تايجر وودز، اللاعب الأعلى أجراً في رياضة الغولف، بثروة قدرت بحوالي 30 مليار دولار في عام 2009.

3- رياضة الملاكمة:
نشأت رياضة الملاكمة في القرن الـ18 عشر، وهي رياضة تتمثل بمهاجمة اثنين من الرياضيين ذوي الأوزان المماثلة، ويعتمد دخل الملاكمين على نتائج المباريات والانتصارات، ويعتمد اقتصاد الملاكمة بشكل كبير على مبيعات التذاكر والرهانات الرياضية وحقوق البث، بالإضافة إلى المباريات الاستعراضية التي تشكل أحد أهم مصادر الإيرادات في هذا المجال.
وقد جمعت مباراة استعراضية بين “فلويد مايويذر جونيور” و”ماني باكياو” عام 2015 أرباحًا تقارب الـ 600 مليون دولار، وتجاوزت إيرادات المباراة بين “ذر جونيور” و”كونر ماكغريغور” في عام 2017 قيمة المليار دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الملاكمة، وبفضل هذا الانتصار، وصلت ثروة “ذر جونيور” إلى حوالي 285 مليون دولار، مما جعله أعلى رياضي أجراً في العالم في عام 2017.

4- رياضة كرة السلة
أشارت التقارير إلى أن الرابطة الوطنية لكرة السلة (الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين) تجني أرباحاً هائلة، وخاصةً مع تجديد قيمة حقوق البث لموسم 2016/2017 لمدة 9 سنوات التي بلغت 24 مليار دولار، أي 2.6 مليار دولار لكل موسم، ووفقًا لتصنيف مجلة “فوربس”، يتصدر لاعبو كرة السلة مثل “ليبرون جيمس” و”شاكيل أونيل وكوبي براينت” قائمة الرياضيين الأعلى أجرًا في التاريخ، حيث يقدم “مايكل جيفري جوردن” بثروة تقدر بـ 1.6 مليار يورو.

إن عالم الرياضة لا يقتصر على مجرد تحدي البدني والمهارة البدنية، والتنافس، بل يمتد إلى عالم الأموال والأجور الخيالية، ويبقى الحب العميق للرياضة هو الدافع الرئيسي وراء تفوق الرياضيين، سواء كان ذلك على أرض الملعب أو في عالم الأموال، وإن الاستمتاع باللعبة وتحقيق التميز فيها يبقى هدفًا أسمى يسعى إليه الرياضيون، بغض النظر عن مقدار الأجور التي يتلقونها.
شاهد أيضًا:
هذه أقوى 10 عملات عالمياً
قائمة أكبر 5 شركات صينية
تعرف على أكبر 5 بورصات في العالم
تعرف على أكبر 10 اقتصادات في أفريقيا