في ظل الأزمات الإنسانية المستمرة والتحديات العالمية المتزايدة، تتصدر بعض البلدان الرائدة قوائم الاستضافة للاجئين، تجسيدًا لروح الإنسانية والتعاون الدولي، وفي عام 2024، تبرز بعض الوجهات كأحد أبرز المقاصد للملاذ الآمن، بينما تواصل بعض الدول الأخرى تقديم الدعم اللازم للمحتاجين، مؤكدةً مكانتها كقوى إنسانية عالمية، دعونا نلقي نظرة عميقة على جهود هذه الدول الرائدة في مواجهة التحديات الإنسانية الراهنة.
الدول الأكثر استقبالاً للاجئين 2024:
1- إيران
شهدت إيران في عام 2023، زيادة كبيرة في عدد اللاجئين، حيث ارتفعت الأعداد من 840 ألف لاجئ إلى أكثر من 3.4 مليون، وهذا الارتفاع يعود في الغالب إلى زيادة أعداد اللاجئين من أفغانستان المجاورة، ومن بين هذا العدد، يُذكر أن هناك 11 ألف لاجئ عراقي وعدد قليل من طالبي اللجوء من دول أخرى مثل الكويت وباكستان وأوزبكستان.
وقد أدى تصنيف اللاجئين والجهود الرامية لتسجيل اللاجئين غير المسجلين سابقًا إلى زيادة الأرقام بشكل كبير، وفي النصف الثاني من عام 2022، تم توثيق ما يقارب 2.6 مليون أفغاني كلاجئين بفضل هذه الجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإيرانية.
2- تركيا
تستضيف تركيا حاليًا أكثر من 3.36 مليون لاجئ، حيث يشكل السوريون الأكثرية بواقع 3.33 مليون لاجئ يتمتعون بوضع حماية مؤقتة، ويقيم معظم السوريين في مجتمعات مضيفة بدلاً من المخيمات غير الرسمية، ومع ذلك، فإن العديد منهم يواجهون ظروفًا معيشية صعبة.
وبالإضافة إلى السوريين، تستضيف تركيا أيضًا لاجئين من العراق بعددهم أكثر من 12000، ومن أفغانستان بعددهم حوالي 13000، ومن إيران بعددهم أكثر من 5300.
ومنظمة كونسيرن تستجيب للاحتياجات الفورية للمتضررين من اللاجئين، بما في ذلك الدعم المالي وسبل العيش، وهي تشارك في أكبر برنامج للمنح النقدية في العالم بدعم من الاتحاد الأوروبي، وتواصل المنظمة أيضًا دعم المجتمعات المتأثرة بالزلزال الذي وقع في فبراير 2023 في كل من تركيا وسوريا.

شاهد أيضاً: أفضل 10 منظمات خيرية إسلامية في العالم
3- ألمانيا
كانت ألمانيا في السنوات الأخيرة، واحدة من الدول التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين، وهي الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع في هذه القائمة، ومع ذلك، حدث تغيير في هذا الاتجاه في عام 2022 مع تصاعد الصراع في أوكرانيا، مما دفع بمجتمعات مضيفة كبيرة من بولندا وروسيا إلى الخروج، ونتيجة لذلك، أصبحت ألمانيا ثاني أكبر مجتمع مضيف للاجئين في العالم، حيث تضاعف عدد اللاجئين لديها تقريبًا في أقل من عام.
وفي بداية عام 2022، استضافت ألمانيا حوالي 1.2 مليون لاجئ، ومع دخول عام 2024، أظهرت أحدث بيانات المفوضية الأوروبية أن عدد اللاجئين في ألمانيا ارتفع إلى 2.5 مليون، ويشمل هذا العدد أكثر من مليون شخص من أوكرانيا، وحوالي 693,000 من سوريا، و240,000 من أفغانستان، وأكثر من 150,000 من العراق.
4- باكستان
تستضيف باكستان حوالي 2.08 مليون لاجئ، وتأتي معظمهم من أفغانستان بلغ عددهم 2,079,989 شخصًا تقريبًا، ويعيش الكثير منهم في البلاد منذ عقود، حيث فروا في الأساس من الحرب السوفييتية الأفغانية التي استمرت عقدًا من الزمن، وشهدت باكستان زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الأفغان في عام 2001، واستقروا العديد منهم في إقليم بلوشستان على الحدود، ونتيجة للنزوح المستمر، عاشت العديد من عائلات اللاجئين في ظروف معيشية محفوفة بالمخاطر لأجيال عديدة.
وتزيد تعقيدات الأمور بسبب تغير المناخ وجائحة فيروس كورونا 2019 (COVID-19)، فأصبح إقليم بلوشستان الساحلي عرضة للفيضانات، وتأثرت المجتمعات والاقتصادات في كل من باكستان وأفغانستان بإغلاق الحدود بسبب الوباء.
ومنظمة كونسيرن تعمل في باكستان منذ عام 2001، وقد وضعت برامج طويلة الأجل في بلوشستان والبنجاب وإقليم خيبر بخواخوا، تهدف إلى تقليل مخاطر الكوارث وتعزيز الأمن المالي وتحسين المياه والصرف الصحي.
5- أوغندا
قامت صناع السياسات في السنوات الأخيرة، في أوغندا بصياغة وإعادة تشكيل السياسات المتعلقة بتوفير مأوى آمن وكريم لعدد متزايد من اللاجئين، حيث ارتفع عددهم من 477,000 في عام 2015 إلى أكثر من 1.5 مليون في عام 2023، ويشكل اللاجئون من جنوب السودان أكثر من 882,000 شخص، ويقارب نصف مليون من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتبنت أوغندا سياسة استضافة اللاجئين بشكل متسامح وسعت في تقديم الدعم لهم، حيث توفر لهم الفرص والخدمات الضرورية للاندماج في المجتمع، مما يعزز التعايش السلمي ويخفف من الضغوط على الموارد الداخلية.
وتعتبر جهود أوغندا في تلبية احتياجات اللاجئين نموذجاً يُحتذى به عالمياً، ولكن مع زيادة عدد اللاجئين، تواجه البلاد تحديات جديدة تتطلب مزيدًا من الدعم الدولي للتصدي لها وضمان استمرار توفير المأوى والخدمات الأساسية للجماعات النازحة.

6- بنجلاديش
تقريبًا جميع اللاجئين الذين يعيشون حاليًا في بنغلاديش، وعددهم 961,000، هم من الروهينجا عديمي الجنسية، الذين بدأوا طلب اللجوء بشكل جماعي في عام 2017 بعد اندلاع أعمال العنف في ولاية راخين في ميانمار، وأصبحت مدينة كوكس بازار موطنًا لأكبر مخيم للاجئين في العالم خلال تلك الفترة.
وتضررت بنجلاديش بشدة من تغير المناخ، مع تزايد أنماط الطقس القاسية، خاصة في موسم الرياح الموسمية، وتتفاقم هذه المخاطر بين مجتمعات اللاجئين، حيث يعيشون في مساكن غير رسمية تدمرها الفيضانات والحرائق بشكل روتيني، وتشكل المسافات القريبة تحديًا إضافيًا، حيث تزيد من انتقال الأمراض مثل كوفيد-19.
ومنظمة كونسيرن تستجيب لأزمة الروهينجا منذ عام 2017، وقامت بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة وأكثر من 130 منظمة غير حكومية محلية ووطنية ودولية لدعم حكومة بنجلاديش في التكيف مع زيادة القدرات، ورغم ذلك، لا تزال السلامة والأمن مصدر قلق كبير للروهينجا في كوكس بازار، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا.
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم
أكثر من مليون مسافر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال 2023