تعتبر قائمة الدول التي تعاني من نقص المياه بشكل خاص مؤشرًا على التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البشرية. تتضمن هذه القائمة العديد من الدول التي تواجه أزمات مياه خطيرة، حيث تعاني من تراجع كبير في مواردها المائية وتواجه تحديات في توزيعها وإدارتها. وتتأثر هذه الدول بعوامل متعددة مثل تغير المناخ، وتدهور البنية التحتية، وتزايد الطلب على المياه نتيجة للنمو السكاني والتطور الاقتصادي. من بين هذه الدول، تبرز بعضها مثل ليبيا والكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تواجه تحديات خاصة في ظل استنزاف مواردها المائية بوتيرة متسارعة وتضخم الطلب على المياه. تلك الدول تواجه تحديات جادة لضمان توفير المياه الآمنة والمستدامة لمواطنيها، ويتطلب حل هذه الأزمة جهوداً مشتركة من جميع الفاعلين على الصعيدين المحلي والدولي.
شاهد أيضاً: الدول الأكثر استهلاكًا للمياه في العالم
أكثر 10 دول تعاني من نقص المياه في العالم:
1- قطر – 4.97:

قطر، برغم أنها بلد قاحل، حيث لا يتجاوز متوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 82 ملم، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالموارد المائية. رغم هذا، فإن القطاع النفطي والغازي، النشط بشكل كبير، قاد نمو البلاد بسرعة خلال العقود الأخيرة وساهم في استخدام تكنولوجيا متقدمة لاستخراج المياه.
ومع ذلك، يثير استهلاك المياه المفرط والهدر قلقاً متزايداً. فقد تصدرت قطر قائمة أعلى معدلات استهلاك للمياه المنزلية في العالم، حيث يستهلك المتوسط البالغ 430 لترًا من المياه يوميًا لكل أسرة! بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام كميات كبيرة من المياه لتربية المحاصيل والنباتات لتعويض قلة الهطول المطري.
تعتمد قطر بشكل رئيسي على المياه الجوفية للاستخدام الزراعي، ولكن معدلات الاستخراج تفوق بكثير معدلات الشحن، مما يؤدي إلى استنزاف مستويات المياه في الحقول الجوفية وزيادة الضغط على موارد المياه في البلاد بشكل كبير.
2- إسرائيل – 4.82:

تتمتع إسرائيل بإحدى أفضل التكنولوجيات والممارسات في إدارة المياه على مستوى العالم، حيث تنتج ما يقرب من 85% من احتياجاتها من مياه الشرب من خلال تحلية مياه البحر بشكل كبير. على الرغم من هذه الإنجازات في مجال إدارة المياه، تظل إسرائيل مهددة بخطر أزمة مائية مستقبلية نظراً لزيادة الطلب وتغيرات المناخ.
بينما تواصل إسرائيل التطوير والابتكار لضمان توفير مياه كافية لمواطنيها، يتوقع أن يضع تغير المناخ والطلب المتزايد على الموارد المائية البلاد تحت ضغط متزايد. وفقاً لدراسة علمية، تم تحلية 0.5 مليار متر مكعب من المياه في إسرائيل في عام 2020. من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 3.7 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2065، مما يتطلب إنشاء 30 وحدة تحلية جديدة لتلبية هذه الاحتياجات. كما سيتطلب ذلك زيادة في إمدادات الكهرباء لتشغيل هذه المحطات.
بالتالي، ستواجه إسرائيل تحديات كبيرة في المستقبل، بما في ذلك تحديات تغير المناخ والقضايا البيئية العالمية الأخرى، وهذا يتطلب استمرار الابتكار والتطوير في مجال إدارة المياه.
3- لبنان – 4.82:

تواجه لبنان، واحدة من الدول الواقعة في الشرق الأوسط، أزمة مياه حادة حاليًا، وتتفاقم هذه الأزمة بفعل الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد. وفقًا لتقارير منظمة اليونيسيف، يعاني حوالي 70% من سكان البلاد من نقص حاد في المياه. في عام 2019، كان بإمكان الشخص شراء أربعة لترات من مياه الزجاج المعبأة بمبلغ 1000 ليرة لبنانية، ولكن اليوم، يمكن للشخص شراء زجاجة واحدة بحجم 500 مل بنفس المبلغ، مما يعني ارتفاعًا ثماني مرات في السعر.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه لبنان نظامًا غير فعّال لإدارة المياه على المستويين الوطني والقانوني، مما يتسبب في مشاكل مثل نقص الصيانة والتنظيمات القانونية الضعيفة، وفقدان المياه بشكل غير محسوس، وانقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي. وتزيد هذه المشكلة المتعلقة بنقص المياه بوصول أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري إلى البلاد، مما يضيف إلى الضغوط على الموارد المائية المحدودة.
4- إيران – 4.57:

تواجه إيران مجموعة من التحديات فيما يتعلق بتوفر المياه، مثل انخفاض مستويات الهطول المطري، وعدم توزيع مناسب للأمطار والمياه السطحية، وتغير المناخ، والاضطرابات الاقتصادية والسياسية. خلال العقود القليلة الماضية، فقدت إيران أكثر من 200 كيلومتر مكعب من مياهها المخزنة، وانخفضت مستويات المياه الجوفية بسرعة بمعدل متوسط يصل إلى 28 سم في السنة. تتلاشى المسطحات المائية السطحية في جميع أنحاء البلاد، مثل بحيرة أورميا والأهوار في حوض هلمند، بسبب زيادة الجفاف والتصحر، واستهلاك المياه بشكل مفرط.
إلى جانب ذلك، تمثل تحولات في أساليب الري، من الري التقليدي “القنوات” إلى التكنولوجيا الزراعية الحديثة، سببًا آخر في استنزاف المياه. كما أن 77% من الأراضي في إيران يعاني اليوم من الجفاف البشري، جزئياً بسبب استخدام المياه الجوفية بمعدل ثلاث مرات أعلى من معدل إعادة الشحن الطبيعي.
5- الأردن – 4.56:

تواجه الأردن أزمة مائية تشابه الأزمة في الدول المجاورة. يتدفق نهر الأردن اليوم بنسبة تقل عن 10% من متوسطه التاريخي، بينما يشهد بحر العقبة، الذي يُعَد من أبرز المعالم السياحية في البلاد، جفافاً سريعًا بسبب نقص التغذية المائية من الأنهار المشتركة مع إسرائيل وسوريا. تواجه الحكومة الأردنية صعوبة في التفاوض مع تلك الدول بسبب التوترات السياسية، مما يجبر الأردن على الاعتماد بشكل أكبر على المياه الجوفية لتلبية احتياجات سكانها المتزايدة. هذا الاعتماد المتزايد يضع ضغطًا هائلاً على موارد المياه الجوفية، حيث يتم استنزافها بمعدل يتجاوز ضعف معدل إعادة التجديد الطبيعي. تقريبًا 60% من إمدادات المياه في الأردن يأتي من هذه المصادر المستنفذة بسرعة، ومع تفاقم مشكلة تغير المناخ، فإن الأردن يواجه تحديات كبيرة تتعلق بنقص المياه في المستقبل القريب.
الدول الأكثر توتراً مائياً في العالم:
- ليبيا – 4.55 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- الكويت – 4.43 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- السعودية – 4.35 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- إريتريا – 4.33 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- الإمارات العربية المتحدة – 4.26 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- سان مارينو – 4.14 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- البحرين – 4.13 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- الهند – 4.12 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- باكستان – 4.05 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- تركمانستان – 4.04 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- عُمان – 4.04 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- بوتسوانا – 4.02 – مستوى خطر مرتفع للغاية
- تشيلي – 3.98 – مستوى خطر مرتفع
- قبرص – 3.97 – مستوى خطر مرتفع
- اليمن – 3.97 – مستوى خطر مرتفع
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم
أكثر من مليون مسافر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال 2023