سجّل جواز السفر الأمريكي تراجعًا جديدًا في ترتيب قوة جوازات السفر عالميًا، ليهبط إلى المرتبة 12 وفقًا لمؤشر Henley Passport Index لعام 2025، بعد أن كان ضمن المراكز العشرة الأولى طوال سنوات، ووصل إلى المركز الأول عام 2014.
وهذا التراجع يُعزى إلى سلسلة من تغييرات سياسات التأشيرات الدولية التي أثّرت على حرية تنقّل حاملي الجواز الأمريكي. فقد فقدت الولايات المتحدة الدخول بدون تأشيرة إلى البرازيل مطلع العام، كما لم تُدرج ضمن قائمة الدول المشمولة بالإعفاء من التأشيرة في الصين، إلى جانب فرض قيود إضافية من دول مثل بابوا غينيا الجديدة وميانمار. كما أسهم عدم إدراج المواطنين الأمريكيين في برامج الإعفاء الجديدة التي أطلقتها فيتنام مؤخرًا في تعميق التراجع.
وفي المقابل، واصلت الدول الآسيوية تعزيز موقعها في المؤشر، حيث احتلت سنغافورة المركز الأول بقدرتها على توفير دخول إلى 193 وجهة بدون تأشيرة، تلتها كوريا الجنوبية ثم اليابان، ما يعكس انتقال مركز الثقل في حرية التنقّل العالمي من الغرب نحو آسيا.
ورغم أن الأمريكيين يتمتعون بإمكانية الدخول بدون تأشيرة إلى 180 دولة، إلا أن الولايات المتحدة لا تمنح إعفاءً مماثلًا سوى لـ 46 جنسية فقط، ما وضعها في المركز 77 في مؤشر الانفتاح العالمي، في واحدة من أكبر الفجوات بين القدرة على الدخول إلى الدول الأخرى وسياسة استقبال الأجانب.
هذا التراجع دفع عددًا متزايدًا من الأمريكيين إلى البحث عن الجنسية المزدوجة وبرامج الإقامة عبر الاستثمار كوسيلة للحفاظ على حرية التنقّل، وسط رؤية تحليلية تقول إن “الجنسية الثانية أصبحت الحلم الأمريكي الجديد”.
ويرى خبراء العلاقات الدولية أن الانكماش الدبلوماسي واتجاه السياسة الخارجية الأمريكية نحو الداخل أصبحا ينعكسان بوضوح على قوة جواز السفر، في الوقت الذي تواصل فيه دول آسيوية – وعلى رأسها الصين – توسيع اتفاقيات الإعفاء من التأشيرات وتمتين شبكات نفوذها الدبلوماسي عالميًا، ما يعيد تشكيل خريطة القوة في السفر والتأثير الدولي.
شاهد أيضاً:
كيفية الحصول على جواز سفر أمريكي
أقوى جوازات السفر في العالم للعام 2025
5 مزايا للحصول على جواز سفر ثاني