في عرض مبهر للفخامة والثروة، عقد الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة “أمازون” جيف بيزوس قرانه على مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة لورين سانشيز في حفل زفاف استثنائي احتضنته مدينة البندقية الإيطالية الحدث لم يكن مجرد احتفال عائلي، بل تحوّل إلى مهرجان عالمي، جمع بين سحر التاريخ، وبريق النجوم، وأضواء الإعلام، وحتى احتجاجات الغاضبين.
اختار بيزوس (61 عامًا) وسانشيز (55 عامًا) جزيرة سان جورجيو ماجوري، المقابلة لساحة سان ماركو الشهيرة، لتكون مسرحًا لحفل زفافهما الفاخر، في أجواء تملؤها الرومانسية والغموض، تبادل العروسان عهود الحب الأبدي، وسط حضور نخبة من أثرياء العالم ومشاهيره، الذين حضروا على متن طائرات خاصة ويخوت فاخرة، لتشهد البندقية واحدة من أكثر الليالي تألقًا في تاريخها الحديث.
ظهرت العروس بفستان مبهر من تصميم دار “دولتشي آند غابانا”، مستوحى من فستان صوفيا لورين في فيلم يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، واستغرق تصميمه أكثر من 900 ساعة. وأدت المراسم الموسيقية بصوت ماتيو بوتشيلي، نجل مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي، بينما تولى إعداد العشاء شيف حائز على نجمة ميشلان، وصنع الكعكة طاهٍ فرنسي شهير.

الحفل استقبل أسماء لامعة في عالم المال والفن والسياسة، مثل كيم كارداشيان، أوبرا وينفري، بيل غيتس، ليوناردو دي كابريو، الملكة رانيا، توم برادي، وآخرين. تجمع الحضور في المراكب المائية، في مشهد سينمائي أثار إعجاب المتابعين حول العالم، بينما حاول المصورون ملاحقتهم عبر قواربهم في القنوات المائية.
قدّر حاكم منطقة فينيتو الإيطالية كلفة الزفاف بين 40 و48 مليون يورو (حتى 56 مليون دولار)، أي ما يفوق متوسط تكلفة الزفاف الأمريكي بأكثر من ألف مرة. وزارة السياحة الإيطالية قدّرت أن الزفاف ضخ 28.4 مليون يورو بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي، وقد يولد نحو 895 مليون يورو من القيمة الدعائية والإعلامية للمدينة.

رغم دعم السلطات المحلية للاحتفال، ورفضها الربط بين الزفاف وظاهرة “السياحة المفرطة”، عبّر بعض السكان عن استيائهم. فقد نظّمت مجموعة “لا مكان لبيزوس” احتجاجات تحت شعار “البندقية ليست للبيع”، منتقدين تأثير الحفل على حركة السكان، والتضييق الأمني المؤقت، وتأثيره البيئي السلبي.
في لفتة رمزية، قرر جيف بيزوس التبرع بثلاثة ملايين يورو لصالح مشاريع بيئية وثقافية، منها دعم جمعية لحماية البحيرات، وجامعة البندقية الدولية، ومنظمة اليونسكو، في محاولة للتقريب بين رفاهية الحفل ومتطلبات الحفاظ على تراث المدينة.
مدينة الأحلام أم موناكو جديدة؟
بين من يرى في الزفاف تجديدًا لصورة البندقية كعاصمة للرومانسية والفخامة، ومن يخشى تحولها إلى نسخة فاخرة من موناكو، يبقى الزفاف حدثًا غير عادي، سيبقى في ذاكرة المدينة، ويطرح تساؤلات عن مستقبلها وسط موجات السياحة الفاخرة.
زفاف بيزوس وسانشيز لم يكن مجرد مناسبة خاصة، بل مشهد عالمي يعكس مفاهيم القوة، والثراء، وتأثير الفرد في مدينةٍ ذات تاريخ عريق، تُحب وتُحسد في آنٍ واحد.
شاهد أيضاً:
إحصائيات أساسية يجب أن تعرفها على أمازون في 2024
أمازون تطلق منصة جديدة بأسعار مخفضة
أمازون تحقق رقماً قياسياً في سرعة التسليم: دعم الشركات الصغيرة بفضل الابتكارات