في خطوة استراتيجية تعكس التوجه الوطني نحو تعزيز ريادة المملكة في مجال الطاقة، قام الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، بتوقيع 107 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع 117 جهة من القطاعين العام والخاص، بقيمة إجمالية تصل إلى 104 مليارات ريال، تأتي هذه الاتفاقيات ضمن مساعي المملكة لتوطين الكثير من صناعات الطاقة والطاقة المستدامة، بهدف الاعتماد على الصناعة المحلية في توفير احتياجات القطاع.
تشكل رؤية السعودية 2030 الإطار الاستراتيجي الذي يعزز من أهمية التوطين كعنصر أساسي لضمان استدامة وأمن مستقبل الطاقة، وقد أكد وزير الطاقة على أن قطاع الطاقة ليس مجرد قطاع اقتصادي بل يعد محركًا رئيسيًا للصناعة والتنمية، ويساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي، حيث يقدر تأثيره بحوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وفي هذا السياق، تم افتتاح ملتقى توطين قطاع الطاقة تحت شعار “تمكين التوطين لإمدادات الطاقة”، الذي شهد مشاركة عدد من الوزراء والشركاء الدوليين والقادة التنفيذيين والخبراء في قطاع الطاقة، مما يعكس حجم الاهتمام الدولي والمحلي في تعزيز هذه الصناعة.
شاهد أيضاً: 10 دولة تقود الجهود في مجال الطاقة المتجددة

أهمية التوطين
استعرض وزير الطاقة البرامج المعمول بها في المملكة، مثل برنامج “اكتفاء” التابع لأرامكو و”نساند” التابع لسوق البتروكيماويات “سابك” و”بناء” الخاصة بالشركة السعودية للكهرباء، موضحًا كيف يمكن لهذه المبادرات أن تدعم التوطين في القطاعات الأخرى.
كما أشار إلى أن جائحة كورونا كشفت عن تحديات سلاسل الإمداد وأظهرت مخاطر الاعتماد على المصادر الخارجية، مما دفع الدولة لاتخاذ تدابير سريعة لدعم الإنتاج المحلي، وقد أكدت هذه الجائحة على أهمية التوطين في كافة القطاعات، خاصة في مجال الطاقة.
توجيهات ولي العهد

وفي إطار استراتيجيات التوطين، أشار وزير الطاقة إلى توجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، بإعداد دراسة شاملة حول سد الفجوات في سلاسل الإمداد، مما يعكس رؤية القيادة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاعتماد على المنتجات المحلية.
وقد وضعت لجنة توطين قطاع الطاقة أهدافًا واضحة لضمان توطين 75% من القطاع بحلول عام 2030، ومن خلال تركيز الجهود على توطين سلسلة الإمداد كاملة، بدءًا من المواد الخام وصولًا إلى المنتج النهائي، تسعى المملكة لجلب التكنولوجيا والمنتجات إلى أراضيها ورفع قيمتها المحلية.
الملتقى وأهدافه
يستمر الملتقى الذي تنظمه وزارة الطاقة السعودية بشراكة مع أرامكو والشركة السعودية للكهرباء وسابك لمدة يومين، ويهدف إلى تحقيق نسبة توطين 75% في قطاع الطاقة بحلول عام 2030، يُركز الملتقى على بناء مستقبل مستدام، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتشجيع الاستثمارات، وتوفير فرص واعدة لقطاع الأعمال.
من خلال هذه الجهود، تسعى المملكة إلى تمكين رواد الأعمال للعب أدوار رئيسية في القطاع، إلى جانب بحث فرص الاستثمار وتعزيز الابتكار في هذا المجال الحيوي.
إن توقيع هذه الاتفاقيات يُظهر عزم المملكة على تحويل التحديات إلى فرص، ويعكس التوجه نحو الاعتماد على الموارد المحلية لتعزيز قدرة المملكة في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة، مع استمرار جهود التوطين، ستظل المملكة رائدة في مجال الطاقة، مما يساهم في تطوير اقتصادها وتعزيز موقعها في الأسواق العالمية.
شاهد أيضاً:
أفضل 10 بنوك في الهند 2024
كتب عن الأوراق المالية عليك مطالعتها قبل نهاية العام
ما مدى أمان العملات الرقمية المشفرة؟