منذ فجر الحضارات، كانت المكتبات بمثابة خزائن المعرفة التي حفظت علوم الإنسان وفنونه، وشكلت جسورًا تربط الماضي بالحاضر، فقد وُجدت في قلب الإمبراطوريات القديمة مكتبات عظيمة، جمعت بين الألواح الطينية والبرديات والمخطوطات، لتكون شاهدًا على شغف الإنسان بالعلم وحفظ التراث، وفي هذه الرحلة عبر الزمن، نستعرض أقدم عشر مكتبات في التاريخ، تلك التي لم تكن مجرد أماكن لتخزين الكتب، بل منارات للفكر والإبداع، وأسست لإرث ثقافي ما زال أثره حاضرًا حتى اليوم.
مكتبة آشور بانيبال – العراق
تُعد أقدم مكتبة معروفة، تأسست في نينوى بعهد الملك آشور بانيبال (668–627 ق.م)، ضمّت أكثر من 30 ألف لوح طيني بالخط المسماري في مجالات الفلك والطب والأدب والدين، ومنها اكتُشفت ملحمة جلجامش، رغم تدميرها عام 612 ق.م، بقيت الكثير من ألواحها في المتحف البريطاني.
مكتبة الإسكندرية – مصر
أسطورية الشهرة، أنشئت في عهد بطليموس الأول أو الثاني بهدف جمع كل معارف البشرية، ويُقال إنها احتوت نحو 400 ألف مخطوط، مصيرها غامض وظروف احتراقها مثار جدل، لكنها بقيت رمزًا للمعرفة الضائعة والطموح العلمي.
مكتبة برغامون – تركيا
منافسة للإسكندرية، تأسست في مدينة برغامون (بيرغاما حاليًا) واحتوت قرابة 200 ألف مخطوط، ارتبطت باسمها أسطورة اختراع الرق (البرشمان) بعد توقف توريد البردي من مصر، أُهديت لاحقًا إلى كليوباترا من قِبل مارك أنطونيو.
مكتبة فيلا البرديات – إيطاليا
دفنتها ثورة بركان فيزوف عام 79م في هيركولانيوم. وتعد المكتبة الوحيدة الباقية متكاملة من العصور القديمة، إذ اكتُشف فيها أكثر من 1800 لفافة بردي، معظمها نصوص فلسفية يونانية، تُقرأ اليوم باستخدام تقنيات تصوير حديثة.
مكتبة دير سانت كاترين – مصر
تقع عند سفح جبل سيناء، وهي جزء من أقدم دير مسيحي ما زال قائمًا، تضم مخطوطات إنجيلية نادرة وأكثر من 3,300 كتاب قديم باليونانية والعربية والسريانية والجورجية، وتُعد ثاني أكبر مكتبة مسيحية قديمة بعد الفاتيكان.
شاهد أيضاً:
10 من أهم مناجم الفحم في العالم
استكشاف أسعد دول العالم
أفضل 10 حكومات في العالم