لطالما كانت صورة رجل العصابات مهيمنة على المشهد الإجرامي، حيث كانت المرأة تُقتصر على أدوار ثانوية مثل الزوجة أو الأم أو المجرمة من الدرجة الثانية. ولكن في السنوات الأخيرة، تغيرت هذه الصورة بشكل كبير. في إيطاليا، أسهمت حملات القمع التي شنتها الشرطة ضد المافيا منذ الثمانينيات في تغيير هذا الوضع. فقد بدأ أفراد العصابات الذكور المحكوم عليهم بالسجن في نقل أصولهم إلى زوجاتهم وبناتهم. على الرغم من أن النساء يشكلن نسبة ضئيلة من المجرمين المحكوم عليهم بجرائم مرتبطة بالمافيا في إيطاليا، فإنهن يسيطرن على نحو ثلث الموارد المالية للمافيا. ورغم هذا التغير، تظل هناك نساء عصابات تاريخيات معروفات بقوتهن وذكائهن، وهنّ في كثير من الأحيان يقدمن مثالاً يبرز تميزهن في عالم الجريمة.
5 من أشهر رجال العصابات في التاريخ:
فرجينيا هيل (1916-1966)
ولدت فرجينيا هيل في ولاية ألاباما في أسرة فقيرة، ثم أصبحت واحدة من أبرز الشخصيات الإجرامية كمغسلة أموال وموزعة أموال ومهربة هيروين ومخبرة. لقبت بـ “الفلامنغو” و”ملكة فتيات العصابات”، وكانت صديقة لزعيم العصابات بوجسي سيجل. استخدمت جاذبيتها ومظهرها لتأمين الصفقات، وكسبت شهرة وثروة كمحاسبة لدى آل كابوني وعملت مع عصابات مختلفة.
تغيرت حياتها بعد مقتل سيجل، مما جعلها أقل فائدة. دفعتها ديونها الضخمة وماضيها الإجرامي إلى التهرب من القانون. وفي النهاية، وُجدت ميتة في عام 1961 في النمسا، ربما بسبب جرعة زائدة من حبوب النوم، على الرغم من وجود تكهنات بأنها قد تكون ضحية عملية قتل.
ستيفاني سانت كلير (1897-1969)
عرفت ستيفاني سانت كلير بأساليبها القاسية في حماية حيها في هارلم، حيث ناضلت من أجل حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي وشهدت ضد فساد الشرطة. لقبت بالسيدة سانت كلير وكويني، وكونت تحالفاً مع إلسورث “بامبي” جونسون ولاكي لوتشيانو لإبعاد العصابات الأخرى عن هارلم.
أدارت لعبة أرقام غير قانونية ناجحة، وقرضت الأموال وجمعت الديون بالقوة. واجهت مشاكل مع القانون، لكن اتهامها لعدد من ضباط الشرطة الفاسدين كان محرجاً للغاية لشرطة نيويورك. تقاعدت لاحقاً وسلمت إدارة اللعبة إلى بامبي، وشاركت في حملات من أجل حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي قبل أن تتوفى بهدوء كامرأة ثرية في عام 1969.

جريسيلدا بلانكو (1943-2012)
في ذروة نشاطها في السبعينيات والثمانينيات، أصبحت جريسيلدا بلانكو أول مليارديرة في تاريخ الجريمة، حيث كانت تكسب 80 مليون دولار شهريًا من تهريب الكوكايين من كولومبيا إلى الولايات المتحدة. زعيمة عصابة ميديلين للمخدرات، لقبت بـ “لا مادرينا”، “الأرملة السوداء”، و”عرابة الكوكايين”. قتلت أزواجها الثلاثة الأولين واستمتعت بتعذيب ضحاياها، وأدينت بقتل طفل عمره عامين.
ابتكرت ملابس داخلية نسائية خاصة لتهريب الكوكايين، وأصدرت أوامر بقتل نحو ألفي شخص. قُتلت بالرصاص خارج محل جزارة في مدينة ميديلين بكولومبيا، في حادث نفذه رجل على دراجة نارية وهي في التاسعة والستين من عمرها.
الأخت بينغ (1949-2014)
تشينغ تشيو بينغ، المعروفة بلقب “رأس الأفعى”، كانت زعيمة عصابة إجرامية سرية في الحي الصيني في نيويورك. كانت مسؤولة عن تهريب نحو 3000 مهاجر غير شرعي من الصين إلى الولايات المتحدة، حيث كانت الرحلات البحرية التي تستغرق 100 يوم من هونج كونج إلى غواتيمالا ثم إلى نيويورك خطيرة للغاية، حيث توفي العديد من الركاب أثناء الرحلة. بحلول الثمانينيات والتسعينيات، كانت ثروتها قد بلغت 40 مليون دولار.
أدينت في النهاية بتهم تهريب المهاجرين وغسيل الأموال والاتجار بها، وتوفيت في السجن عن عمر يناهز 65 عامًا. رغم سمعتها المخيفة، وصفها أحد المهاجرين في الحي الصيني بأنها “طيبة وصادقة… لقد حركت دفئها الجميع”.

ماريا ليتشياردي (1951-)
تولت ماريا ليتشياردي قيادة عشيرة ليتشياردي بعد وفاة زوجها واعتقال إخوتها، وأصبحت واحدة من مؤسسي تحالف سيكونديجليانو الاستراتيجي. منذ عام 1993 حتى اعتقالها في 2001، كانت من أبرز زعماء كامورا في نابولي. كانت تُلقب “العرابة” و”الفتاة الصغيرة” بسبب طولها، بينما تُعرف بين نساء المنطقة باحترام بـ “الأميرة”.
بالإضافة إلى تهريب المخدرات والسجائر والابتزاز، كانت ليتشياردي أول من أدخل تجارة الجنس إلى أنشطة العصابة الإجرامية. انتهى بها المطاف في السجن بعد أن تسببت شحنة هيروين نقية للغاية في وفاة عدد من المستخدمين، مما أدى إلى حروب عصابات أسفرت عن مقتل نحو 120 شخصًا. تم إطلاق سراحها منذ ذلك الحين.
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم
أكثر من مليون مسافر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال 2023