بلغت التكلفة الإجمالية للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على واردات السيارات وقطع الغيار نحو 100 مليار دولار، وفقًا لتقارير بحثية وتحليلات اقتصادية حديثة، وقد بدأ تطبيق هذه الرسوم فعليًا في 3 أبريل، وتتمثل في ضريبة استيراد بنسبة 25% على السيارات المستوردة، بينما يُنتظر أن تدخل رسوم مماثلة على قطع غيار السيارات حيز التنفيذ في 3 مايو المقبل.
ويرى محللون أن هذه الرسوم ستُحدث تحولات جوهرية في صناعة السيارات على المستوى العالمي، حيث يتوقع أن تنخفض المبيعات بملايين الوحدات نتيجة ارتفاع أسعار السيارات الجديدة والمستعملة، وتُقدّر مجموعة بوسطن للاستشارات أن التكلفة قد تصل إلى 160 مليار دولار في حال شملت الشركات الأميركية وغير الأميركية معًا، فيما يشير مركز أبحاث السيارات في ولاية ميشيغان إلى أن الشركات الثلاث الكبرى في أميركا – جنرال موتورز، فورد، وستيلانتيس – ستتحمل نحو 41.9 مليار دولار من هذه التكاليف.
ويقول فيليكس ستيلمازك من مجموعة بوسطن للاستشارات إن هذه الإجراءات تمثل تحولًا هيكليًا طويل الأمد، مؤكدًا أن هذا العام قد يكون الأكثر تأثيرًا في تاريخ صناعة السيارات بسبب الضغوط التي تفرضها السياسات التجارية على طرق الإنتاج ومواقعها.

ويُتوقع أن تنعكس هذه التكاليف على المستهلك الأميركي بشكل مباشر، إذ سترتفع أسعار السيارات الجديدة بما بين 2,000 و4,000 دولار خلال الفترة المقبلة، حسب توقعات بنك جولدمان ساكس، إلا أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى تراجع الطلب، ما قد يجبر الشركات المصنعة على امتصاص جزء من التكاليف.
ومع تراجع ثقة المستهلكين وارتفاع توقعات التضخم إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1981، تبدو الآفاق قاتمة بالنسبة للسوق الأميركية، وتشير التقديرات إلى أن المبيعات في الولايات المتحدة وكندا قد تنخفض سنويًا بنحو مليوني مركبة، وهو ما يضيف ضغطًا إضافيًا على الشركات.
ولا تقتصر آثار هذه الرسوم على السيارات وحدها، بل تمتد إلى قطاعات أخرى مثل الغذاء والملابس والأثاث، ما يقلص القدرة الشرائية للأميركيين ويؤثر على قراراتهم الاستهلاكية، بما في ذلك شراء السيارات.
وتُعد السيارات ذات الأسعار المعقولة أكثر عرضة لهذه الرسوم، نظرًا لأن معظمها يُصنع في الخارج، لاسيما في المكسيك وكندا وكوريا الجنوبية واليابان. ومع فرض رسوم إضافية على قطع الغيار، سترتفع أيضًا تكلفة صيانة السيارات الحالية.
ويتوقع خبراء مثل جوناثان سموك من شركة كوكس أوتوموتيف أن يشهد السوق انخفاضًا في الخصومات المتاحة للمشترين وتسارعًا في ارتفاع الأسعار مع تقلص المعروض، وهو ما قد يؤدي إلى اختفاء بعض الطرازات من السوق وارتفاع أسعار السيارات المستعملة بشكل ملحوظ.
شاهد أيضاً:
الولايات المتحدة تعفي أجهزة الكمبيوتر والهواتف الصينية من الرسوم الجمركية
الولايات المتحدة تبيع ألف إقامة ذهبية خلال 24 ساعة مقابل 5 مليارات دولار
الإمارات تستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال 10 سنوات