عندما يتعلق الأمر بأوروبا الشرقية، يأتي في ذهن الكثير منا عادة الدول والمدن السياحية الشهيرة مثل براغ وبودابست وروسيا، ولكن في الوقت نفسه، يبدو أننا غالبًا ما نُغفل وجود دولة كبيرة في هذا الجزء من العالم، وهي أوكرانيا، بالرغم من الاعتقادات السائدة، فإن أوكرانيا بلد رائع ومذهل، سواء من حيث جمال الطبيعة الخلابة أو تنوع الآثار المعمارية الساحرة، وحتى التقاليد المحلية لسكانها، لذا دعونا نتعرف سويًا على بعض المعلومات الرائعة والمفاجئة حول هذا الوجهة السياحية الرائعة في أوروبا.
شاهد أيضاً: أهم 10 صادرات لأوكرانيا
10 حقائق ممتعة ومثيرة عن أوكرانيا:
- بلد كبير المساحة
تتميز أوكرانيا بكونها بلدًا كبيرًا المساحة في القارة الأوروبية، حيث تمتد عبر مساحة تبلغ 603,628 كيلومتر مربع. تقع أوكرانيا بين الحدود المتاخمة لروسيا في الشرق وبولندا في الغرب، مع البحر الأسود يحدها من الجنوب ودولة بيلاروس من الشمال. باستثناء روسيا، تعتبر أوكرانيا الأكبر في المساحة في أوروبا، حيث تتفوق على دولة فرنسا التي تأتي في المرتبة الثانية بمساحة تبلغ 551,695 كيلومتر مربع.
- تحوي أوكرانيا سبع أماكن مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي
تضم أوكرانيا، ضمن حدودها الشاسعة وخلال تاريخها الطويل، سبع مواقع تم تصنيفها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. تلك المواقع تعكس غنى التراث الثقافي والتاريخي لهذا البلد الواقع في قلب أوروبا الشرقية.
من بين تلك المواقع، تتضمن كاتدرائية القديسة صوفيا في العاصمة كييف، وهي معلم معماري مذهل يعود تاريخه إلى دولة كييف الروس في القرن الحادي عشر. وتشمل أيضًا مدينة تاوريس خيرسون القديمة، التي أُسست من قبل اليونانيين القدماء منذ حوالي 2500 سنة، وتقع على سواحل البحر الأسود بجانب مدينة سيفاستوبل اليوم. ويأتي الموقع الثالث، غابات الزان القديمة في جبال الكاربات، والتي تشمل مجموعة كبيرة من الغابات وتمتد حتى جبال فيهورلات في سلوفاكيا.

- أوكرانيا والفودكا الخاصة بها
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تحتل أوكرانيا المرتبة السادسة في استهلاك الكحول، حيث يستهلك المواطن الأوكراني ما يعادل 13.9 لتر من الكحول سنويًا. وعلى الرغم من أن الفودكا شائعة، إلا أن المشروب المحلي الأشهر في أوكرانيا هو هوريلكا، وهو مشروب روحي صافٍ يُشبه الفودكا إلى حد كبير، ويُستخدم عادة للدلالة على الفودكا في السياق العام. تختلف الفودكا التقليدية التي نعرفها عن الهوريلكا بأن الأخيرة تعني “المياه الحارقة” بينما تعني الفودكا “المياه الدقيقة”. ويُضاف إلى الهوريلكا أحيانًا نكهة الفلفل الحار، مما يضفي عليها طابعًا مميزًا.
- شبكة متطورة من وسائل النقل وأخفض محطة مترو في العالم
على الرغم من أن أوكرانيا قد لا تتمتع بالبنية التحتية الممتازة كبعض البلدان الأخرى، إلا أنها تمتلك شبكة متطورة من وسائل النقل العامة. فجميع المدن الكبرى والمراكز الإقليمية متصلة ببعضها بواسطة شبكة من السكك الحديدية، حيث يتنقل السكان يوميًا بين المدن الكبرى. وتوفر العديد من المدن خدمات الباصات والترام بأسعار رخيصة وفعالة، حيث قد لا تكلف الرحلة سوى دولار واحد أو أقل. وتتوفر أيضًا العديد من المطارات، بالإضافة إلى أن أجرة التاكسي لا تتجاوز 0.3 دولار للكيلومتر الواحد. إذا كنت تبحث عن رحلة سياحية بأسعار معقولة، فقد يكون من الجيد التفكير في زيارة أوكرانيا كوجهة مذهلة واقتصادية في الوقت نفسه.
5. أوكرانيا وعشق ماكدونالدز
يعشق الأوكرانيون الوجبات السريعة، ومن بين تلك الوجبات تبرز مطاعم ماكدونالدز، حيث يُعتبر المطعم الموجود بالقرب من محطة القطار الرئيسية في العاصمة كييف ثالث أكثر المطاعم ازدحامًا في العالم. واللافت للنظر أن ماكدونالدز يهيمن بشراسة على سوق الوجبات السريعة في البلاد، فهو يحظى بشعبية كبيرة في مختلف مدن أوكرانيا، وتعود هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، بما في ذلك الانفتاح السريع والمفاجئ على الرأسمالية، وخاصة الرأسمالية الأمريكية. يُعتبر تناول الوجبات السريعة أمرًا شائعًا جدًا في البلاد، حيث يفضل الشباب غالبًا شراء وجباتهم من المطاعم بدلاً من إعدادها بأنفسهم.
- المطبخ الأوكراني
يتميز المطبخ الأوكراني بتنوعه واختلافه، حيث يشمل مجموعة واسعة من الأطباق والأطعمة، بدءًا من لحم الدجاج والخنزير والعجل والسمك، وصولاً إلى البيض والفطر. يُضاف إلى ذلك استخدام البطاطا والبقوليات والمخلل في الوجبات الأوكرانية، مما يجعلها متنوعة وشهية. يعود هذا التنوع إلى تأثير العديد من الأقليات التي استوطنت البلاد على مر التاريخ وجلبت معها أطعمتها ووصفاتها الخاصة.
من بين الأطباق الشهيرة في المطبخ الأوكراني، نجد فارينيكي، وهي زلابية محشوة بالفطر والبطاطا والكرنب والجبن وتُغلى. كما تشتهر الخولوبتسي، وهي لفائف من الملفوف المحشوة بالأرز والجزر واللحم.
كما ويعتبر البورش واحدًا من أشهر الأطباق في المطبخ الأوكراني، إذ يتميز بشعبيته الكبيرة لدى الأوكرانيين. يتكون البورش من حساء مكون من الشوندر الأحمر والملفوف والبطاطا، وغالبًا ما يتم إضافة لحم الخنزير أيضًا. يُشكل هذا الطبق جزءًا هامًا من التراث الأوكراني، وما زال هناك نزاع مستمر بين الروس والأوكرانيين حول أصل هذا الحساء، لكن الأدلة تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون أصله أوكرانيًا.
وبالإضافة إلى البورش، تشتهر أوكرانيا أيضًا بالمشروبات مثل بيرة لفيف وقهوة لفيف، إلى جانب الفودكا هوريلكا الحارة. وفيما يتعلق بالحلويات، فإن السيرنيكي هي إحدى الحلويات الشهيرة في أوكرانيا، حيث تعتبر مشابهة للتشيز كيك من حيث الطعم ولكن بشكل مختلف، حيث تُحشى بجبنة الكوارك وتُقدم مع القشدة أو الفواكه أو المربى أو العسل.
وفيما يتعلق بتشيكن كييف، فقد يكون مفاجأة أنه ليس أصليًا أوكرانيًا، بل يُعتقد أنه نشأ في الإمبراطورية الروسية، وهناك آراء تشير إلى أن الوصفة قد أُقتبسَت من المطبخ الفرنسي. واسم تشيكن كييف جاء على يد مطعم في نيويورك الأمريكية خلال القرن العشرين، وهو اسم أجمل بكثير وأنسب من تشيكن فرنسا أو تشيكن نيويورك!

- تاريخ أوكرانيا
تأسست أوكرانيا كدولة مستقلة تحت اسم دولة كييف الروسية، وهي اتحاد لمجموعة من القبائل السلافية، ثم تعرضت للغزوات والاستعمار من قبل الإمبراطوريات المختلفة مثل المغول والعثمانيين والكومنولث البولندي الليتواني.
منذ القرن الثامن عشر، تقسمت أوكرانيا بين الإمبراطورية الهابسبورغية والإمبراطورية الروسية، وأثناء الفترة السوفييتية في القرن العشرين، أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفيتي. خلال هذه الفترة، عانى الشعب الأوكراني من مجاعات وأوضاع اقتصادية صعبة، ويعتبر تاريخ أوكرانيا مثيرًا للاهتمام بسبب تنوعه وتعدد تأثيراته، وهو يعكس الصراعات والتحولات التي شهدتها المنطقة على مر العصور.
ورغم السيطرة التي مارستها الإمبراطوريات والدول الأخرى على أوكرانيا خلال تاريخها، إلا أنها تمكنت دائمًا من اللعب بدور مهم في الساحة السياسية العالمية. على سبيل المثال، استضافت البلاد مؤتمر يالطا في عام 1945، حيث اجتمع وينستون تشرشل وجوزيف ستالين وثيودور روزفلت لمناقشة مستقبل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وجرى هذا الاجتماع في قصر ليفاديا، الذي تحول اليوم إلى متحف يمكن للجميع زيارته.
ومرة أخرى، جذبت أوكرانيا الانتباه عندما قام شعبها بثورة على الحكومة الموالية لروسيا، معبرين عن رغبتهم في الديمقراطية والحرية. وفي أعقاب ذلك، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، مما أدى إلى تدهور العلاقات بينها وبين الغرب.
رغم التحديات التي واجهتها، تمكنت أوكرانيا من الاستفادة من التأثيرات الثقافية الإيجابية للدول التي حكمتها. فلا يزال تأثير العمارة الهابسبورغية والمعالم السوفيتية واضحًا حتى اليوم، مما يجعل البلاد وجهة مثالية لمحبي الفن والتاريخ.
- لفيف، إحدى أجمل مدن أوروبا
لفيف، إحدى أجمل مدن أوروبا، استوطنتها عبر القرون عدة إثنيات وجماعات عرقية مختلفة، مما أضاف تنوعًا ثقافيًا لا مثيل له إلى هذه المدينة التي تاريخها طويل ومتنوع. منذ آلاف السنين، كانت لفيف موطنًا للإيطاليين والأرمن واليهود والبولنديين والألمان، مما أعطى المدينة هوية فريدة ومتنوعة.
وتعتبر لفيف محطة مهمة على مر التاريخ لأطراف مختلفة، حيث سيطرت عليها الإمبراطورية النمساوية المجرية وبولندا والاتحاد السوفيتي، مما جعلها مزيجًا من الثقافات والتأثيرات المختلفة.
ومن الملفت للنظر أن لفيف تضم أكثر من 2500 معلم تاريخي ومعماري، وتحتفظ بنسبة 55٪ من المعالم التاريخية والمعمارية في أوكرانيا بأسرها، مما جعلها موقعًا مهمًا في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر لفيف مركزًا للفن والثقافة، حيث تضم مجموعة كبيرة من المتاحف والمعارض الفنية، بما في ذلك متحف لفيف التاريخي ومتحف لفيف الفني، الذي يعرض الآلاف من الأعمال الفنية التي تمتد لعدة قرون.
وبالنظر إلى أهمية التعليم في المدينة، فهي تحتضن عددًا كبيرًا من الجامعات والمعاهد، مما يجعلها وجهة مفضلة للطلاب من جميع أنحاء العالم، وتساهم في جعلها مدينة حيوية ومزدهرة.
- نفق الحُب
نفق الحُب في كليفان يُعتبر واحدًا من الوجهات السياحية الشهيرة في أوكرانيا، ويتميز بجماله الطبيعي الفريد والرومانسي. بني هذا النفق السككي في الأصل لنقل الأخشاب إلى مصنع ليف، ولكنه أصبح اليوم وجهة مثالية للمشي والتجول بين أشجار الطبيعة.
يمتد النفق لمسافة تقارب الثلاثة كيلومترات، وتحيط به الأشجار من كل جانب، مما يخلق مظهرًا ساحرًا ورومانسيًا، خاصةً في فصل الخريف عندما تتلون أوراق الأشجار بألوان الذهب والأحمر والبرتقالي.
يقصد العديد من الأزواج هذا النفق لتصوير صور الزفاف أو لقضاء أوقات رومانسية معًا، مما جعله يحظى بلقب “نفق الحب”. كما أنه يعتبر أيضًا مكانًا مثاليًا للاستمتاع بجمال الطبيعة والهدوء والسكينة.

- أضخم طائرة في العالم
طائرة أنطونوف AN-225 ميريا حقًا تعتبر إنجازًا هندسيًا مذهلاً، وتمثل فخرًا لصناعة الطيران الأوكرانية. بفضل حجمها الضخم وقدرتها على حمل أحمال ثقيلة جدًا، تُستخدم هذه الطائرة في عمليات الشحن الثقيلة والخدمات اللوجستية الصناعية. وبالإضافة إلى نقل المعدات والبضائع الضخمة، استُخدمت أيضًا في عمليات الإغاثة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
للأسف، لم يتم تحويل فكرة تحويل الطائرة إلى فندق طائر إلى واقع ملموس، ولكن ما زالت الطائرة تبهر العالم بحجمها وقدرتها على الطيران. وبالنظر إلى الطلب المتزايد على خدمات الشحن الثقيلة في العصر الحالي، فمن المحتمل أن تظل طائرة أنطونوف AN-225 في خدمة لفترة طويلة قادمة.
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم
أكثر من مليون مسافر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال 2023