عند الحديث عن قادة الجيوش والفاتحين البارزين حول العالم، لا بد أن يتضمن القائمة اسم نابليون بونابرت، فمن لم يسمع ببونابرت، القائد العسكري الذي سعى جاهدًا لتوسيع نفوذه على نطاق واسع من العالم؟ ليس فقط سمعته العسكرية تأتي من الحروب العديدة التي شنها، بل تعود أيضًا إلى قدرته الفريدة في تنظيم الجيوش ووضع الخطط الاستراتيجية المناسبة لكل معركة.
شاهد أيضاً: فرنسا تغرم غوغل 272 مليون دولار وسط نزاع مع ناشرين
خلال حياته، شارك بونابرت في العديد من المعارك والحروب، فاز في بعضها وخسر في أخرى. نجح أيضًا في تولي حكم فرنسا كقنصل عام وإمبراطور، وأبرم اتفاقًا مهمًا بين الكنيسة الكاثوليكية وفرنسا، المعروف باسم “اتفاقية كونكوردات”، إليك عشر حقائق عن هذا الرجل الذي سيطر على أجزاء كبيرة من أوروبا وشمال إفريقيا.
10 حقائق عن إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت
10- حاكم فرنسا يكره فرنسا
على الرغم من تولي نابليون بونابرت مناصب حكم فرنسا، إلا أنه كان يحمل انزعاجًا شديدًا تجاه البلاد في بداية مسيرته. يعود ذلك إلى تجربته في كورسيكا، حيث وجد أن وطنه يُعاني من الظلم والاضطهاد تحت حكم السلطات الفرنسية المتلطخة بالدماء. على الرغم من أن والده كان قد تأقلم مع العادات الفرنسية بسرعة، فإن بونابرت بقي وفيًا لجذوره. درس اللغة الفرنسية وتحدث باللهجة الكورسيكية، وظل فهمه للغة الفرنسية ضعيفًا، وهذا الأمر استمر حتى وفاته. على الرغم من خدمته في الجيش الفرنسي، إلا أنه شارك في المقاومة ضد السلطات الفرنسية كمواطن كورسيكي.
9- بين فرنسا ونابليون، علاقة غريبة
العلاقة بين فرنسا ونابليون بونابرت لا تخلو من الغرابة. ورغم أنه تولى عرش فرنسا كإمبراطور وغزا العديد من دول أوروبا، مما أدى إلى تقليل عدد الأمم المنافسة لفرنسا، فإن وجهة نظر الفرنسيين تجاهه لا تزال متباينة حتى الآن، وتتراوح آراء الفرنسيين حول بونابرت بين أنه بطل وطني ومجرم سفاك للدماء، أو غول كورسيكي وقائد ملحمي يحكى عنه قصص خارقة. وحتى الآن، لا يزالون يتناقشون فيما إذا كان يجب مقارنته بالقادة العظماء أم بالطغاة العتاة مثل ستالين وهتلر،على الرغم من هذا التباين، لم يتم تسمية أي معلم كبير في فرنسا باسمه، ولكن تم تخصيص شارع صغير ضيق باسمه، وهو ما قد لا يكفي لتخليد ذكراه بالشكل الذي يليق بقيمته وأهميته التاريخية.
8- قصير أم طويل نسبيآ؟
هل كان نابليون قصيراً أم طويلاً؟ بفضل الدعاية البريطانية، كانت الصورة الشائعة تصور نابليون بونابرت كرجل قصير، حيث اعتقد البعض أن طوله لا يتجاوز 5 أقدام. لكن في الحقيقة، كان طوله يبلغ 5 أقدام و 6 أنشات، وهو يعتبر طولًا طبيعيًا بالنسبة لعصره. ربما كان وصفه بالرجل القصير يرجع إلى حقيقة أنه كان محاطًا بأفراد أطول منه في جيشه وكان أقوياء وأضخم منه، خاصة كحراس شخصيين للقائد. يُطلق على هذه الظاهرة أحيانًا “عقدة نابليون” أو “متلازمة الرجل القصير”، وتشير إلى الشعور بأن قصر القامة يعد عيبًا خلقيًا، مما يدفع الشخص المتأثر بهذه العقدة إلى محاولة التعويض عن هذا الشعور بالتسلط والجبروت، كما حدث في حالة الإمبراطور الفرنسي.

7- نابليون يكره روز ويحب جوزفين
قبل أن تلتقي بنابليون بونابرت، كان اسم المرأة التي ستصبح زوجته ماري جوزيف روز تاشر. ولأنه لم يكن يفضل اسم روز وكان يحب اسم جوزفين، طلب منها تغيير الاسم قبل الزواج. وبعد الموافقة على طلبه، اعتمدت اسم جوزفين لبقية حياتها. وعلى الرغم من حب نابليون لجوزفين، إلا أنها فشلت في إنجاب وريث، مما دفعه إلى طلاقها والزواج من امرأة أخرى تدعى ماريا لويز، التي ولدت له وريث العرش.
6- نابليون قليل النوم
كان نابليون قليل النوم. عندما سُئل عن كمية النوم اللازمة، أجاب بأن الرجل يحتاج إلى ست ساعات، والمرأة إلى سبع ساعات، بينما يحتاج الأحمق إلى ثماني ساعات. مثل العديد من الشخصيات العظيمة مثل بنيامين فرانكلين وبيل كلينتون، كان نابليون يقلل من ساعات النوم وقد ينام ست ساعات أو أقل بكثير. يُقال إن لديه قدرة فائقة تمكنه من النوم والاستيقاظ في أي وقت يشاء، وقد كانت القيلولات القصيرة تُمكِّنه كإمبراطور فرنسا من توفير ساعات طويلة من العمل.
5- ماذا يخبئ جيب صدرية الأمبراطور؟
كان نابليون يضع يديه في جيبيه في العديد من اللوحات التي رُسمت له. وعلى الرغم من أن هذا العمل الفني أثار التساؤلات حول سبب دس يديه في الجيب، إلا أنه لم يكن هناك أي تشوهات أو مرض يعاني منه نابليون في يديه. الحقيقة هي أن دس اليدين في الجيب كان تقليدًا شائعًا في اللوحات من القرن الثامن عشر.
من الجانب الآخر، قد يكون الهدف من ذلك هو حماية يديه الجميلة والحساسة، التي وصفتها صديقته بيتسي بالكومب بأنها “الأصغر والأجمل في العالم”. فكما وصفته بيتسي، كانت يدي نابليون مميزة بجمالها وحساسيتها، وقد كان يسعى إلى حمايتها من التلف والضرر.
4- قرصات ملكية
قصة لويس كونستنات ويري كخادم لنابليون بونابرت تشير إلى العلاقة الغريبة التي كانت تربط الإمبراطور بخدمه. فعندما كان يكون مزاج نابليون جيدًا، كان يمزح عادة مع خدمه عن طريق توجيه قرصات ملكية لهم، حتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد الصفعات. ولم تكتف القرصات الملكية بالخدم فقط، بل كانت تطال أيضًا الضباط والقادة، وحتى العشيقات وحتى أنوف الأطفال الرضع. هذه القصة تبرز الطبيعة الغريبة للعلاقة بين نابليون ومن حوله، وتكشف عن جانب من طبيعته الاستبدادية والقاسية.

3- نابليون وخوارق الطبيعة
نابليون بونابرت كان مؤمنًا بظواهر خارقة وغير طبيعية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جذوره الكورسيكية والقصص الخرافية التي نشأ فيها، مثل قصص الأشباح ومصاصي الدماء والخوارق الأخرى. كان يؤمن بالفأل والحظ، وكان يعتقد أن هناك نجمًا خاصًا به يقوده نحو النجاح. كما كان يعتقد بوجود ملاك حارس يحميه من الشر.
ومن بين عاداته ومعتقداته، كان يحمل نابليون صورة صغيرة لزوجته جوزفين كنوع من الفأل الحسن، وكان يحرص على بقائها سليمة، حيث كان يعتقد أن تضررها قد يؤدي إلى الأمراض والفشل. هذه العادات تكشف عن جانب آخر من شخصية نابليون القائد والإنسان، حيث كان يتمسك بالتقاليد والمعتقدات التي تمثلت له في رموز الفأل والحظ.
2- الدين من وجهة نظر نابليونية
نابليون بونابرت كان يتبنى نظرة عملية وقوية تجاه الدين، حيث كان يرى فيه وسيلة للسيطرة على الجماهير وتحقيق أهدافه السياسية. على الرغم من أنه لم يكن ثابت الإيمان بالمسيحية بشكل عام، إلا أنه كان يحترم الكاثوليكية ويروج لها بسبب جمال طقوسها ودورها في توحيد الجماهير.
في حكمه وسيطرته على الدول المختلفة، كان يغير ديانته حسب الظروف والمصالح السياسية، حيث قال في إحدى المرات: “حين جعلت نفسي كاثوليكياً جلبت السلام لبريتاني وفونديه، وحين جعلت نفسي إيطالياً فزت بعقولهم، وحين جعلت نفسي مسلماً في مصر أنشأت نفسي”. هذا يظهر استخدامه للدين كأداة لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية.
علاوة على ذلك، كان يظهر اهتمامًا بالديانة اليهودية وقال: “إن قُدر لي أن أحكم أمة اليهود، فيجب علي حينها إعادة بناء معبد سليمان”. هذا يشير إلى استعداده لاحترام وتقدير جميع الديانات واستخدامها كوسيلة لتحقيق أهدافه السياسية وتوحيد الشعوب.
1- 129 سنة و التاريخ يعيد نفسه بين نابليون وهتلر
\إن المقارنة التاريخية بين نابليون بونابرت وأدولف هتلر تظهر بعض القواسم المشتركة بينهما، بالرغم من اختلاف العصور التي عاشا فيها والظروف التاريخية التي تنوعت فيها حكمهما. تجلب هذه المقارنة الإضاءة على بعض التشابهات اللافتة بين حياتهما وحكمهما.
كلاهما وصلا إلى سدة الحكم في فترات تعاني فيها أوروبا من اضطرابات وتحديات كثيرة، واتخذ كل منهما من الجمهورية الديمقراطية طريقًا يؤدي في نهايته إلى الدكتاتورية، وتشابهت طرق توليهما السلطة وتعزيز سلطتهما بشكل كبير، واحتل كل منهما أجزاء كبيرة من أوروبا وشمال أفريقيا في محاولة لتوسيع نفوذه وسلطته. كما فشل كل منهما في غزو روسيا بسبب الظروف الصعبة التي واجهاها هناك، وهذا الفشل كان نقطة تحول في مسار حكم كليهما وأدى في النهاية إلى زوالهما.
علاوة على ذلك، يظهر التشابه بين أعمارهما وفترات توليهما السلطة، حيث كان هناك فارق زمني قدره 129 عامًا بينهما في أحداث حياتهما وتوليهما السلطة، وهو عامل يضفي بعض الغموض والتشويق على هذه المقارنة.
شاهد أيضاً:
فرنسا ترفع سقف أسعار الكهرباء بنسبة 9%
السيارات الكهربائية تسجل رقماً قياسياً في فرنسا خلال 2023
التبادل التجاري بين فرنسا والدول الإسلامية يتجاوز 100 مليار دولار سنوياً