في فوز وصف بالتاريخي وغير المسبوق، انتُخب السياسي التقدمي زهران ممداني عمدةً لمدينة نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدن الولايات المتحدة.
وحصل ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، على 50.4% من الأصوات متفوقًا على منافسه الجمهوري كورتيس سليوا والمستقل أندرو كومو، وفق النتائج الأولية التي أظهرت تقدمًا بأكثر من 100 ألف صوت.
ويعد فوز ممداني، وهو أمريكي من أصول هندية وعضو سابق في مجلس ولاية نيويورك، علامة فارقة في الحياة السياسية الأمريكية، إذ يعكس صعود الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي وتنامي حضور الأقليات العرقية والدينية في المشهد السياسي.
وقال ممداني عقب إعلان فوزه إن الناخبين منحوه “تفويضًا من أجل التغيير”، متعهدًا ببناء “مدينة يمكن للجميع تحمّل تكاليف المعيشة فيها”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية والإسكانية التي تعانيها نيويورك.
ويرى مراقبون أن انتصار ممداني يعود إلى خمسة أسباب رئيسية:
- التركيز على قضايا المعيشة والإسكان، إذ جعل من خفض تكاليف السكن والخدمات محور حملته الانتخابية.
- رسالة سياسية واضحة ومتسقة، دعت إلى تمكين الطبقة العاملة ومواجهة التفاوت الطبقي المتزايد.
- الاستفادة من موجة التغيير، حيث قدّم نفسه كوجه جديد يرفض النظام السياسي التقليدي الذي يمثله منافسوه.
- حملة تفاعلية مبتكرة، استخدم خلالها وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين الشباب للوصول إلى فئات جديدة من الناخبين.
- دعم قوي من الجناح التقدمي والنقابات العمالية، ما عزز قدرته على الحشد وجذب المتبرعين والمتطوعين.
ويتوقع أن يواجه ممداني تحديات كبيرة عند توليه مهامه رسميًا في يناير المقبل، خاصة في ما يتعلق بإصلاح سياسات الإسكان ومواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، لكنه يدخل التاريخ كأول مسلم يقود مدينة نيويورك، في لحظة تعكس تنوع أمريكا المتزايد وتغير ملامحها السياسية.
شاهد أيضاً: