واصلت الفضة تصدّر المشهد في الأسواق العالمية خلال عام 2025 بعدما سجّلت مستويات تاريخية غير مسبوقة، لتتفوق على الذهب من حيث المكاسب السنوية وتثبت مجددًا لقبها المتداول في أوساط المستثمرين “ذهب الفقراء”. وبلغ سعر المعدن في منتصف أكتوبر 54.47 دولارًا للأونصة مرتفعًا بنسبة 71% منذ بداية العام، قبل أن يتراجع بشكل طفيف ثم يعاود الصعود وسط أزمة نقص الإمدادات عالميًا.
ويرى خبراء الأسواق أن موجة صعود الفضة الحالية تختلف عن موجات 1980 و2011، إذ جاءت مدفوعة بعوامل طويلة الأجل أبرزها النقص الحاد في المعروض العالمي، وتنامي الطلب الصناعي المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، وارتفاع الاستهلاك في الهند، إضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية على حركة السوق.
وبرزت الهند كأقوى محرك للطلب العالمي على الفضة كونها أكبر مستهلك للمعدن بمتوسط 4 آلاف طن سنويًا. وقفز سعر الفضة داخليًا إلى مستوى قياسي بلغ 170,415 روبية للكيلوغرام في 17 أكتوبر، بزيادة 85% منذ بداية العام، رغم اعتماد البلاد على استيراد 80% من احتياجاتها.
كما تسجّل مخزونات الفضة تراجعًا متسارعًا في خزائن لندن، إذ انخفضت من 31,023 طنًا في يونيو 2022 إلى 22,126 طنًا في مارس 2025، وهو أدنى مستوى منذ سنوات. وأدى هذا النقص إلى ارتفاع أسعار فائدة الاقتراض على صفقات الفضة إلى مستويات غير مسبوقة بلغت في بعض الحالات نحو 200% سنويًا.
ولا يقتصر الطلب المتزايد على الاستثمار والمجوهرات، إذ أصبحت الفضة عنصرًا أساسيًا في الصناعات المتقدمة مثل السيارات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي، والألواح الشمسية، والشرائح الإلكترونية. وتشير التقديرات إلى أن السيارة الكهربائية التقليدية تحتوي على نحو 25 غرامًا من الفضة، بينما قد يصل الاستهلاك إلى كيلوغرام كامل للسيارة الواحدة مع التوسع في تقنية البطاريات الصلبة.
ويتوقع محللون اقتصاديون استمرار الزخم القوي للمعدن خلال السنوات المقبلة مع توسّع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتقنيات عالية الاستهلاك للفضة، ما يعزز توقعات استمرار الأسعار عند مستويات قياسية جديدة.
شاهد أيضاً:
ما هو أفضل الاستثمار في الذهب أم الفضة؟
أكثر 10 دول منتجة للفضة في العالم
ترتيب أكبر 10 دول منتجة للفضة في العالم