أعلنت المملكة العربية السعودية عن نيتها تنفيذ مشروع ربط بري مباشر بين الرياض ودمشق في المستقبل القريب، في خطوة وُصفت بأنها قد تغيّر خريطة السفر في الشرق الأوسط وتفتح آفاقًا جديدة أمام حركة التجارة والسياحة بين البلدين.
ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية السعودية لدعم تعافي الاقتصاد السوري عبر مبادرات استثمارية بمليارات الريالات، تسعى لتعزيز التواصل الإقليمي وتسهيل التنقل البري بين العاصمتين بعد سنوات من الانقطاع.
ووفقًا لتقديرات أولية، تمتد المسافة بين الرياض ودمشق نحو 1700 كيلومتر عبر الأردن (الرياض – القصيم – حائل – تبوك – منفذ الحديثة – عمّان – درعا – دمشق)، وهي مسافة يمكن أن تقطع خلال 5 إلى 7 ساعات فقط في حال كان الطريق السريع الجديد بسرعة 200 إلى 300 كيلومتر في الساعة. حاليًا، تستغرق الرحلة البرية بين المدينتين من 17 إلى 20 ساعة، بينما لا تتجاوز الرحلة الجوية ساعة ونصف.
ويتوقع أن يلقى المشروع ترحيبًا واسعًا من الجاليات السورية المقيمة في المملكة، والبالغ عددها نحو 450 ألف شخص، ممن يتطلعون لزيارة وطنهم بسياراتهم الخاصة دون الحاجة إلى السفر الجوي أو الانتظار الطويل في المطارات.
وكما أن آلاف السوريين من أصول قبلية وعائلية ممتدة في منطقة الجزيرة الفراتية يأملون أن يتيح لهم الطريق الجديد فرصة التواصل مع أقاربهم بسهولة أكبر.
ويرى مراقبون أن مشروع الربط البري بين السعودية وسوريا سيكون نقطة تحول استراتيجية في المنطقة، إذ يعزز التكامل الاقتصادي العربي، ويعيد رسم خطوط الحركة التجارية والسياحية من الخليج إلى بلاد الشام، في إطار توجه سعودي أوسع نحو الانفتاح والتواصل الإقليمي.
شاهد أيضاً: