البراكين هي واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة ورعبًا في العالم. تعتبر البراكين النشطة مظاهر طبيعية تتشكل نتيجة للضغط والحرارة داخل الأرض، حيث تتسبب هذه العوامل في انبعاث الحمم والغازات من باطن الأرض إلى السطح. تتفاوت نشاطات البراكين في جميع أنحاء العالم، وبعضها يظهر نشاطًا ملحوظًا بشكل مستمر.
في هذا المقال، سنستعرض أكثر البراكين نشاطًا حول العالم، ونتعرف على خصائصها، وأسباب نشاطها، وتأثيراتها على البيئة والإنسان.
أكثر 10 براكين نشطة حول العالم
- بركان كراكاتوا (Krakatoa) – إندونيسيا:
يُعتبر بركان كراكاتوا واحدًا من أكثر البراكين شهرة في العالم، وقد ثار بشكل كبير في عام 1883، مما أدى إلى وفاة آلاف الأشخاص. يقع بين جزيرتي جاوة وسومطرة، ويستمر النشاط البركاني في المنطقة.

- بركان مونا لوا (Mauna Loa) – هاواي:
يُعتبر مونا لوا أكبر بركان نشط في العالم من حيث الحجم. وقد ثار عدة مرات في القرن العشرين، وآخر ثورة له كانت في عام 1984. يُعرف مونا لوا بنشاطه المستمر، مما يجعله مراقبًا بشكل دقيق.

- بركان فيسوفيوس (Vesuvius) – إيطاليا:
يُعتبر فيسوفيوس واحدًا من أكثر البراكين شهرة بسبب ثورته الشهيرة في عام 79 ميلادي التي دمرت مدينة بومبي. لا يزال نشطًا، ويُعتبر تهديدًا كبيرًا للمدن المحيطة به.

- بركان سانت هيلينز (Mount St. Helens) – الولايات المتحدة:
ثار هذا البركان في عام 1980، مما أدى إلى انفجار كبير وتغيير في المناظر الطبيعية. يُعتبر سانت هيلينز نشطًا ويُراقب عن كثب من قبل علماء البراكين.

- بركان بوبوكاتيبيتل (Popocatépetl) – المكسيك:
يُعتبر هذا البركان أحد أكثر البراكين نشاطًا في المكسيك، وقد شهد ثورات متكررة على مر السنين. يُراقب البركان بشكل دقيق نظرًا لقربه من المدن الكبرى.

شاهد أيضاً: شهر أغسطس المكروه .. ما السر؟
- بركان كليويا (Kilauea) – هاواي:
يُعتبر كليويا واحدًا من أكثر البراكين نشاطًا في العالم، حيث شهد ثورات متكررة في السنوات الأخيرة. يُعرف بتدفقات الحمم البركانية المستمرة.

- بركان آغونغ (Agung) – إندونيسيا:
يُعتبر آغونغ من البراكين النشطة في إندونيسيا، وقد شهد ثورات قوية في السنوات الأخيرة، مما أثر على حياة السكان المحيطين به.

- بركان ساكوراجيما (Sakurajima) – اليابان:
يقع هذا البركان في اليابان، وهو واحد من أكثر البراكين نشاطًا في العالم. يشهد ثورات صغيرة بشكل متكرر، ويُراقب عن كثب بسبب تأثيره على سكان المنطقة.

- بركان كوتوباكسي (Cotopaxi) – الإكوادور:
يُعتبر كوتوباكسي من أكثر البراكين نشاطًا في الإكوادور، وقد ثار عدة مرات على مر السنين. يُعتبر خطرًا على القرى المحيطة به.

- بركان جبل تامبورا (Mount Tambora) – إندونيسيا:
يشتهر بركان تامبورا بثورته الكبرى في عام 1815، والتي تسببت في “سنة بلا صيف” بسبب الدخان والرماد الذي تم إطلاقه في الغلاف الجوي. لا يزال نشطًا، ويُعتبر موضوعًا للبحث العلمي.

دور البحث العلمي في فهم النشاط البركاني
يُعتبر البحث العلمي عن البراكين من أهم المجالات التي تسهم في تحسين المعرفة حول هذه الظواهر الطبيعية. العلماء يستخدمون تقنيات حديثة مثل استشعار عن بعد، وأنظمة المراقبة الأرضية، وأجهزة قياس الزلازل لتتبع النشاط البركاني وتوقع الثورات.
1. المراقبة عن بعد:
تسمح تقنيات المراقبة عن بعد بجمع بيانات دقيقة حول تغيرات السطح، ودرجة الحرارة، وانبعاث الغازات من البراكين. هذه المعلومات تساعد الباحثين على فهم الأنماط النشطة وتحليلها، مما يسهم في تحسين نماذج التنبؤ بالنشاط البركاني.
2. دراسة الزلازل:
تترافق الثورات البركانية غالبًا مع نشاط زلزالي. من خلال دراسة الزلازل التي تحدث قبل وأثناء الثورات، يمكن للعلماء تحديد مناطق النشاط المحتمل وتقدير قوة الثورات المقبلة.
3. التواصل مع المجتمعات المحلية:
تلعب المجتمعات المحلية دورًا هامًا في توفير المعلومات حول النشاط البركاني، حيث يمكن أن تكون لديهم معرفة متراكمة عن سلوك البراكين على مر الزمن. من خلال التواصل مع هذه المجتمعات وتوفير التعليمات والإرشادات، يمكن للعلماء تعزيز الاستجابة السريعة والفعالة في حالة حدوث ثورة بركانية.

تأثيرات البراكين على البيئة والمجتمع
تسبب النشاطات البركانية العديد من التغيرات البيئية التي يمكن أن تؤثر على حياة الناس والأنظمة البيئية.
1. التأثيرات على البيئة:
- تغير المناخ: يمكن أن يؤدي انبعاث الغازات البركانية مثل ثاني أكسيد الكبريت إلى تغيير مناخ الأرض بشكل مؤقت، حيث تؤدي إلى تكوين سحب من الكبريت التي يمكن أن تخفض درجة حرارة الأرض.
- تدهور التربة: تحتوي الرماد البركاني على معادن مغذية، مما قد يُحسن جودة التربة على المدى الطويل، لكن الانفجارات القوية يمكن أن تؤدي إلى تآكل التربة وفقدانها.
2. التأثيرات على المجتمع:
- النزوح: يمكن أن تضطر المجتمعات المحيطة بالبراكين إلى النزوح بسبب الثورات البركانية. في بعض الأحيان، يكون من الصعب على السكان العودة إلى مناطقهم بعد أن تتسبب الثورات في تدمير المنازل والبنية التحتية.
- الاقتصاد: يمكن أن تؤثر الثورات البركانية على الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق التي تعتمد على السياحة. على الرغم من أن بعض البراكين تجذب السياح، إلا أن الانفجارات يمكن أن تعطل النشاط السياحي لفترات طويلة.
تمثل هذه البراكين العشرة بعضًا من أكثر البراكين نشاطًا حول العالم، ولكل منها تاريخها الخاص ونشاطها البركاني. يُعتبر فهم النشاط البركاني ضروريًا لتحسين السلامة العامة والتخطيط الحضري، خاصة في المناطق القريبة من هذه الظواهر الطبيعية. من خلال البحث والمراقبة المستمرة، يمكننا تحسين الاستعداد لمواجهة التحديات التي قد تأتي من هذه البراكين النشطة.
شاهد أيضاً:
سبيس إكس الأمريكية تطلق 22 قمراً صناعياً جديداً إلى الفضاء
اليابان تخصص 80 مليون دولار لتنظيف الفضاء من القمامة
9 اكتشافات غامضة عجز العلماء عن تفسيرها