كشف تقرير حديث صادر عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية عن تصاعد غير مسبوق في أزمة التشرد داخل الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون بلا مأوى نحو 771,480 شخصاً خلال عام 2024، وهو أعلى رقم يُسجَّل منذ أكثر من عشر سنوات، بزيادة قدرها 18% مقارنة بالعام السابق، وتعكس هذه الأرقام المقلقة اتساع الفجوة الاجتماعية والاقتصادية في أكبر اقتصاد عالمي، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن التضخم وارتفاع تكاليف السكن والمعيشة. وأوضح التقرير أن ثلث المشردين تقريباً ينتمون إلى عائلات فقدت مساكنها مؤخراً، بينما يشكّل الأفراد النسبة الأكبر من هذه الفئة، مع ارتفاع حالات التشرد العائلي بنسبة 39% خلال عام واحد فقط، ويعزو الخبراء هذه القفزة الحادة إلى انتهاء برامج المساعدات التي فُعِّلت خلال جائحة كورونا، إلى جانب الزيادات الكبيرة في الإيجارات التي دفعت آلاف الأسر إلى فقدان مساكنها.
كما لفت التقرير إلى تغير لافت في التركيبة الجندرية للمشردين داخل الولايات المتحدة، إذ رغم أن الرجال ما زالوا يشكلون النسبة الأكبر بنسبة 60%، فإن عدد النساء المشردات ارتفع بشكل غير مسبوق، متجاوزاً الضعف خلال عام واحد فقط، فقد ازداد عدد النساء اللاتي دخلن دائرة التشرد للمرة الأولى من 25,665 إلى 52,651 امرأة بين عامي 2023 و2024، ما يشير إلى تضاؤل الفجوة بين الجنسين في هذه الأزمة الاجتماعية المتفاقمة، ويرى خبراء التحالف الوطني لإنهاء التشرد أن هذه الزيادة ترتبط بتأثيرات ما بعد الجائحة وتراجع فرص العمل الآمنة وغلاء المعيشة، فضلاً عن النقص الحاد في برامج الدعم السكني، وتُظهِر نتائج “تعداد النقطة الزمنية” أن آلاف الأميركيين ما زالوا يعيشون في الشوارع أو في سياراتهم أو في مبانٍ مهجورة، رغم عودة الملاجئ إلى العمل بكامل طاقتها بعد انتهاء قيود كورونا، ما يجعل أزمة التشرد واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الأميركي حالياً.
شاهد أيضاً:
أجمل المعالم السياحية في الدول العربية
10 حقائق ممتعة من جميع أنحاء العالم ستجعلك تبتسم
أفضل 10 مدن في العالم لعام 2025