في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، لا تزال محطات توليد الكهرباء العاملة بالنفط والغاز الطبيعي تحتفظ بمكانتها كأحد الأعمدة الرئيسة لشبكات الطاقة حول العالم، فبينما تشهد مصادر الطاقة المتجددة نموًا متواصلًا، يبقى الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز، خيارًا استراتيجيًا لما يتمتع به من قدرة عالية على تلبية الطلب المتزايد وضمان استقرار الإمدادات.
ووفقًا لتقرير صادر عن وحدة أبحاث الطاقة ومنصة غلوبال إنرجي مونيتور لعام 2025، تواصل مجموعة من الدول الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا، السيطرة على سوق إنتاج الكهرباء من النفط والغاز، في حين برزت دولتان عربيتان ضمن المراكز العشرة الأولى هما السعودية ومصر.
أكبر 10 دول في العالم في إنتاج الكهرباء من النفط والغاز:

🇺🇸 الولايات المتحدة: القوة المهيمنة عالميًا
تحافظ الولايات المتحدة على الصدارة بفارقٍ كبير عن أقرب منافسيها، بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 560.6 جيجاواط، أي ما يعادل أكثر من ربع الإنتاج العالمي للكهرباء من النفط والغاز.
تعتمد أمريكا على أكثر من ألف محطة توليد منتشرة في جميع الولايات، ويأتي الغاز الطبيعي في مقدمة مصادر الطاقة داخل البلاد، حيث ساهم وحده بـ43% من إنتاج الكهرباء عام 2024. كما تستثمر الولايات المتحدة في تطوير محطات جديدة بإجمالي قدرة إضافية تصل إلى 162 جيجاواط، في إطار استراتيجية تهدف إلى زيادة كفاءة التوليد وخفض الانبعاثات.
🇨🇳 الصين: بين الطاقة النظيفة والوقود التقليدي
تحتل الصين المركز الثاني عالميًا بقدرة تصل إلى 165.5 جيجاواط، وهو ما يمثل نحو 7.6% من إجمالي القدرة العالمية.
ورغم استثماراتها الضخمة في مجالات الطاقة الشمسية والنووية، إلا أن محطات الغاز تظل عنصرًا أساسيًا لضمان استقرار الشبكة الكهربائية، خاصة خلال فترات ذروة الطلب. وتُعد الصين اليوم من أكثر الدول تنوعًا في مزيج الطاقة بين المصادر المتجددة والأحفورية.
🇷🇺 روسيا: مركز الطاقة الأوروبي
تأتي روسيا في المركز الثالث بقدرة إنتاجية تبلغ 112.2 جيجاواط. وبفضل وفرة مواردها الطبيعية من الغاز والنفط، تُعد من أبرز المصدّرين للطاقة عالميًا.
وتعمل موسكو على تحديث محطاتها الحرارية لرفع كفاءتها وتقليل انبعاثاتها، مع استمرار اعتمادها الكبير على الغاز الطبيعي الذي يشكل العمود الفقري لشبكة الكهرباء الروسية.
🇸🇦 السعودية: الريادة العربية في إنتاج الكهرباء
تحتل المملكة العربية السعودية المركز الرابع عالميًا والأول عربيًا، بقدرة إجمالية تبلغ 97.7 جيجاواط.
وتتوزع محطاتها بين النفط والغاز، مع توجهٍ متزايد نحو الاعتماد على الغاز الذي يمثل نحو 63% من مزيج الطاقة في المملكة.
ويتوافق هذا التحول مع رؤية السعودية 2030 التي تستهدف مزيجًا متوازنًا يعتمد على 50% من الغاز و50% من الطاقة المتجددة، ضمن جهود الدولة لتقليل الانبعاثات وتعزيز كفاءة الطاقة.
🇯🇵 اليابان: الطاقة في خدمة الاستقرار الصناعي
تأتي اليابان في المركز الخامس بقدرة 97.2 جيجاواط، وتعتمد على الغاز والنفط لتأمين احتياجاتها الضخمة من الكهرباء.
وبسبب محدودية الموارد المحلية، تعتمد اليابان على الاستيراد، ما يدفعها نحو تعزيز كفاءة محطاتها وإدخال تقنيات احتجاز الكربون للحفاظ على التوازن بين الأمن الطاقي والالتزامات البيئية.
🇮🇷 إيران: حضور قوي في الشرق الأوسط
تحتل إيران المركز السادس عالميًا بقدرة 75.3 جيجاواط، مستفيدة من احتياطياتها الكبيرة من الغاز الطبيعي.
تُعد طهران من الدول التي تعتمد بشكل شبه كامل على الغاز في توليد الكهرباء، وتعمل حاليًا على تطوير محطات جديدة لزيادة كفاءة الإنتاج وخفض الفاقد في الشبكة الوطنية.
🇪🇬 مصر: نجم صاعد في مجال توليد الكهرباء بالغاز
في المركز السابع عالميًا تأتي مصر بقدرة إنتاجية تبلغ 52.3 جيجاواط موزعة على أكثر من 40 محطة.
وسجلت القاهرة أحد أعلى معدلات النمو في العالم في إنتاج الكهرباء بالغاز خلال عام 2024، حيث يمثل الغاز نحو 82% من مزيج الكهرباء الوطني.
ويعود هذا التطور إلى المشروعات العملاقة التي أُنجزت خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها محطات الدورة المركبة التي نفذتها شركات عالمية مثل سيمنس، ما جعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
🌎 بقية القائمة العالمية
المكسيك: المركز الثامن (51.9 جيجاواط)
كوريا الجنوبية: المركز التاسع (51.4 جيجاواط)
إيطاليا: المركز العاشر (48.8 جيجاواط)
⚙️ لماذا ما زال النفط والغاز مهيمنين؟
على الرغم من الاندفاع نحو الطاقة المتجددة، هناك عوامل تجعل من الصعب الاستغناء عن محطات النفط والغاز في الوقت الحالي، أهمها:
- موثوقية التشغيل وقدرتها على تغطية الأحمال العالية بسرعة.
- البنية التحتية الضخمة القائمة منذ عقود.
- ارتفاع تكاليف التحول الكامل إلى الطاقة النظيفة.
- النمو الصناعي والسكاني المتسارع في آسيا والشرق الأوسط.
🔮 مستقبل الكهرباء من النفط والغاز
من المتوقع أن يحتفظ النفط والغاز بحصةٍ كبيرة في مزيج الكهرباء العالمي حتى عام 2035، خاصة مع التقدم في تقنيات احتجاز الكربون وتحسين كفاءة المحطات.
وفي العالم العربي، تعمل دول مثل السعودية والإمارات على تحقيق توازن بين أمن الطاقة والاستدامة من خلال مشروعات عملاقة للطاقة الشمسية والنووية، ما يجعل المنطقة نموذجًا للتحول التدريجي والمتزن في سوق الطاقة العالمي.
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم