في زمن تتغيّر فيه طبيعة الحروب، لم تعد المعارك تُحسم على الأرض فقط. اليوم، السماء هي مفتاح التفوق العسكري، ومن يملكها يمتلك زمام المبادرة، وفي العالم العربي، برزت خمس دول استطاعت تحويل قواتها الجوية إلى أذرع استراتيجية قادرة على الحسم والردع والرد السريع.
أقوى 5 قوات جوية عربية:
مصر
لا جدال في أن مصر تتربع على عرش القوى الجوية العربية من حيث العدد والانتشار، إذ يضم أسطولها أكثر من 1090 طائرة من مختلف الفئات. لكن السر الحقيقي لا يكمن في الكم فحسب، بل في التنوع الذكي.
تستخدم مصر طائرات أمريكية مثل F-16، إلى جانب الفرنسية رافال، والروسية MiG-29 وSu-35. هذا الخليط يمنح سلاح الجو المصري قدرة تكتيكية عالية، لكنه في المقابل يتطلب جهدًا مضاعفًا في الصيانة والتدريب.
ما يجعل مصر قوة جوية يحسب لها حساب، هو تنوع الخيارات الهجومية والدفاعية، وقدرتها على التعامل مع عدة سيناريوهات في آن واحد.
السعودية
في المركز الثاني عربيًا، تتألق المملكة العربية السعودية بقوة جوية تعتمد على “الأفضل”، لا “الأكثر”. مع حوالي 917 طائرة، توجهت الرياض إلى بناء سلاح جو يقوم على المقاتلات فائقة التقنية، بقيادة الأسطول الكبير من طائرات F-15 بأنواعها المختلفة، وطائرات Eurofighter Typhoon.
الاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر، والمقاتلات متعددة المهام، يعكس استراتيجية تقوم على السيطرة الجوية الكاملة والرد السريع، سواء في الداخل أو عبر الحدود.
الجزائر
المرتبة الثالثة تذهب إلى الجزائر، التي طوّرت قوة جوية ترتكز على الأسلحة الروسية الثقيلة، ضمن فلسفة عسكرية تمزج بين الردع والتكتيك.
العمود الفقري هنا هو Su-30MKA، مدعومة بمقاتلات MiG-29 وSu-24، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي ومروحيات هجومية قوية. في السنوات الأخيرة، ظهرت مؤشرات على سعي الجزائر للتحديث المستمر، بما في ذلك التفاوض على طائرات الجيل الخامس Su-57.
رغم أن العدد (608 طائرات) قد لا يبدو ضخمًا مقارنة بغيرها، إلا أن كفاءة التشكيلات وقدرتها على العمل في بيئة دفاعية معقدة تجعلها قوة يُحسب لها ألف حساب.
الإمارات
قد لا تتصدر الإمارات القوائم من حيث الحجم، لكنها دون شك واحدة من الأكثر فاعلية. بامتلاكها نحو 551 طائرة، تبني أبوظبي قوتها الجوية على “الدقة” و”المدى الطويل”.
الأسطول يضم مقاتلات F-16 Block 60 الخاصة بالإمارات، إلى جانب Mirage 2000-9 وطائرات بدون طيار، وطائرات التزود بالوقود، والإنذار المبكر، ما يمنحها قدرة على شنّ ضربات جراحية في العمق دون الحاجة لوجود بري مكثف.
والمستقبل يبدو أكثر طموحًا، مع صفقات لشراء مقاتلات رافال الفرنسية المتقدمة، ضمن توجه نحو التحديث الدائم.
العراق
في المركز الخامس، تأتي العراق بقوة جوية في طور التعافي وإعادة البناء، بعد عقود من التحديات. بعدد يبلغ نحو 391 طائرة، يُعيد العراق هيكلة سلاحه الجوي تدريجيًا، مع التركيز على الطائرات الأمريكية مثل F-16IQ، والطائرات التدريبية L-159، والمروحيات Mi-17.
رغم أن التحديات لا تزال قائمة، إلا أن المؤشرات الإيجابية تظهر في كفاءة العمليات التي تنفذها الطائرات العراقية، خاصة في المهام الأمنية ومراقبة الحدود.
وراء هذه الأرقام، تكمن عقائد عسكرية متنوعة. مصر تراهن على التعدد والتكامل، السعودية على التفوق النوعي، الجزائر على الردع الروسي، الإمارات على الضربات الدقيقة، والعراق على البناء من جديد.
في النهاية، لا يتعلق التفوق الجوي فقط بمن يملك العدد الأكبر، بل بمن يملك القرار الأسرع، والرؤية الأوضح، والبنية التحتية التي تدعم الطيران والتدريب والتطوير المستمر.
السماء العربية لم تعد مجرد مجال طيران… بل ميدان للجاهزية، والاستعراض، والاستعداد لأي طارئ.
شاهد أيضاً:
أفضل 10 دبابات في العالم 2025
من هو أكبر جيش بالعالم؟
الطائرات المقاتلة الأكثر استخدامًا في عام 2024