تشهد بريطانيا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات السرقة بمختلف أنواعها، ما جعل القضية في صدارة اهتمام الحكومة والمجتمع، خاصة مع انتشار مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر حوادث سرقة علنية، بعضها وقع أمام الكاميرات.
وبحسب مكتب الإحصاءات الوطنية، سجّل أكثر من 530 ألف جريمة سرقة من المتاجر في إنجلترا وويلز خلال عام واحد حتى مارس الماضي، بزيادة 20% عن العام السابق، وهو أعلى معدل منذ أكثر من 20 عامًا. كما حذرت جمعيات التجزئة من أن العصابات المنظمة باتت تستهدف المتاجر بشكل متكرر، ما يكلّف القطاع والعملاء نحو 2.2 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وفي العاصمة لندن، ارتفع معدل السرقات بنسبة 10% خلال عام حتى سبتمبر 2023، مع قفزة كبيرة في سرقات الأفراد (43%) وسرقات المتاجر (50%)، حيث برزت منطقة “ويست إند” في وستمنستر كنقطة ساخنة لهذه الجرائم بسبب كثافة الزوار والتسوق فيها.
واللافت أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة دفعت شريحة جديدة إلى ارتكاب السرقات، أبرزها المتقاعدون الذين يسرقون مواد غذائية لعدم قدرتهم على تحمل الأسعار. وأكدت شركات أمنية أن نحو 5% من السارقين المضبوطين تزيد أعمارهم على 50 عامًا، في مشهد غير مألوف في المجتمع البريطاني.
والحكومة البريطانية أعلنت عن مشروع قانون جديد يهدف لمكافحة “وباء سرقة الشوارع”، يتضمن إلغاء حد الـ200 جنيه الذي جعل بعض السرقات الصغيرة أقل أولوية للشرطة، إضافة إلى نشر دوريات أمنية في أكثر من 500 مركز مدينة، وتوظيف 3000 شرطي وضابط دعم جديد.
ورغم استثمارات ضخمة في أنظمة المراقبة الحديثة مثل كاميرات الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف على الوجه، فإن الاعتداءات والعنف المرتبط بالسرقات المنظمة ما زال يتصاعد، ما دفع خبراء الأمن وتجار التجزئة إلى مطالبة السلطات بتطبيق عقوبات أكثر صرامة والتعامل بجدية مع هذه الجرائم.
شاهد أيضاً:
أكثر 10 أماكن مشمسة في بريطانيا
قائمة أشهر 10 أماكن سياحية في بريطانيا
ما هي تكلفة دراسة اللغة في بريطانيا؟
10 أشياء ربما لا تعرفها عن بريطانيا