سيكون لدى العالم أول “تريليونير” في غضون عقد من الزمن، إذا استمرت الاتجاهات الحالية في عدم المساواة عالمياً، وذلك وفقًا لدراسة حديثة أجرتها منظمة “أوكسفام”، وأوضح التقرير الذي نُشر حول عدم المساواة وتأثير الشركات العالمية، أن ثروة أغنى خمسة رجال في العالم ارتفعت من 405 مليار دولار إلى 869 مليار دولار منذ عام 2020، بمعدل يصل إلى 14 مليون دولار في الساعة، وفي المقابل زاد عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة فقر إلى ما يقرب من خمسة مليارات شخص.
كما تشير الدراسة التي أُطلقت بعنوان “عدم المساواة”، إلى أن سبعة من كل عشر شركات كبيرة في العالم تمتلك مليارديرًا كرئيس تنفيذي أو مساهم رئيسي، وقيمتها السوقية تبلغ 10.2 تريليون دولار، ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي لجميع بلدان إفريقيا وأميركا اللاتينية مجتمعة.
وتعليقًا على هذه الظاهرة، قال المدير التنفيذي المؤقت لمنظمة “أوكسفام”، أميتاب بيهار، إن هناك انقسامًا متزايدًا في العالم، حيث يعاني مليارات الأشخاص من تداعيات الأحداث الاقتصادية الصعبة بينما تزدهر ثروات المليارديرات. وأكد أن هذا التفاوت ليس صدفة، بل نتيجة للسعي المستمر للشركات لتحقيق المزيد من الثروة على حساب الجميع.
وتظهر الدراسة أيضًا زيادة هائلة في الثروة المتطرفة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث أصبحت المليارديرات أكثر ثراءً بمقدار 3.3 تريليون دولار عما كانت عليه في عام 2020، ورغم أن الدول الغنية تشكل 21% فقط من سكان العالم، فإنها تمتلك 69% من إجمالي الثروة العالمية، وتحتضن 74% من ثروة المليارديرات.
كما تشير التقديرات أيضًا إلى أن الشركات الكبيرة ستحقق أرباحًا قياسية في عام 2023، حيث حققت 148 من أكبر الشركات في العالم مجتمعة 1.8 تريليون دولار من الأرباح الصافية حتى يونيو 2023، بزيادة بنسبة 52% مقارنة بالفترة من 2018 إلى 2021.
وفي سياق متصل، يُشير التقرير إلى تأثير “الحرب على الضرائب” التي تخوضها الشركات، حيث انخفض معدل الضريبة الفعلي على الشركات بنحو الثلث في العقود الأخيرة، وقامت الشركات بخصخصة القطاع العام وفصل الخدمات مثل التعليم والمياه.
وتشير الدراسة إلى أن الأثرياء الذين يمتلكون الأسهم يستفيدون بشكل كبير، حيث يمتلك أقل من 1% من الأثرياء 43% من جميع الأصول المالية العالمية. كما يظهر أن الواحد في المائة الأكثر ثراء يمتلكون نسبة مهمة من الثروة المالية في مناطق مختلفة، مثل 48% في الشرق الأوسط، و50% في آسيا، و47% في أوروبا.
ومن جهة أخرى، يتوقع أن تتجاوز أرباح الشركات الكبرى السجلات في عام 2023، حيث حققت 148 شركة من أكبر الشركات في العالم 1.8 تريليون دولار من إجمالي الأرباح الصافية حتى يونيو 2023، وهي زيادة بنسبة 52% مقارنة بالفترة من 2018 إلى 2021.
وتعكس الأرقام الصاعدة للأرباح غير المتوقعة تحسنًا كبيرًا، حيث ارتفعت بمقدار قرب 700 مليار دولار. ويشير التقرير إلى أنه على كل 100 دولار من الأرباح التي حققتها 96 شركة كبرى بين يوليو 2022 ويونيو 2023، تم دفع 82 دولارًا للمساهمين الأثرياء.
ترى الدراسة أيضًا أن العمال يعملون بجهد أكبر ولفترات أطول، وعلى الرغم من ذلك غالبًا ما يتلقون أجورًا زهيدة في وظائف محفوفة بالمخاطر وغير آمنة، فشلت أجور ما يقرب من 800 مليون عامل في مواكبة التضخم، حيث فقدوا 1.5 تريليون دولار على مدى العامين الماضيين، مما يعادل شهرًا تقريبيًا (25 يومًا) من الأجور المفقودة لكل عامل.
وتشير بيانات التحالف المعياري العالمي إلى أن 0.4% فقط من الشركات ملتزمة بدفع أجر معيشي للعمال ودعم أجر معيشي في سلاسل القيمة الخاصة بها، ووفقًا لتحليل منظمة “أوكسفام” لبيانات أكثر من 1600 من أكبر الشركات على مستوى العالم، سيستغرق 1200 عام حتى تتمكن المرأة العاملة في القطاع الصحي والاجتماعي من تحقيق متوسط راتب الرئيس التنفيذي في أكبر 100 شركة في عام واحد.
شاهد أيضاً:
سهم لوسيد يتراجع 6 % بعد تصريحات إيلون ماسك
إيلون ماسك يخسر 24 مليار دولار بعد هبوط سهم تيسلا نحو 9%
إيلون ماسك ينفي بناء مصنع للسيارات في السعودية
مبيعات “الجمعة السوداء” في أمريكا عبر الإنترنت تقترب من 10 مليار دولار