مع تزايد الثروات حول العالم واتساع الفجوة بين الطبقات الاقتصادية، يبقى سؤال “أين يتركز أصحاب المليارات؟” حاضرًا في أذهان المهتمين بالشأن الاقتصادي، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مجلة فوربس لعام 2024، بلغ عدد المليارديرات حول العالم 2781 مليارديرًا، وهو رقم قياسي يعكس النمو الهائل في الثروات الخاصة خلال السنوات الأخيرة، وتوزعت هذه الثروات بشكل متفاوت بين الدول، حيث تهيمن بعض الدول الكبرى على النسبة الأكبر من هؤلاء الأثرياء.
1. الولايات المتحدة: القوة الأولى في عدد المليارديرات
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية القائمة بلا منازع، حيث تضم 813 مليارديرًا، أي ما يقارب 30% من إجمالي المليارديرات في العالم. وتشير التقارير إلى أن ثرواتهم المجمعة تفوق 5.7 تريليون دولار، وتتنوع مصادر هذه الثروات بين التكنولوجيا (مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ)، والتمويل، والعقارات، والصناعات الترفيهية.
2. الصين: ثاني أكبر اقتصاد وأكبر حاضنة لرواد الأعمال
تأتي الصين في المرتبة الثانية بـ 473 مليارديرًا، رغم الانخفاض الطفيف في عددهم مقارنة بالسنوات السابقة نتيجة التحديات الاقتصادية وسياسات الحكومة التنظيمية، لا تزال الصين بيئة خصبة للمليارديرات خصوصًا في قطاعات التجارة الإلكترونية (مثل جاك ما من “علي بابا”)، والتكنولوجيا، والصناعات التحويلية.
3. الهند: نهوض اقتصادي وثروات صاعدة
شهدت الهند طفرة في عدد أصحاب المليارات، حيث وصلت إلى 200 ملياردير في 2024، ويُعزى هذا النمو إلى ازدهار الشركات العائلية، وتوسع شركات التكنولوجيا والقطاع المالي، وازدياد الاستثمارات الأجنبية، ومن أشهر المليارديرات الهنود موكيش أمباني (Reliance Industries) وجوتام أداني (Adani Group).
4. ألمانيا: الثروة الصناعية والتجارة
في ألمانيا، يقيم 132 مليارديرًا، أغلبهم من قطاعات الصناعات الثقيلة، والسيارات، والتجارة الإلكترونية، والقطاع الطبي، وتتميز ألمانيا بثبات اقتصادي نسبي جعلها واحدة من أكبر مصادر الثروة في أوروبا.
5. روسيا: رغم التحديات.. المليارديرات باقون
رغم العقوبات الاقتصادية الغربية والصراعات الجيوسياسية، ما تزال روسيا موطنًا لـ 120 مليارديرًا، أغلبهم من قطاعات النفط والغاز والمعادن الثقيلة، وتبقى موسكو واحدة من أكثر المدن التي يقيم فيها أصحاب المليارات على مستوى العالم.
6. البرازيل والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا
- البرازيل: تضم 69 مليارديرًا، بفضل قطاعات الزراعة، والطاقة، والتجارة.
- المملكة المتحدة: تضم 55 مليارديرًا، أبرزهم من العقارات والاستثمار المالي.
- كندا: تضم 62 مليارديرًا، تتمركز ثرواتهم في قطاعات الطاقة، التكنولوجيا، والتجزئة.
- فرنسا: بها 43 مليارديرًا، يتصدرهم برنارد أرنو، رئيس LVMH وأغنى رجل في العالم لعام 2024.
توزيع المليارديرات حسب القارات
- أمريكا الشمالية: أكثر من 900 ملياردير.
- آسيا: تقارب 900 ملياردير أيضًا، بقيادة الصين والهند.
- أوروبا: حوالي 600 ملياردير.
- أمريكا اللاتينية وأفريقيا: تمثل أقل نسبة من المليارديرات عالميًا، رغم النمو الاقتصادي التدريجي في بعض دولها.
تكشف الأرقام أن الثروات العالمية تتركز بشكل كبير في عدد محدود من الدول، مما يعكس التفاوت الكبير في توزيع الفرص الاقتصادية، ومع ذلك، فإن صعود اقتصادات مثل الهند والبرازيل، وظهور شركات ناشئة جديدة، يؤشر إلى تغيّر تدريجي في الخريطة العالمية للثروات، فالمليارديرات ليسوا فقط نتاج الاقتصادات الراسخة، بل أيضًا ثمرة الطموح والابتكار والتحول الرقمي في جميع أنحاء العالم.
شاهد أيضاً:
2.5 تريليون دولار قيمة الثروات المعدنية في السعودية
أغنى دول آسيا 2025
أفقر 10 دول في لعالم 2025