أدى النقص العالمي في سفن النقل المتخصصة إلى تقييد توسع السيارات الكهربائية الصينية في السوق البريطاني، وتشير الأرقام التي نشرتها جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT) إلى أن واحدة من كل ثلاث سيارات كهربائية تم بيعها في بريطانيا العام الماضي، أي 32.7%، تم تصنيعها في الصين. يشير هذا إلى زيادة من 27.1% في العامين السابقين، وتشمل هذه النسبة شركات غربية مثل تيسلا وبي إم دبليو التي تنتج في الصين.
بالمقارنة، تمتلك العلامات التجارية الصينية نفسها حصة سوقية تبلغ 10.4% في المملكة المتحدة، مقابل 5.5% قبل عامين. يتوقع المحللون أن تظل حصة السيارات الصينية الصنع في السوق البريطانية مستقرة مؤقتًا، بسبب تحديات شحنها إلى أوروبا نتيجة لنقص سفن النقل المتخصصة.
رغم ذلك، يسعى العديد من الشركات إلى توسيع قاعدة عملائها، حيث تخطط BYD لإطلاق سيارات منخفضة التكلفة مثل سيارة Dolphin، وتستعد MG لإطلاق سيارتها الرياضية Cyberster. يتوقع المراقبون أن تستمر تلك الشركات في تعزيز وجودها في السوق البريطانية عندما يتم حل تحديات النقل.
الشحن البحري وتعقيدات النقل. تعديل شركة BYD لسفينة كانت تستخدم لنقل اللب لتكون قادرة على حمل السيارات إلى أمريكا الجنوبية يعكس محاولات الشركات التكيف مع النقص الحالي في سفن النقل المتخصصة.
قال شميدت إن هذا النقص في قدرة النقل البحري للسيارات يشكل تحديًا كبيرًا في السلسلة اللوجستية العالمية للسيارات، مما يؤثر سلبًا على صادرات السيارات من الصين إلى أوروبا. وأشار إلى أن هناك تراجعًا في حجم الصادرات بحوالي 30 ألف وحدة شهريًا، وهو ما يعتبر تحديًا للشركات الصينية التي تسعى لزيادة حصتها في سوق أوروبا.
تم إلغاء العديد من ناقلات “الشاحنات النقية للسيارات” (PCTC) خلال جائحة كوفيد، ولم تتمكن أحواض بناء السفن من تعويض هذا النقص بسرعة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار استئجار سفن PCTC بشكل قياسي. يتسابق العديد من الشركات مثل BYD، وSAIC (المالكة لـ MG)، وGeely (المالكة لفولفو) للحصول على قدرة استيعاب إضافية.
تحدث ستيفن جوردون من شركة أبحاث الشحن البحري كلاركسونز عن ارتفاع أسعار استئجار سفن PCTC إلى مستويات قياسية، مما يؤثر على تكاليف النقل بشكل كبير. ورغم وجود 185 سفينة أخرى في طور البناء، إلا أن تصنيعها يستغرق وقتًا طويلاً، ومن المتوقع أن يزيد حجم الأسطول العالمي بنسبة قليلة فقط في عام 2024.
تتوقع التحديات المستمرة في سفن النقل وتكاليف الشحن العالية أن تظل الأسعار ثابتة نسبيًا على المدى القصير، مما يعكس التعقيدات الراهنة في صناعة النقل البحري.
تسجّل السوق البريطانية زيادة في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث تم تسجيل حوالي 315 ألف سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات في المملكة المتحدة العام الماضي، بزيادة قدرها 18٪ مقارنة بعام 2022، وهو مؤشر إيجابي على اعتماد المستهلكين على هذه التقنية البيئية.
من هذا الإجمال، يأتي حوالي 103,000 سيارة من الصين، مما يمثل حوالي ثلث إجمالي المبيعات. وتظهر إحصائيات شركة Schmidt Automotive Research أن إجمالي عدد السيارات التي تم شحنها من الصين إلى أوروبا الغربية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 بلغ 484,000 سيارة، منها 280,000 سيارة من علامات تجارية صينية و130,000 سيارة من تيسلا، إلى جانب 74,000 سيارة من علامات تجارية غربية مثل بي إم دبليو.
مع ذلك، تثير مخاوف من تفاقم مشكلة النقل البحري نتيجة للنقص في سفن النقل المتخصصة. تواجه الشركات الصينية تحديات في إيصال سياراتها إلى أوروبا بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتأخير في التسليم، مما يشير إلى ضرورة التكيف والبحث عن حلول لتحسين سلسلة التوريد.
وتظهر هذه التطورات أيضًا توجهًا نحو فتح مصانع للسيارات في أوروبا، حيث أعلنت شركة BYD عن نيتها بناء مصنع في المجر، وأعلنت شركة Chery الصينية المملوكة للدولة عن دراستها لإمكانية بناء مصنع في المملكة المتحدة.
شاهد أيضاً:
سهم لوسيد يتراجع 6 % بعد تصريحات إيلون ماسك
إيلون ماسك يخسر 24 مليار دولار بعد هبوط سهم تيسلا نحو 9%
إيلون ماسك ينفي بناء مصنع للسيارات في السعودية
مبيعات “الجمعة السوداء” في أمريكا عبر الإنترنت تقترب من 10 مليار دولار