عندما يُذكر لقب أغنى رجل في التاريخ، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان مليارديرات العصر الحديث مثل إيلون ماسك أو جيف بيزوس، لكن الحقيقة أن هذا اللقب يُنسب إلى ملك إفريقي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وهو مانسا موسى، إمبراطور مالي، ثروته الهائلة وقصص كرمه المفرط جعلته أسطورة لا يزال العالم يتحدث عنها حتى اليوم.
من هو مانسا موسى؟
- وُلد مانسا موسى حوالي عام 1280م في عائلة ملكية.
- تولّى الحكم عام 1312م بعد أن تنازل أخوه مانسا أبو بكر عن العرش للقيام برحلة بحرية لاستكشاف المحيط الأطلسي، لكنه لم يعد قط.
- أصبح العاشر في سلسلة حكام مالي، وأول ملك إفريقي يحظى باعتراف دولي في أوروبا والشرق الأوسط.
إمبراطورية مالي في عهده

- توسّعت المملكة بشكل كبير لتشمل أكثر من 24 مدينة، منها مدينة تمبكتو الشهيرة.
- امتدّت حدودها لمسافة 2000 ميل، من المحيط الأطلسي حتى أجزاء من النيجر حاليًا، وشملت دولًا مثل: السنغال، غينيا، ساحل العاج، وموريتانيا.
- كانت مالي في ذلك الوقت أكبر منتج للذهب في العالم، ما جعل موسى يتحكم بشكل مباشر في أسعار الذهب بالبحر الأبيض المتوسط.
رحلة الحج الأسطورية
يُعتبر حج مانسا موسى إلى مكة (1324–1325م) من أكثر الرحلات شهرة في التاريخ:
- اصطحب معه 60,000 شخص و 500 عبد يحمل كل منهم عصًا من الذهب.
- حملت قوافله ما يقارب 100 جمل، ينقل كل منها نحو 300 رطل من غبار الذهب.
- وزّع الذهب بسخاء أينما حل، خاصة في القاهرة، لدرجة أن أسعار الذهب انهارت هناك وبقيت منخفضة لعدة سنوات.
إنجازاته الثقافية والدينية
- كان مانسا موسى مسلمًا مخلصًا، عمل على نشر الإسلام في أرجاء إفريقيا.
- جلب معماريين من الأندلس ومصر لبناء قصره العظيم في تمبكتو و جامع دجينجاريبر الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم.
- أعاد تنظيم جامعة سنكوري في تمبكتو، وجعلها مركزًا للعلم يجذب العلماء والفلكيين والفقهاء من إفريقيا والشرق الأوسط.
- يُقال إنه كان يبني مسجدًا جديدًا كل يوم جمعة خلال رحلته الطويلة إلى مكة.
حقائق سريعة عن مانسا موسى
- عُرف بكونه أغنى رجل في التاريخ، إذ كانت ثروته “لا تُقاس”.
- تحكّم مباشرة في أسعار الذهب عالميًا.
- كرمه المفرط أدى أحيانًا إلى إرباك اقتصادات بعض المدن التي مر بها.
- ساهمت إنجازاته المعمارية في وضع أساس الحضارة الحضرية في مالي.
- بعد رحلته الشهيرة، بدأ الأوروبيون يرسمون صورته على خرائط العالم، كرمز للثراء الإفريقي.
رغم أن قصره قد اندثر، فإن جامعة سنكوري و جامع دجينجاريبر لا يزالان شاهدين على إرثه العظيم. لقد ترك مانسا موسى وراءه مزيجًا من الثراء الأسطوري، والنهضة الثقافية، والإنجازات الدينية التي جعلت من مالي في زمانه واحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم.
شاهد أيضاً:
قيمة “آبل” تتجاوز 3 تريليونات دولار
أفضل مواقع الدروب شيبنج في العالم العربي
ما هي المنتجات الرقمية وكيف يمكنك الربح منها عبر الانترنت؟