توقفت مصانع سكر أبو قرقاص عن عصر محصول القصب لإنتاج السكر، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائها في عام 1869، حسبما أفادت صحف محلية، لتختفي معه مشاهد اصطفاف السيارات النقل المحملة بالمحصول في انتظار توريدها للمصنع الذي يبلغ من العمر 155 عامًا هذا العام.
أصدرت محافظة المنيا بيانًا يعلن توريد شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا، المعروفة باسم “مصانع سكر أبو قرقاص الجديدة”، محصول القصب المتعاقد عليه إلى مصانع سكر جرجا في محافظة سوهاج ابتداءً من الإثنين القادم. تتحمل الشركة كافة مصاريف النقل بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها، التي لا تلبي احتياجات المصنع للتشغيل بكامل طاقته.
شاهد أيضاً: إقبال واسع على شراء هواتف آيفون 15 في الصين
ووفقًا لمصدر في مصنع سكر أبو قرقاص، فإن الشركة فوجئت هذا العام بانخفاض غير مسبوق في كمية المحصول المتعاقد عليها، حيث وصلت الكميات إلى حوالي 6 آلاف طن فقط، ما يعادل محصول 160 فدان تقريبًا. وهذا المستوى لا يكفي لتشغيل المصنع لأسبوع كامل. يُشير المصدر إلى أن المصنع كان يستهدف توريد 300 ألف طن قصب سنويًا، لإنتاج ما لا يقل عن 30 ألف طن سكر. ومع ذلك، ارتفعت أسعار السوق الموازية هذا العام، مما دفع المزارعين والتجار إلى تفضيلها على أسعار الحكومة المحددة لتوريد القصب للمصانع.
وعلى الرغم من زيادة سعر توريد القصب بواقع 500 جنيه للطن مقارنة بالعام الماضي، حيث أصبح سعر التوريد 1500 جنيه بدلاً من 1000 جنيه، فإن المزارعين لا يزالون يتجهون إلى تجار “العوادي”. هؤلاء التجار يقومون بشراء المحصول من المزارعين بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، ثم يبيعونه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.
وفيما يخص هذا الأمر، قال وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، عمر صفوت، لـ “مصراوي”، إن المحافظة زرعت نحو 31 ألف فدان قصب في الموسم الأخير. وأكد أن الإشكالية الرئيسية ليست في مجال الزراعة، وإنما هي أزمة توريد المحصول للمصنع. يرجع ذلك إلى توجه المزارعين للتعامل مع التجار بهدف تحقيق مكاسب أعلى، والتي قد تكون مضاعفة بالنسبة لهم.
ويعمل مصنع سكر أبو قرقاص بطاقة إنتاجية تصل إلى 115 ألف طن في الموسم الواحد، يشمل ذلك 40 ألف طن سكر خلال موسم عصير القصب و75 ألف طن خلال موسم عصير البنجر. يغطي إنتاج المصنع حوالي 34% تقريبًا من إجمالي إنتاج مصر من السكر، بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى التي يتم استخراجها من عصير قصب السكر، مثل الكحول النقي والعلف الحيواني وغيرها.
علاقة سد النهضة بالسكر:
أفاد العالم المصري في مجال الفضاء، د. عصام حجي، بأن أزمة السكر في مصر ترتبط بالآثار الناتجة عن استمرار ملء سد النهضة الإثيوبي. وفي ديسمبر الماضي، قام حجي بنشر مقال على موقع إكس في يوضح فيه أن الحكومة المصرية اتجهت نحو التوسع في زراعة بنجر السكر بدلاً من قصب السكر، كجزء من خطتها للتقشف المائي لتعويض العجز المتوقع في ظل ملء سد النهضة.
أوضح حجي أن الإنتاج من بنجر السكر زاد من 300 ألف فدان إلى 600 ألف فدان. وأشار إلى توقعات وزارة الزراعة الأمريكية بتراجع إنتاج السكر في مصر إلى 2.7 مليون طن خلال عام 2022-2023، مقارنة بحوالي 2.9 مليون طن في العام 2021-2022، نتيجة لتراجع إنتاج البنجر.
وفي سياق آخر، يرى حجي أن العلم يجب أن يواجه التحديات بالأدلة والبحوث العلمية، ويشير إلى أن تأثير سد النهضة على الزراعة في مصر يتطلب دراسات وتحليل دقيق للأوضاع المائية والزراعية في المنطقة.
شاهد أيضاً:
“آبل” تكشف سبب ارتفاع درجة حرارة أجهزة “آيفون 15 برو”
أضخم 5 شركات مصنّعة للحواسيب في العالم
أبرز مزايا وسعر آيفون 15 وآيفون 15 بلس
الإرباح المادية لأكبر 5 شركات في العالم