في مفاجأة هزّت أوساط المستثمرين وأسواق المال، أعلنت شركة تسلا عن انخفاض حاد بنسبة 71% في أرباحها خلال الربع الأول من عام 2025، حيث سجلت أرباحًا قدرها 409 ملايين دولار فقط مقارنةً بـ 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
أتى هذا التراجع في الأرباح وسط موجة من الجدل المحيط بالرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، ودوره البارز في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعلن ماسك خلال مكالمة مع المستثمرين أنه سيواصل قضاء يوم أو يومين أسبوعيًا في واشنطن للعمل مع إدارة ترامب، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وقلقًا بين المساهمين.
ورأى البعض أن دعم ماسك للقضايا اليمينية المتطرفة ومساهمته في تقليص الإنفاق الحكومي وتسريح آلاف الموظفين الحكوميين، كان له تأثير سلبي مباشر على صورة الشركة وولاء العملاء، خاصة من أصحاب التوجهات الليبرالية والمعتدلة.
تعاني تسلا حاليًا من تراجع في المبيعات بنسبة 13% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وذلك نتيجة المنافسة القوية من شركات مثل BYD الصينية، إلى جانب غياب الطرازات الجديدة، والإخفاق النسبي لطراز سايبرتراك الذي شهد انخفاضًا في المبيعات بنسبة 50%.

كما أدى إعادة تجهيز خطوط الإنتاج لطراز Model Y إلى تباطؤ الإنتاج، بينما بدأت الشركة بتقديم خصومات كبيرة تصل إلى 8500 دولار على طراز سايبرتراك لتحفيز الطلب.
ورغم أن مصانع تسلا في كاليفورنيا وتكساس تحميها جزئيًا من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، إلا أن بعض المكونات المستوردة من المكسيك والصين باتت معرضة لتلك الرسوم، ما قد يدفع الشركة لرفع الأسعار أو تحمل خسائر إضافية.
وقال ماسك إنه حاول إقناع ترامب بعدم فرض هذه الرسوم، لكن محاولاته لم تنجح، مضيفًا: “سأواصل الدعوة لخفض الرسوم، ولكن هذا هو كل ما أستطيع فعله”.
تراجعت أسهم تسلا بحوالي 50% منذ ديسمبر الماضي، وسط ازدياد القلق من تشتيت ماسك لجهوده بين الشركة والعمل السياسي، وارتفعت الأصوات المطالبة بتركيزه الكامل على إدارة تسلا عوضًا عن المشاركة في السياسات الحكومية.
رغم كل هذه التحديات، تؤكد تسلا أنها ستبدأ إنتاج سيارة كهربائية منخفضة التكلفة بحلول يونيو المقبل، في خطوة قد تعيد إحياء المبيعات وتوسّع قاعدة العملاء، إلا أن الشركة لم تكشف عن تفاصيل واضحة حول هذا الطراز الجديد.
كما يعوّل ماسك على مستقبل الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن تسلا تقترب من إطلاق أساطيل سيارات أجرة ذاتية القيادة، رغم أن الشركة لم تنجح بعد في إتقان هذه التقنية وتواجه منافسة قوية من شركات مثل وايمو التابعة لجوجل، التي بدأت بالفعل تشغيل رحلات مأجورة في عدد من المدن الأمريكية واليابانية.
شاهد أيضاً:
انخفاض أسهم تسلا بنسبة 6%
تسلا تخسر 186 مليار دولار من قيمتها السوقية
هبوط تاريخي في ثروة إيلون ماسك بعد تراجع سهم تسلا