في خطوة مفاجئة قد تؤجج التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 74.9% على واردات البلاستيك الأمريكي، وتحديدًا مادة البولي أوكسي ميثيلين التي تُعد من العناصر الأساسية في صناعة مكونات السيارات، الأجهزة الإلكترونية، والمعدات الطبية، والقرار الصيني جاء بعد تحقيقات رسمية بدأت في مايو 2024، أثبتت وفقًا للسلطات الصينية، تورط شركات أمريكية في ممارسات إغراق تضر بالسوق المحلية وتخلّ بقواعد المنافسة العادلة.
والرسوم لم تقتصر على الولايات المتحدة، بل شملت كذلك الاتحاد الأوروبي بنسبة وصلت إلى 34.5%، واليابان بنسبة 35.5%، إضافة إلى تايوان التي فُرضت عليها رسوم بنسبة 32.6%، مع معاملة تفضيلية لبعض شركاتها بحسب ما أوضح البيان الصيني، وقد اعتُبر هذا التصعيد التجاري ضربة غير متوقعة، خصوصًا أنه جاء في وقت تتسم فيه العلاقات بين بكين وواشنطن بنوع من الهدنة المؤقتة التي هدفت إلى تهدئة النزاع التجاري القائم منذ سنوات.
والقرار الصيني يفتح الباب أمام موجة جديدة من الإجراءات الانتقامية، لا سيما وأن الولايات المتحدة كانت قد فرضت سابقًا رسومًا جمركية إضافية على عدد من المنتجات الصينية ضمن مساعيها لتقليص العجز التجاري، وعلّقت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية على القرار، مؤكدة أن بكين ما تزال منفتحة على الحوار، لكنها في الوقت ذاته لن تتردد في حماية صناعاتها من الممارسات التجارية غير العادلة، وكما دعت إلى تمديد الهدنة التجارية لتجنب الدخول في مواجهة اقتصادية واسعة النطاق قد تؤثر على الأسواق العالمية وتزيد من اضطرابات سلاسل التوريد.
وهذا القرار يعكس تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي في ظل التحديات الجيوسياسية، ويعيد إلى الأذهان فصول النزاع التجاري الذي طال أمده بين أقوى اقتصادين في العالم، ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل واسعة من قبل الأطراف المتضررة، وسط مخاوف من أن تشكل شرارة لموجة جديدة من التصعيد التجاري الدولي.
شاهد أيضاً:
الولايات المتحدة تعفي أجهزة الكمبيوتر والهواتف الصينية من الرسوم الجمركية
أمريكا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا
الصين تفتح أجواءها لبوينغ مجددًا بعد هدنة تجارية كبرى مع أمريكا