تُعد المعادن النادرة أو ما يُعرف بـ Rare Earths من الموارد الاستراتيجية التي تزداد أهميتها يوماً بعد يوم في الاقتصاد العالمي، هذه المجموعة من 17 عنصراً كيميائياً تتميز بخصائص فريدة تجعلها ضرورية في تصنيع الهواتف الذكية، البطاريات القابلة لإعادة الشحن، السيارات الكهربائية، التوربينات الهوائية، بالإضافة إلى استخدامات متقدمة في الصناعات المعدنية والسبائك.
وعلى الرغم من تسميتها بـ “النادرة”، فإنها متوفرة نسبياً في القشرة الأرضية، لكن صعوبة استخراجها ومعالجتها يجعلها أكثر قيمة واستراتيجية.
تقلبات في تقديرات الاحتياطي العالمي (2024 – 2025)
بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، شهدت تقديرات احتياطيات بعض الدول تغيرات جذرية بين عامي 2024 و2025، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول المنهجيات المعتمدة في جمع البيانات.
- فيتنام: كانت تحتل المرتبة الثانية عالمياً عام 2024 باحتياطي يبلغ 22 مليون طن، إلا أن الأرقام المعدلة لعام 2025 خفّضت احتياطها إلى 3.5 مليون طن فقط، لتتراجع إلى المرتبة السادسة.
- روسيا: انخفض احتياطها المعلن من 10 ملايين طن في 2024 إلى 3.8 مليون طن في 2025، ما جعلها تتراجع من المرتبة الرابعة إلى الخامسة.
هذه التغيرات الحادة تعكس إما إعادة تقييم جيولوجي أكثر دقة، أو اختلافاً في آليات تصنيف وتقدير الاحتياطيات القابلة للاستخراج اقتصادياً.
أكبر 10 دول تملك احتياطيات من المعادن النادرة (2025)

فيما يلي قائمة بالدول العشر الأولى وفقاً لأرقام USGS لعام 2025، مع مقارنتها بإنتاجها من المعادن النادرة في 2024:
- الصين – 44 مليون طن (إنتاج: 270,000 طن في 2024).
- البرازيل – 21 مليون طن (إنتاج: 20 طن في 2024).
- الهند – 6.9 مليون طن (إنتاج: 2,900 طن في 2024).
- أستراليا – 5.7 مليون طن (إنتاج: 13,000 طن في 2024).
- روسيا – 3.8 مليون طن (إنتاج: 2,500 طن في 2024).
- فيتنام – 3.5 مليون طن (إنتاج: 300 طن في 2024).
- الولايات المتحدة الأمريكية – 1.9 مليون طن (إنتاج: 45,000 طن في 2024).
- جرينلاند – 1.5 مليون طن (إنتاج: صفر).
- تنزانيا – 890 ألف طن (إنتاج: صفر).
- جنوب أفريقيا – 860 ألف طن (إنتاج: صفر).
مقارنة مع ترتيب عام 2024
- الصين بقيت في الصدارة بلا منازع.
- البرازيل تقدمت إلى المرتبة الثانية بعدما كانت في المركز الثالث.
- الهند وأستراليا حسنتا موقعيهما.
- تراجع فيتنام وروسيا بشكل ملحوظ بعد التحديثات.
- جنوب أفريقيا دخلت قائمة العشرة الأوائل على حساب كندا.
أهمية هذه الاحتياطيات
امتلاك هذه المعادن يمنح الدول ميزة استراتيجية في الاقتصاد العالمي، خاصة مع تزايد الطلب على التكنولوجيا الخضراء مثل السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، الصين، على سبيل المثال، لا تكتفي بامتلاك أكبر احتياطي عالمي، بل تُعد أيضاً المنتج الأول، ما يمنحها قوة تفاوضية كبرى في الأسواق العالمية.
تُظهر بيانات عام 2025 أن سوق المعادن النادرة ما يزال يشهد تغيرات في التقديرات والاحتياطيات، ما يجعل هذه الموارد موضع اهتمام عالمي متزايد. ومع ازدياد الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة والتحول نحو الطاقة المتجددة، فإن السيطرة على هذه المعادن لن تكون مجرد قضية اقتصادية، بل أيضاً ورقة ضغط جيوسياسية في العقود القادمة.
شاهد أيضاً:
أهم 10 صادرات نيجيريا في عام 2024
أهم 7 حقائق مثيرة عن الأرجنتين
أشهر صادرات الأرجنتين الغذائية 2023