تبرز في عالم الاقتصاد شخصيات بارزة تحمل في طيات أفكارها وتحليلاتها قوةً تأثيرية هائلة على الساحة الاقتصادية العالمية. إن فهم أفكار هؤلاء الفرادى الرائدين يعتبر أمرًا حيويًا لتفسير تطورات الاقتصاد العالمي وتوجيه السياسات الاقتصادية. ومن بين هؤلاء العلماء والمفكرين البارزين، نجد شخصيات استثنائية تركت بصماتها العميقة في عالم الاقتصاد، من خلال إنتاجهم لنظريات جديدة، وتطبيقها العملي، وتأثيرهم على السياسات الاقتصادية. هذه المقدمة ستركز على استكشاف بعضاً من الاقتصاديين الأكثر تأثيراً في العالم، وسيتم التركيز على إسهاماتهم المهمة والطريقة التي أثروا بها على فهمنا للنظريات الاقتصادية وتطبيقاتها في الواقع العملي.
الاقتصاديين الـ 10 الأكثر تأثيراً في العالم:
1- آدم سميث (1723-1790):
قد تتعرف على آدم سميث من الجهة الخلفية لورقة الجنيه الإسترليني بقيمة 20 جنيهًا. تلقى تعليمه في جامعة غلاسكو عندما كان في سن 14 عامًا، ومن ثم اشتهر بأنه رائد في مجال الاقتصاد السياسي ويُعتبر الآن “أبو الاقتصاد الحديث”. يُعتبر سميث معروفًا بكتابه “ثروة الأمم”، حيث دعا سميث إلى التجارة الحرة والمنافسة في السوق وأخلاقيات المشروع الخاص. يشكل الكتاب ما زال الأساس للسياسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
2- ألفريد مارشال (1842-1924):
قد لا تعرفه بالاسم، ولكن من المؤكد تقريبًا أنك ستتعرف على إحدى النظريات التي يشتهر ألفريد مارشال بالعمل عليها: عرض وطلب. لم يكن مارشال أول اقتصادي يشير إلى هذه الظاهرة، ولكنه يُعتبر على نطاق واسع بأنه صاحب تمثيلها الرسمي وتطوير النموذج بشكل أكبر. كتب كتاب “مبادئ الاقتصاد”، والذي كان النص الاقتصادي الأساسي المستخدم في إنجلترا لسنوات عديدة.
3- مليسنت فوكيت (1847-1929):
الاسم الذي يقف وراء جمعية فوكيت في المملكة المتحدة، كانت مليسنت فوكيت ناشطة في مجال حقوق المرأة واقتصادية. ركزت فوكيت أكثر على المجال السياسي من الاقتصاد العلمي، وفي عام 1870 كتبت كتاب “الاقتصاد السياسي للمبتدئين”. تم إصدار الطبعة العاشرة 40 عامًا لاحقًا، ولا تزال ذات أهمية ثقافية حتى اليوم.
4- الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز (1883-1946):
جادل جون مينارد كينز ضد الرأي المتسلط منذ فترة طويلة بأن الأسواق الحرة ستوفر توظيفًا كاملاً تلقائيًا، وقاد ثورة في التفكير الاقتصادي. اقترح أن التدخل الحكومي ضروري خلال دورات الازدهار والانهيار في الاقتصاد، وهو سياسة اعتمدتها معظم الاقتصاديات الغربية خلال الثلاثينيات من القرن الماضي. تراجعت هذه السياسة عن الأضواء بحلول السبعينيات، ولكن العالم لا يزال يلجأ إلى السياسات الكينزية خلال الأزمات الاقتصادية.
5- ميلتون فريدمان (1912-2006):
كان ميلتون فريدمان من أشد المؤيدين والداعمين للأسواق الحرة، وقد تلقى تعليمه في جامعة روتجرز، جامعة شيكاغو، وجامعة كولومبيا. حاز على جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية عام 1976، وهو مشهور بأعماله في تحليل الاستهلاك وتاريخ ونظرية النقد، وسياسات التثبيت. على الرغم من إنجازاته، إلا أن فريدمان يثير اختلاف الآراء، حيث ينسب الكثيرون صعود التحفظ في أمريكا خلال فترة رئاسة ريغان إلى سياسته.
شاهد أيضاً: تصنف الإمارات في المرتبة الـ 45 بين أكبر أسواق التجارة الإلكترونية عالميًا
6- و. آرثر لويس (1915-1991):
السير وليام آرثر لويس كان اقتصاديًا سانت لوسيانيًا فاز بجائزة نوبل للعلوم الاقتصادية في عام 1979 إلى جانب ثيودور شولتز. كرمت الجائزة عمله نحو دراسة التنمية الاقتصادية ونقل العمالة من القطاعات التقليدية إلى القطاعات الرأسمالية الحديثة. نشر أحد أوائل الأعمال الأكاديمية في هذا المجال، بالإضافة إلى 11 كتابًا آخر وأكثر من 80 مقالة ودراسة منفصلة.
7- وارن بوفيه (1930-):
ليس اقتصاديًا بالمهنة ولكن بالتعليم، حصل وارن بوفيه على درجة الماجستير في هذا المجال من جامعة كولومبيا. انضم بوفيه إلى شركة استثمارية في وول ستريت، حيث قام بتطبيق نهج إحصائي ومنهجي في التداول. يُعتبر على نطاق واسع العالم أنه أنجح مستثمر في القرن العشرين ويُصنف باستمرار ضمن أغنى عشرة أشخاص في العالم.
8- إيلينور أوستروم (1933-2012):
أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، إيلينور أوستروم هي رائدة في عملها في مجال الاقتصاد السياسي الجديد وإحياء الاقتصاد السياسي. تم مشاركة الجائزة مع أوليفر إي. ويليامسون وحصلوا عليها لتحليلهم للحوكمة الاقتصادية. كانت أعمال أوستروم متمحورة حول الملكية المحلية وكيفية إدارتها بشكل جيد من قبل المشتركين المحليين دون الحاجة إلى التخصيص.
9- دامبيسا مويو (1969-):
تركز الاقتصادية الزامبية الأصل دامبيسا مويو على الثروة والفقر في الاقتصاد العالمي. وهي ناقدة رئيسية للمساعدات التنموية للاقتصادات ذات الدخل المنخفض، وقد حصلت أعمالها على جائزة الإنجاز الدائم من معهد فريدريش هايك. كتابها “المساعدات الفاسدة: لماذا لا تعمل المساعدات وكيف يوجد طريقة أفضل لأفريقيا” هو واحد من أفضل الكتب مبيعًا في مجال المساعدات التنموية.
10- إستير دوفلو (1972-):
تستخدم إستير دوفلو أيضًا تعليمها الاقتصادي وخبرتها للمساهمة في التخفيف من الفقر. فازت الاقتصادية الفرنسية الأمريكية بجائزة نوبل للعلوم الاقتصادية في عام 2019، إلى جانب أبهيجيت بانيرجي ومايكل كريمر. وقد منحت لتقدير أعمالهم في الاقتصاد التنموي ومكافحة الفقر العالمي، حيث أصبحت أساليبهم معيارية. دوفلو كانت أصغر شخص وثاني امرأة يتم منحهم جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية.
شاهد أيضاً:
للمرة الأولى … أصول المصارف الإسلامية في الإمارات تتجاوز 190.6 مليار دولار في 2023
3.4 مليارات درهم سوق الأمن السيبراني في الإمارات 2028
تعرف على مليارديرات يقيمون في دولة الإمارات
مستوى قياسي.. 950 مليار دولار تجارة الإمارات غير النفطية في 2023