تعتبر الشركات العائلية من ركائز الاقتصاد في الكويت، حيث تمثل هذه الكيانات الاقتصادية العمود الفقري للأسر والمجتمعات. تتميز الشركات العائلية بروح الملكية والمسؤولية الاجتماعية، وتلعب دورًا حيويًا في دعم الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة.
في هذا السياق، تتفرد الكويت بمجموعة من الشركات العائلية الرائدة، التي تمتلك تاريخاً طويلاً من الابتكار والنجاح. يعكس هذا المقال استعراضاً لأكبر تلك الشركات، استكشافاً تاريخها وأهم إسهاماتها في الساحة الاقتصادية الكويتية. تسليط الضوء على هذه الكيانات الاقتصادية يعكس حجم الإرث العائلي والدور الفعّال الذي تلعبه في تعزيز اقتصاد البلاد وتحفيز التنمية المستدامة.
اكبر الشركات العائلية في الكويت
1.شركة صناعات الغانم
تأسست شركة صناعات الغانم على يد الرائد يوسف الغانم في عام 1932، ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من الشركات البارزة في الكويت، حاملةً إرثاً طويلاً من النجاح والابتكار. يترأس المجلس التنفيذي للشركة السيد قتيبة الغانم، الذي يمتلك رؤية استباقية لتوجيه الشركة نحو مستقبل مستدام ومزدهر.
تنوع في القطاعات
تتميز صناعات الغانم بتنوعها في مجموعة من القطاعات الحيوية، مما يشمل السيارات، والهندسة، والأغذية، والمشروبات، والصناعة، والمنتجات الاستهلاكية، والخدمات. هذا التنوع يعكس رؤية الشركة الشاملة وقدرتها على التكيف مع احتياجات سوق الأعمال المتغير.
التوسع العالمي
تضرب صناعات الغانم أمثلة للتوسع العالمي، حيث تمتلك أكثر من 30 شركة تعمل في أكثر من 40 دولة. هذا التواجد الدولي يعكس رغبة الشركة في الاستفادة من الفرص العالمية وتقديم خدماتها ومنتجاتها عبر الحدود.
المساهمة في التنمية الاقتصادية
تعتبر عائلة الغانم ليست فقط متميزة في مجال الأعمال، ولكنها أيضًا تلعب دورًا نشطًا في دعم التنمية المستدامة للكويت. وفي هذا السياق، قامت بتأسيس البنك التجاري الكويتي وشركة البترول الوطنية الكويتية، وتحمل رؤية تشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل.
العطاء الاجتماعي
تبرز عائلة الغانم أيضًا في المشهد الاجتماعي من خلال دعمها السخي للمبادرات الإنسانية والجهود الإغاثية. حاز رئيس مجلس الإدارة، قتيبة الغانم، على تكريم من جمعية الهلال الأحمر الكويتي نظير دورهم الفعّال في دعم الجهود الرامية لمكافحة جائحة كوفيد-19.
المستقبل المشرق
مع استمرار تقديم الابتكار والتنوع في الأعمال، تظل شركة صناعات الغانم علامة بارزة للتميز في الكويت. يمثل قيادتها الحالية وارثها التاريخي دعامات لتحقيق المزيد من النجاح والتألق في عالم الأعمال.
تاريخ مجموعة شركات الشايع يتدفق عبر العصور، حيث بدأت رحلتها في مجال التجارة في عام 1890، لتنمو وتتطور بمهارة ورؤية، وتحولت إلى رائدة في قطاع التجزئة. يرأس السيد محمد عبدالعزيز الشايع مجلس الإدارة، وهو رمز للقيادة والتفاني في توسيع نطاق الأعمال.
تنوع في المجالات
تمثل مجموعة الشايع اليوم أكثر من 70 علامة تجارية في مناطق متعددة، بدءًا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصولاً إلى روسيا وتركيا وأوروبا. بدأت مغامرتها في مجال الامتياز من خلال متجر “مذركير” الذي افتتح في الكويت عام 1983، لتستمر في تقديم تجارب تسوق متميزة.
2.شركة المباني
تمتلك عائلة الشايع نسبة قدرها 34.1٪ في شركة المباني، العملاقة في مجال العقارات والتي تحمل شهادة الريادة على بورصة الكويت. هذا الاستثمار يعكس التزامهم بتعزيز الاقتصاد وتطوير القطاع العقاري.
المسؤولية الاجتماعية
تبرز مجموعة الشايع بالتزامها الاجتماعي، حيث قدمت تبرعات لدعم جهود الإغاثة بعد انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، إلى جانب مؤسسة ستاربكس. يعكس هذا التفاني تكاملهم مع المجتمع والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.
شراكة مع والت ديزني
في ديسمبر 2020، أضافت مجموعة الشايع صفحة جديدة إلى تاريخها من خلال اتفاقها مع شركة والت ديزني الشرق الأوسط. حصلوا على حقوق حصرية لفتح متاجر ديزني في المنطقة، مما يعكس التزامهم بجلب أفضل التجارب لعملائهم.
المستقبل
بقيادة محمد عبدالعزيز الشايع، تظل مجموعة الشايع على رأس الشركات الرائدة في قطاع التجزئة. مع تاريخها الطويل وروحها الريادية، يعد مستقبلها واعدًا ومليئًا بالتحديات والفرص.
شاهد أيضاً: أكبر 5 بنوك في العالم من حيث حجم الأصول
3.مجموعة مراد يوسف بهبهاني
مع أصول تعود إلى عام 1935، تشكل مجموعة مراد يوسف بهبهاني ركيزة قوية في ساحة الأعمال الكويتية. يقود رئيس مجلس الإدارة، علي مراد بهبهاني، الرؤية الاستراتيجية للمجموعة، ويضع بصمته على التنوع والنمو المستدام.
تنوع الأعمال
تتمثل قوة المجموعة في تنوعها، حيث تضم أكثر من 100 علامة تجارية دولية في مجموعة واسعة من القطاعات. تشمل أنشطتها تجارة الساعات الفاخرة، المجوهرات، الأمتعة، واكسسوارات السفر، مما يعكس التزامها بتقديم تجارب فريدة للعملاء.
استثمارات ناجحة
تعكس استثمارات مراد يوسف بهبهاني في القطاع المصرفي رؤيتها الاستراتيجية. حيث تمتلك نسبة في بنك الخليج بقيمة 119 مليون دولار، وكذلك حصة بنسبة 37.9٪ في البنك الأهلي الكويتي بقيمة 415 مليون دولار. هذه الاستثمارات تعكس الثقة في الاقتصاد والقطاع المالي.
تحكم عائلي
تظل مجموعة مراد يوسف بهبهاني عائلية بحق، مما يعزز الروح التقليدية والرؤية على المدى البعيد. يعكس ذلك التفاني في بناء إرث يتجاوز الأجيال، ويستند إلى القيم والتفرد.
التزام بالمجتمع
تعكس مساهمات المجموعة في مجالات متنوعة مثل الطب وتكييف الهواء والاتصالات التزامها بالمسؤولية الاجتماعية. يتضح هذا من خلال تقديم المساهمات المالية لدعم المبادرات الخدمية والاجتماعية.
مستقبل واعد
بتوجيهات علي مراد بهبهاني، تظل مجموعة مراد يوسف بهبهاني ملتزمة بالابتكار والتجديد. يتوقع أن يشهد المستقبل توسعًا ونجاحًا مستدامًا في مختلف القطاعات التي تعمل فيها.
شاهد أيضاً: أضخم 5 مصانع في العالم 2023
4.شركة الساير القابضة
تأسست شركة الساير القابضة في عام 1954 على يد عائلة الساير، ومنذ ذلك الحين، أصبحت رائدة في عدة قطاعات، تمتد من الصناعة إلى النقل والاستثمار. يترأس الشركة اليوم رئيس مجلس الإدارة، فيصل بدر الساير، الذي يواصل بناء إرث العائلة.
تنوع الأعمال
بدأت الساير كشركة تعمل في قطاع المواد الغذائية في ثلاثينات القرن الماضي، ولكن سرعان ما توسعت وتنوعت. من خلال استيراد أول سيارة تويوتا لاندكروزر إلى الوطن العربي في عام 1955، وكونها الوكيل الثاني لتويوتا على مستوى العالم، بنت الشركة سمعتها في قطاع السيارات.
تاريخ الريادة
تألقت الساير في صناعة السيارات، ولكن لم تكتفِ بذلك. برؤية ناصر الساير، الذي أسس مجموعة الساير القابضة، استمرت الشركة في التنوع لتشمل 18 قطاعًا إضافيًا، مثل النقل، والمعدات الصناعية، والتمويل، والاستثمار، والعقارات، مما يبرهن على التزامها بمواكبة التطورات.
رهان على المستقبل
تعد حصة الساير البالغة 10٪ في بنك وربة، التي تبلغ قيمتها 124 مليون دولار، تعبيرًا عن رهانها على الاستقرار المستمر والتطور في قطاع الخدمات المصرفية، ويعكس رؤيتها الاستراتيجية للاستثمار في مختلف القطاعات.
إرث من الريادة والتميز
تظل شركة الساير القابضة تحمل إرثًا من الريادة والتميز، مستمرة في تقديم الخدمات والمنتجات المبتكرة والجودة للسوق الكويتي والإقليم.
في ختام رحلتنا في عالم الشركات العائلية في الكويت، نجد أن تاريخ الريادة والتنوع يميز كل شركة على حدة، وكذلك يجمعها دعم قوي من قبل العائلات التي تديرها. من شركة الغانم إلى مجموعة الشايع ومجموعة مراد يوسف بهبهاني، وصولاً إلى شركة الساير القابضة، يبني رواد الأعمال الكويتيون تقاليدهم على مفاهيم الجودة والابتكار.
تظهر هذه الشركات استعدادًا للتحديات المستقبلية من خلال التنويع والاستثمار في مختلف القطاعات. فلا يقتصر إرثهم على الماضي العريق، بل يمتد إلى المستقبل برؤى استراتيجية تعكس التزامًا بالتطوير المستمر والتحسين.
في ظل التحولات الاقتصادية والابتكارات التكنولوجية، يظل رواد الأعمال في الكويت ملهمين لمنطقة الشرق الأوسط. بفضل روح العائلة والتميز في الإدارة، يبني هؤلاء الرائدون مستقبلًا مستدامًا لشركاتهم ويسهمون في نمو الاقتصاد الكويتي ورفاهية المجتمع.
نحن على يقين بأن الابتكار والشغف سيظلان محركين أساسيين لنجاح هذه الشركات، مما يجعلها علامات فارقة في مسيرة التنمية والازدهار.
شاهد أيضاً:
تقارير : الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الخدمات المصرفية قريباً
أغلى 5 ورود يمكنك شراؤها
أكبر الدول في صناعة السفن بالعالم
أكثر من مليون مسافر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي خلال 2023