تتجه الولايات المتحدة نحو فرض قيود محتملة على شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek، وسط مخاوف متزايدة تتعلق بالأمن القومي، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن البيت الأبيض يدرس عدة خيارات للحد من انتشار روبوت الدردشة الخاص بـ DeepSeek داخل الولايات المتحدة، في خطوة قد تعكس تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين فيما يخص التكنولوجيا والبيانات الرقمية.
تستند المخاوف الأمريكية إلى طبيعة تعامل DeepSeek مع بيانات المستخدمين، حيث تعترف الشركة الصينية بأن بيانات مستخدميها تُخزن على خوادم في الصين، ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن المسؤولين الأمريكيين قلقون بشأن إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى هذه البيانات، مما يثير تساؤلات حول حماية خصوصية المستخدمين الأمريكيين وإمكانية استخدام هذه البيانات لأغراض استخباراتية.
أشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفكر في إصدار قاعدة تمنع تنزيل تطبيق DeepSeek على الأجهزة الحكومية الأمريكية، كما يتم دراسة احتمالين إضافيين لتشديد القيود على الشركة الصينية، وهما:
- حظر التطبيق بشكل كامل من متاجر التطبيقات داخل الولايات المتحدة.
- فرض قيود على كيفية توفير مزودي الخدمات السحابية الأمريكيين لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ DeepSeek لعملائهم.
مع ذلك، أوضحت المصادر أن هذه المناقشات لا تزال في مراحلها الأولية ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
حظي تطبيق DeepSeek بشعبية كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث أصبح التطبيق الأكثر تنزيلًا عالميًا لفترة قصيرة في يناير 2024، قبل أن يتراجع إلى المركز السابع في الشهر التالي وفقًا لبيانات Sensor Tower، وأثار هذا الانتشار السريع قلق الجهات الأمريكية، لا سيما مع التكلفة المنخفضة لخدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة مقارنة بمنافسيها الأمريكيين.
لم تكن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي أبدت تحفظات على تطبيق DeepSeek. فقد فرضت عدة دول قيودًا على الشركة الصينية، حيث:
- تمت إزالة التطبيق من متاجر التطبيقات الإيطالية.
- أوقفت كوريا الجنوبية التنزيلات الجديدة بسبب مخاوف تتعلق بسياسة الخصوصية.
- حظرت كل من أستراليا، كندا، وتايوان استخدام التطبيق على الأجهزة الحكومية.
وفي داخل الولايات المتحدة، قامت بعض الوكالات الحكومية بالفعل بحظر التطبيق، بما في ذلك البحرية الأمريكية ووكالة الفضاء ناسا، كما اتخذت بعض الولايات مثل نيويورك وتكساس خطوات لتقييد استخدامه.
يواجه أي حظر عام على DeepSeek في الولايات المتحدة تحديات قانونية وتقنية، حيث أن الشركة أتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها كمصدر مفتوح، ما يعني أن أي شخص يمكنه تنزيلها وتشغيلها على بنيته التحتية الخاصة. كما أن شركات سحابية أمريكية تقدم هذه النماذج ضمن خدماتها، مما يجعل فرض قيود عليها أمرًا معقدًا.
ووفقًا لـ بول تريولو، الشريك في شركة DGA-Albright Stonebridge في واشنطن: المسؤولون الأمريكيون الذين يدرسون فرض قيود على التكنولوجيا يدخلون منطقة جديدة عند التعامل مع نماذج المصدر المفتوح.
في رد فعل على هذه التطورات، صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحفي بأن محاولات الولايات المتحدة لفصل نفسها عن الصين ستكون غير مجدية، مضيفًا: “حيثما توجد حواجز، ستكون هناك اختراقات.”
تأتي هذه الخطوات الأمريكية في وقت يناقش فيه الكونغرس مشروع قانون من الحزبين يهدف إلى حظر تطبيق DeepSeek على الأجهزة الحكومية الفيدرالية. ومن المتوقع أن تستمر المداولات حول مستقبل التطبيق، وسط تصاعد المنافسة بين الصين وأمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
شاهد أيضاً:
نهاية واتساب وثريدز في الصين بقرار رسمي
30 مليون مستخدم لـ”واتساب” في السعودية
هيئة دبي … تحذر من اختراق الهواتف عبر تطبيق “واتساب”