في عالم يسعى فيه الجميع نحو السعادة، تبرز الحقيقة المؤلمة بأن هذه النعمة ليست موزعة بالتساوي بين الدول، فبينما تحصد دول مثل فنلندا والدنمارك المراتب الأولى في مؤشرات السعادة العالمية بفضل ازدهارها الاقتصادي والاجتماعي، هناك بلدان أخرى تواجه تحديات هائلة تُلقي بظلالها على جودة حياة المواطنين وتضعها في ذيل التصنيفات.
وتُصدر سنويًا “تقرير السعادة العالمي”، الذي يعتمد على عدة مؤشرات منها متوسط الدخل، الدعم الاجتماعي، الحرية، معدلات الفساد، والصحة العامة، وهذا التقرير لا يُسلّط الضوء فقط على البلدان السعيدة، بل يكشف أيضًا عن معاناة الشعوب التي ترزح تحت نير الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية، وفي هذا المقال نغوص في واقع 10 دول تُعد من الأتعس في العالم، لنفهم الأسباب العميقة وراء هذا التصنيف، والدروس التي يمكن أن نستخلصها.
الدول العشر الأقل سعادة في العالم: الأسباب والتحديات:

1. أفغانستان: صراع مستمر وظروف إنسانية قاسية
تتصدر أفغانستان قائمة الدول الأكثر تعاسة بسبب عقود من الحروب، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمات الإنسانية، وأكثر من 90٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من غياب الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية، في ظل فساد مستشري وغياب الحريات.
2. لبنان: الانهيار الاقتصادي والشلل السياسي
يعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وتدهور الخدمات العامة مثل الكهرباء والرعاية الصحية فاقم من معاناة المواطنين، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي كشف عن الفساد العميق والإهمال الحكومي.
3. زيمبابوي: تضخم متصاعد واقتصاد منهار
رغم ثراء زيمبابوي بالموارد الطبيعية، تعاني من التضخم، الفقر، والبطالة نتيجة سوء الإدارة والفساد، وضعف البنية التحتية الصحية والتعليمية يزيد من تعقيد الوضع.
4. سيراليون: تحديات ما بعد الحرب
لا تزال آثار الحرب الأهلية تلاحق سيراليون، رغم محاولات الإعمار، وتعاني البلاد من الفقر، وسوء خدمات الصحة والتعليم، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
5. بوروندي: فقر مدقع واضطرابات سياسية
يعيش أكثر من 70٪ من سكان بوروندي تحت خط الفقر، ويزيد من سوء الوضع عدم الاستقرار السياسي، وسوء التغذية، ونقص المياه النظيفة والرعاية الصحية.

6. اليمن: أزمة إنسانية غير مسبوقة
تمزق الحرب الأهلية اليمن، مخلفةً مجاعة وأوبئة ونزوح جماعي، والنظام الصحي على وشك الانهيار، ومعظم الخدمات الأساسية غائبة، رغم المساعدات الدولية.
7. سوريا: آثار الحرب المدمّرة
أدت الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد إلى تدمير البنية التحتية، وخلق أزمة لاجئين ضخمة، والمواطنون داخل البلاد يواجهون انعدام الأمن، والفقر، وغياب الحريات، مما يؤثر بشكل بالغ على رفاههم النفسي والاجتماعي.
8. مالاوي: اقتصاد زراعي هش وتحديات تنموية
رغم الطابع الودي لشعب مالاوي، يعاني البلد من فقر واسع، ونقص في التعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تأثر اقتصاده الزراعي بتغير المناخ، ما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي.

9. هايتي: الكوارث الطبيعية والفوضى السياسية
تعاني هايتي من زلازل وأعاصير متكررة، إلى جانب ضعف مؤسسات الدولة وفسادها، وهذه العوامل تُبقي غالبية السكان في حالة من البؤس وانعدام الاستقرار.
10. بوتسوانا: تقدم اقتصادي يقابله تفاوت اجتماعي
رغم تحقيق بوتسوانا لنمو اقتصادي واستقرار سياسي نسبي، إلا أن التفاوت في توزيع الدخل وارتفاع معدلات البطالة – خاصة بين الشباب – يؤثران سلبًا على مؤشر السعادة، وكما أن انتشار فيروس الإيدز لا يزال يشكّل تحديًا صحيًا كبيرًا.
شاهد أيضاً:
أسعد 10 دول في العالم في عام 2024
أفضل 9 دول من حيث الصحة في العالم
الدول العشر الأكثر سعادة في 2024