في عصر الرقمنة والتجارة الإلكترونية، أصبحت الشركات الكبرى تلعب دورًا حيويًا في تشكيل كيفية تسوقنا وتفاعلنا مع العلامات التجارية. بين الأسماء الكبيرة مثل أمازون وجي دي دوت كوم، إلى الشركات الإقليمية الرائدة مثل راكوتن وأوتو، تتسابق الشركات لابتكار طرق جديدة لجذب العملاء وتوسيع نطاق خدماتها. في هذا المقال، سنستعرض أبرز شركات التجارة الإلكترونية العالمية في عام 2024، مع تسليط الضوء على نجاحاتها ونموها الاستثنائي. سنتناول كيف بدأت هذه الشركات، استراتيجياتها الفريدة في السوق، وتأثيرها الكبير على التجارة العالمية. انضم إلينا في هذه الجولة الممتعة للتعرف على الرواد الذين يعيدون تعريف مشهد التسوق الرقمي.
أكبر شركات التجارة الإلكترونية في العالم لعام 2024
1. أمازون
أمازون هي شركة تجارة إلكترونية أمريكية، تأسست على يد جيف بيزوس في 5 يوليو 1994.
تُعتبر أمازون واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في العالم لعام 2024 إذا تم قياسها من حيث القيمة السوقية والإيرادات. بدأت الشركة كمتجر إلكتروني للكتب، ثم توسعت لتشمل بيع مجموعة واسعة من المنتجات، مما جعلها أكبر منصة للتسوق عبر الإنترنت في العالم.
هذا يتضح أيضًا في شعار الشركة الذي يحتوي على سهم منحني يشبه الابتسامة يمتد من حرف “A” إلى حرف “Z”، مما يوحي بأن الشركة تقدم جميع المنتجات من “A” إلى “Z”. أطلق جيف بيزوس في البداية اسم “كادابرا” على الشركة، لكنه لاحقًا أطلق عليها اسم “أمازون” تيمنًا بأكبر نهر في العالم وأيضًا لأنها كانت مكانًا غريبًا ومختلفًا. استمرت أمازون لخمس سنوات تقريبًا دون تحقيق أي أرباح بسبب نموذج أعمالها الغريب، لكنها نجت وحققت أول أرباحها في عام 2001، مما أثبت نجاح نموذج الأعمال غير التقليدي لبيزوس. يعمل لدى أمازون حوالي 300,000 موظف، ويعمل كل موظف بفكرية تركز على كيفية خلق قيمة للعملاء. بفضل هذه الرؤية، تمكنت أمازون من تحقيق إيرادات سنوية بقيمة 100 مليار دولار في عام 2015. تمتلك أمازون حضورًا في العديد من البلدان، وتستثمر الآن مبالغ ضخمة من المال لتوسيع عملياتها في الهند أيضًا. كما أعلنت عن استحواذها على سلسلة متاجر “Whole Foods”، وهي سلسلة متاجر تضم 400 متجرًا، لتعزيز وجودها الفعلي ومنافسة هيمنة “وول مارت” في المتاجر التقليدية.
إيرادات (مليار دولار): 575
2. JD.com
JD.COM هي شركة تجارة إلكترونية B2C مقرها في بكين، الصين.
كانت تُعرف سابقًا باسم “360Buy”، ويضم هذا المنصة حاليًا أكثر من 260 مليون مستخدم نشط يتفاعلون مع العروض والمنتجات الجديدة وغيرها. تأسست الشركة على يد “ليو كيانغ دونغ” في عام 1998، ولذلك تعرف أيضًا باسم “Jingdong”. بدأت الشركة في البداية كمتجر للأقراص الضوئية، لكنها توسعت بسرعة لبيع الهواتف المحمولة والإلكترونيات وغيرها. تستخدم JD.COM الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتحسين نظام التوصيل الخاص بها. تقدم JD.COM الآن مجموعة واسعة من المنتجات عبر جميع الفئات الرئيسية تقريبًا مثل السلع الاستهلاكية والأغذية والأجهزة المنزلية والملابس، مما يجعلها واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية عالميًا. تمتلك الشركة أكبر نظام توصيل بالطائرات بدون طيار وتقنيات الروبوتات والتوصيل الذاتي. تجري الشركة حاليًا اختبارات على الروبوتات الذاتية للتوصيل وتستثمر مبالغ ضخمة في بناء مطارات لتوصيل الطائرات بدون طيار والتوصيل بدون سائق باستخدام الشاحنات الذاتية. سجلت الشركة رقمًا قياسيًا ببيع منتجات بقيمة 19 مليار دولار في يوم واحد فقط. تُعرف الشركة أيضًا بخطة “Jingteng” التي توفر لمالكي العلامات التجارية معلومات دقيقة حول المجموعات المستهدفة من المستهلكين، مما يساعد التجار على تحقيق تسويق فعال ودقيق وزيادة مبيعاتهم. باعت “وول مارت” قسم التجارة الإلكترونية الخاص بها إلى JD.COM مقابل حصة بنسبة 5% في الشركة. تخطط JD.COM لزيادة وجودها في أوروبا والمملكة المتحدة وفرنسا في السنوات القادمة.
إيرادات (مليار دولار): 152
3. علي بابا
تُعد شركة “علي بابا” واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في الصين، وقد تأسست على يد 18 شخصًا بقيادة “جاك ما”، وهو معلم لغة إنجليزية سابق من “هانغتشو” في عام 1999.
يعتقد “جاك ما” أن الشركة ستمكّن الشركات الصغيرة وستوفر ساحة لعب متساوية من خلال الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا للتنافس في الاقتصادات العالمية. تُمكّن “علي بابا” الشركات من تحويل طريقة عملها من خلال توفير البنية التحتية التكنولوجية الأساسية، بحيث يمكنها الاستفادة من قوة الإنترنت للتفاعل مع المستخدمين والعملاء. وكما يوحي الاسم، تفتح “علي بابا” الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة. تُعد “علي بابا” أكثر متاجر التجزئة عبر الإنترنت قيمة في العالم ولها عمليات في أكثر من 200 دولة. أصبحت ثاني شركة آسيوية تتجاوز حاجز التقييم البالغ 500 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في عام 2024. في المرحلة الأولى، استثمرت شركات مثل “سوفت بنك” و”غولدمان ساكس” بشكل كبير في “علي بابا”. الشركة تمثل 80% من إجمالي المبيعات عبر الإنترنت في الصين من خلال بوابتها الإلكترونية وتعرض مليارات المنتجات، مما جعلها ضمن أفضل 20 موقعًا إلكترونيًا في العالم من حيث عدد الزيارات. تخطط “علي بابا” لإنفاق 500 مليار يوان على مدار خمس سنوات لبناء شبكة لوجستية قوية في الصين وحول العالم.
إيرادات (مليار دولار): 130
4. وول مارت
تعد شركة “وول مارت” شركة بيع بالتجزئة أمريكية تأسست على يد “سام والتون” في عام 1962.
تدير “وول مارت” أكثر من 11000 متجر وتعمل في 20 دولة تحت 50 اسمًا مختلفًا. تمكنت “وول مارت” من توليد إيرادات بقيمة 480 مليار دولار وأصبحت أكبر شركة في العالم من حيث الإيرادات وفقًا لقائمة “فورتشن غلوبال 500”. الإيرادات المتولدة من عمليات التجارة الإلكترونية الخاصة بها تشكل 4% فقط من إجمالي الإيرادات. تشتهر “وول مارت” بين عملائها لأنهم يمكنهم شراء المنتجات بأسعار منخفضة في أي يوم. السبب وراء بيع العناصر بأسعار منخفضة هو أن “وول مارت” تمكنت من تحقيق وفورات الحجم. تحلل “وول مارت” كمية كبيرة من بيانات المستخدمين مما يسمح لها بتحسين عملياتها من خلال التنبؤ بعادات المستهلكين. تركز الشركة الآن بشكل أكبر على توسيع التجارة الإلكترونية. في عام 2016، استحوذت على “Jet.com” لمنافسة “أمازون”. أعلنت “وول مارت” أيضًا عن شراكة مع “بهارتي إنتربرايز” لتطوير متاجرها في الهند.
إيرادات (مليار دولار): 82
5. ناسبريس
تأسست شركة “ناسبرس” في عام 1915، وهي الآن واحدة من اللاعبين البارزين في قطاع التجارة الإلكترونية.
يقع مقر الشركة في جنوب أفريقيا، وكانت في يوم من الأيام دار نشر رائدة في إنتاج الصحف والكتب وغيرها. استثمرت الشركة لاحقًا في الشركة الصينية “تينسنت” وأصبحت شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية عالميًا. تدريجيًا، دخلت الشركة في العديد من أعمال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت. بعض الشركات التابعة البارزة للشركة تشمل “بروسوس” و”ميديا24″ و”تيك آلاوت”.
شاهد أيضاً: الإمارات تخفض أسعار البنزين للمرة الرابعة على التوالي
6. بوكنج
شركة “بوكنج هولدينغز” كانت تُعرف سابقًا باسم “Priceline.com” ومقرها في الولايات المتحدة.
تأسست الشركة على يد “جيه. إس. ووكير” في عام 1997، وبدأت في التداول العام في عام 1999، ونجحت في جمع 13 مليار دولار من خلال الاكتتاب العام الأولي. بدأت “Priceline” أعمالها ببيع البنزين والبقالة والخدمات الهاتفية والسلع المستعملة والرهون العقارية والسيارات الجديدة تحت اسم خدمة “الشراء بالسعر الذي تحدده”. أوقفت “Priceline” بعض خدماتها للتركيز أكثر على مجال السفر في عام 2000. تمكنت الشركة من تحقيق أول ربح لها في عام 2001. دخلت “Priceline” أيضًا في مجال حجز الفنادق بالتجزئة في عام 2004 من خلال الاستحواذ على حصة أغلبية في “TravelWeb”. كما استحوذت على “Activehotel.com”، وهي شركة حجز فنادق عبر الإنترنت في أوروبا. من خلال الاستحواذ على “Booking.com” في عام 2005، أصبحت الآن أكبر موقع لحجز الإقامة في العالم. استمرت الشركة في توسيع وجودها في مجال الفنادق عبر الإنترنت وتفوقت على “Expedia” لتصبح أكبر خدمة حجز فنادق عبر الإنترنت في الهند. حصلت مجموعة “Priceline” على لقب أكثر الشركات احترامًا في مجلة “فورتشن” وأيضًا أكثر الشركات ابتكارًا في مجال السفر. تدير الشركة مواقعها الإلكترونية بأكثر من 40 لغة وفي 200 دولة. استطاعت الشركة بيع أكثر من 7 ملايين تذكرة طيران من خلال منصتها، وتم حجز 500 مليون ليلة إقامة، و60 مليون يوم تأجير سيارات. حصلت إحدى شركاتها التابعة “Rentalcars.com” على لقب أفضل تطبيق لتأجير السيارات في العالم.
إيرادات (مليار دولار): 21
7. راكوتن
“راكوتن” هي شركة تجارة إلكترونية يابانية مقرها في طوكيو، وقد تأسست على يد “هيروشي ميكاتاني” في عام 1977.
تُعني كلمة “راكوتن” باليابانية “التفاؤل”، ويطلق عليها أيضًا لقب “أمازون اليابان” لأنها تقدم آلاف المنتجات عبر الإنترنت. تقدم الشركة محتوى رقمي وحلول مالية وخدمات تجارة إلكترونية لأكثر من مليار عضو حول العالم. تمتلك الشركة حوالي 15,000 موظف على مستوى العالم. توسعت الشركة عبر المشاريع المشتركة والاستحواذات، حيث استحوذت على “Buy.com” و”play.com” و”Viber” وغيرها لتوسيع وجودها في دول مختلفة. كما استثمرت في شركات مثل “Pinterest” و”AHA Life” و”Lyft” و”Acrons”، ولديها أيضًا أعمالها الخاصة في التسويق الرقمي تحت اسم “Rakuten Marketing”. أصبحت الشركة عامة في عام 2000، وكان لديها في ذلك الوقت 2300 متجر و95 مليون مشاهدة صفحة شهريًا، مما جعلها الموقع الأكثر شهرة في اليابان. كانت “راكوتن” من الشركات الكبرى التي بدأت بقبول عملات البيتكوين كوسيلة للدفع عبر أسواقها العالمية. في عام 2018، اشترت الشركة شركة “Marine” و”Asahi Fire” من أحد البنوك اليابانية الرائدة “Nomura” بقيمة تقدر بحوالي 46 مليار ين، مما يجعلها أول استثمار للشركة في قطاع التأمين العام.
إيرادات (مليار دولار): 14
8. إيباي
تأسست شركة “إيباي” على يد “بيير أوميديار” في عام 1995، ومقرها في سان خوسيه، كاليفورنيا.
تقدم الشركة للناس خيار شراء أو بيع مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات على مستوى العالم، وتتبع نموذج عمل B2C وC2C. قفزت الشركة بسرعة في نمو الأعمال حتى عام 2000، حيث قامت بربط ملايين المشترين والبائعين حول العالم، مما يجعلها واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في عام 2024. تستخدم “إيباي” تقنيات قوية لدعم منصتها، مما يمكّن البائعين من تقديم مخزونهم وقائمة العناصر الخاصة بهم، ويتيح للعملاء العثور على وشراء هذه العناصر في أي وقت ومن أي مكان. تمتلك “إيباي” عمليات في أكثر من 30 دولة، ولديها حوالي 14,000 موظف على مستوى العالم. تجاوزت تحميلات التطبيق الخاص بها 390 مليون على مستوى العالم. تستخدم الشركة التحليلات بشكل واسع لتحليل جوانب سلوك الشراء والبيع لتحسين تجربة العملاء. لدى “إيباي” بعض من أكبر شركات التكنولوجيا مثل “PayPal” و”Skype” و”StubHub”. تحقق “إيباي” إيراداتها من خلال فرض رسوم قائمة على البائعين وبعض العمولات على مبيعات المنتجات من خلال منصتها.
إيرادات (مليار دولار): 10
9. ASOS
“ASOS.com” هي متجر أزياء بريطاني عبر الإنترنت يركز على الشباب والبالغين وله سمعة قوية في العلامة التجارية.
تأسست الشركة على يد “نيك روبرتسون” و”كوانتين غريفيثس” في عام 2000، ومقرها في كامدن تاون، في “Greater London House”، ويقع مركز الوفاء الرئيسي لها في “Barnsley”، “South Yorkshire”. تبيع “ASOS” أكثر من 80,000 علامة تجارية ولها مجموعة ملابس خاصة بها. تقدم “ASOS.com” للبيع عبر الإنترنت في مجالات الأزياء والجمال والملابس للرجال والنساء والمجوهرات والأحذية ومنتجات التجميل. تشحن الشركة منتجاتها إلى أكثر من 140 دولة من خلال مستودعاتها في المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وأوروبا. يُختصر اسم “ASOS” إلى “AsSeenOnTheScreen” المحدودة. تمتلك “ASOS” أكثر من 4500 موظف وتعد أكبر متجر أزياء مستقل عبر الإنترنت في المملكة المتحدة. أطلقت مؤخرًا حملة تسويقية تهدف إلى الاستفادة من ميزة “قصص إنستغرام”، حيث شجعت المستخدمين على تحميل صور أو مقاطع فيديو لمنتجات “ASOS”، مما أدى إلى توليد ما يقرب من 3 ملايين بصمة في المملكة المتحدة وحدها. تمتلك الشركة حوالي 10 ملايين تحميل، ويحتوي تطبيقها على ميزة رئيسية تتيح للمستخدمين تحميل صور للملابس التي تعجبهم، وسيرد التطبيق بمنتج مشابه أو قريب من المنتج المحمل.
إيرادات (مليار دولار): 4.5
10. أوتو
مجموعة “أوتو” هي واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية، ومقرها الأساسي في فرنسا وألمانيا ولها عمليات في أكثر من 20 دولة.
تأسست الشركة على يد “فيرنر أوتو” كشركة طلب بالبريد في هامبورغ، وفي أقل من عامين من بدء عملياتها، تمكنت “أوتو” من زيادة حجم مبيعاتها بخمسة أضعاف. في عام 1995، دخلت “أوتو” عالم الإنترنت ووفرت مجموعة واسعة من المنتجات عبر الإنترنت. تقدم المجموعة الآن خدمات تتعلق باللوجستيات والنقل والخدمات عالية الجودة للشركات خارج المجموعة أو لشركائها. في عام 2000، حصلت مجموعة “أوتو” على المركز الثاني في أعمال B2C بعد “أمازون”. أصبحت “أوتو” أكبر بائع تجزئة على الإنترنت للملابس وأسلوب الحياة. كما أطلقت “أوتو” متاجر الواقع المعزز حيث يمكن للمستخدمين تجربة الملابس من المتاجر القريبة من “أوتو” أمام كاميرات الويب الخاصة بهم، ومن ثم يمكنهم نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك”. قدمت “أوتو” فكرة جديدة للتجارة المفتوحة من خلال استخدام التكنولوجيا لتعزيز مجموعتها من الأزياء عن طريق استخدام محتوى تولده المستخدمون من أطراف ثالثة، مما يمنح العملاء وصولاً جديداً إلى تشكيلة التسوق.
إيرادات (مليار دولار): 4.2
شاهد أيضاً:
تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل .. بسبب الحرب على غزة
الحرب على غزة تجبر الشركات الإسرائيلية على رفع الأجور وسط تراجع الوظائف
تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل .. بسبب الحرب على غزة
إسرائيل .. اتساع العجز المالي إلى 40.3 مليار دولار مليار دولار حتى يوليو