تُعد البحيرات من أعظم عجائب الطبيعة، حيث تخفي بين أعماقها أسرارًا لا تُحصى عن تاريخ الأرض وتنوعها البيولوجي. تتنوع هذه البحيرات من حيث أعماقها وأماكن وجودها، لكن جميعها تشترك في جمالها الساحر وأهميتها البيئية والاقتصادية. في هذا المقال، سنأخذكم في جولة لاكتشاف أعمق 10 بحيرات في العالم، حيث نتعرف على مواقعها، تاريخ تشكلها، وأبرز خصائصها الطبيعية التي تجعلها مميزة عن غيرها. من أعماق سيبيريا الباردة إلى قلب إفريقيا الدافئ، ستدهشك هذه البحيرات بما تخبئه في أحضانها.
أعمق 10 بحيرات في العالم
10. بحيرة ماتانو
تقع بحيرة ماتانو في جزيرة سولاويزي بإندونيسيا، وتعد واحدة من أكبر وأعمق البحيرات في البلاد.
بعمق يصل إلى 590 مترًا (1,936 قدمًا)، تُعتبر بحيرة ماتانو من أعمق البحيرات في جنوب شرق آسيا. تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن بحيرة ماتانو تشكلت منذ حوالي مليون إلى مليوني عام.
تشتهر البحيرة بخصائصها الهيدروكيميائية الفريدة ومستوياتها العالية من التنوع البيولوجي، إذ تحتضن أنواعًا عديدة من الأسماك التي لا توجد إلا في هذه البحيرة.
تتجاوز أهمية البحيرة الجوانب البيئية، حيث تؤثر على المحيط الطبيعي وتقدم خدمات بيئية حيوية. كما ترتبط المجتمعات المحلية التي تعتمد على موارد البحيرة في معيشتها بالغنى الثقافي الذي تمثله البحيرة.

9. بحيرة كريتر
تقع بحيرة كريتر داخل كالديرا جبل مازاما في ولاية أوريغون بالولايات المتحدة، وتعد من عجائب شمال غرب المحيط الهادئ الطبيعية.
تُعتبر بحيرة كريتر أعمق بحيرة في الولايات المتحدة، وتاسع أعمق بحيرة في العالم، بعمق يصل إلى 594 مترًا (1,949 قدمًا).
تشكلت البحيرة منذ حوالي 7,700 عام نتيجة انهيار جبل مازاما.
تشتهر البحيرة بمياهها الزرقاء الرائعة، والتي تكتسبها بفضل نقائها وعمقها.
تُعد وجهة سياحية شهيرة تجذب الزوار للاستمتاع بجمالها الطبيعي ومساراتها الخلابة واستكشاف الحياة البرية المحيطة بها.
كما تحمل البحيرة أهمية ثقافية وروحية للسكان الأصليين الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين.

8. بحيرة السليف الكبرى
تقع بحيرة السليف الكبرى في الأقاليم الشمالية الغربية بكندا، وتعد ثاني أكبر بحيرة تقع بالكامل ضمن حدود البلاد.
تُعد واحدة من أعمق البحيرات في أمريكا الشمالية، حيث يصل عمقها إلى 614 مترًا (2,015 قدمًا).
تشكلت البحيرة بفعل النشاط الجليدي خلال العصر الجليدي الأخير، مما يجعلها أصغر عمرًا مقارنة ببعض البحيرات الأخرى في هذه القائمة.
تدعم البحيرة مصايد أسماك مهمة وتُستخدم كطريق نقل حيوي، خاصة خلال المواسم الخالية من الجليد.
تُعتبر البحيرة أيضًا وجهة مميزة للأنشطة الخارجية مثل القوارب وصيد الأسماك ومراقبة الحياة البرية.
يعتمد السكان الأصليون الذين يعيشون على ضفاف البحيرة على مواردها في أسلوب حياتهم التقليدي.

شاهد أيضاً: أكبر دول العالم من حيث احتياطي الذهب
7. بحيرة إيسيك كول
تقع بحيرة إيسيك كول في جبال تيان شان في قيرغيزستان، وتُعد من أكبر البحيرات الجبلية في العالم.
تُعد ثاني أعمق بحيرة في آسيا الوسطى، بعمق يصل إلى 668 مترًا (2,192 قدمًا).
تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن بحيرة إيسيك كول تشكلت منذ حوالي 25 إلى 30 مليون عام.
تحمل البحيرة أهمية ثقافية وتاريخية، وتحيط بها مناظر طبيعية خلابة.
تجذب السياح الباحثين عن الأنشطة المغامرة مثل السباحة وركوب القوارب والمشي لمسافات طويلة. كما تُعتبر وجهة سياحية صحية بفضل مناخها المميز والينابيع الحارة.
تحتضن البحيرة مجموعة متنوعة من النظم البيئية، وتُعد موطنًا لعدد كبير من أنواع الطيور.

6. بحيرة ملاوي / بحيرة نياسا
تقع بحيرة ملاوي، المعروفة أيضًا باسم بحيرة نياسا، بين تنزانيا وملاوي وموزمبيق في وادي الصدع الإفريقي الشرقي.
تُعد ثالث أعمق بحيرة في إفريقيا، بعمق يصل إلى 706 مترًا (2,316 قدمًا).
تُقدر البحيرة بأنها تشكلت منذ حوالي مليون إلى مليوني عام، وهي واحدة من بحيرات وادي الصدع.
تشتهر بحيرة ملاوي بتنوعها البيولوجي المذهل، حيث تضم أكبر عدد من أنواع الأسماك مقارنة بأي بحيرة أخرى في العالم.
إلى جانب كونها منطقة غنية بالتنوع البيولوجي، تُعد البحيرة موقعًا للتراث العالمي لليونسكو. وتدعم مصايد أسماك حيوية توفر سبل العيش للسكان المحليين.
كما تُعد وجهة سياحية بيئية شهيرة تقدم فرصًا للغوص والغطس ومشاهدة الحياة البرية.

5. بحيرة أوهيغينز / سان مارتن
تقع بحيرة أوهيغينز / سان مارتن في جبال الأنديز الباتاغونية، وتمتد بين تشيلي والأرجنتين.
تُعد واحدة من أعمق البحيرات في الأمريكتين، بعمق يصل إلى 836 مترًا (2,743 قدمًا). حيث تشكلت البحيرة نتيجة النشاط الجليدي خلال العصر الجليدي الأخير، مما يجعلها حديثة العهد مقارنة ببعض البحيرات الأخرى في هذه القائمة.
تجذب البحيرة عشاق الطبيعة والسياح بجمالها الطبيعي المذهل وبراريها غير الملوثة.
توفر البحيرة مصدرًا مائيًا مهمًا للمناطق المحيطة وتدعم نظمًا بيئية متنوعة، بما في ذلك الغابات والأراضي الرطبة.
تلعب البحيرة أيضًا دورًا في توليد الطاقة الكهرومائية، مما يساهم في إمدادات الطاقة في المنطقة.

4. بحيرة فوستوك
تقع بحيرة فوستوك تحت صفيحة الجليد الشرقية في القطب الجنوبي، بالقرب من محطة فوستوك الروسية.
على الرغم من أن العمق الدقيق لا يزال قيد الدراسة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن بحيرة فوستوك قد تصل إلى عمق 900 متر (2,953 قدمًا).
تُعد من أقدم البحيرات على وجه الأرض، ويُعتقد أنها كانت معزولة عن العالم الخارجي لملايين السنين.
تحظى بحيرة فوستوك باهتمام علمي كبير بسبب بيئتها القاسية وعزلتها.
يعتقد الباحثون أن دراسة النظام البيئي تحت الجليدي في البحيرة قد توفر رؤى حول احتمالية وجود حياة في بيئات قاسية على كواكب أخرى.
ومع ذلك، فإن موقعها تحت طبقة جليدية سميكة يطرح تحديات تشغيلية وتقنية كبيرة في استكشافها.

3. بحر قزوين
يُعتبر بحر قزوين مسطحًا مائيًا مغلقًا تحده خمس دول: روسيا، وكازاخستان، وتركمانستان، وإيران، وأذربيجان.
يُعد بحر قزوين ثالث أعمق بحيرة في العالم، بعمق يصل إلى 1,025 مترًا (3,363 قدمًا). وتشير البيانات الجيولوجية إلى أن بحر قزوين تشكل منذ حوالي 5.5 مليون عام.
يُعد بحر قزوين ذا أهمية استراتيجية واقتصادية للدول المحيطة به، كونه أكبر مسطح مائي داخلي في العالم. يعمل كممر نقل رئيسي ومصدر حيوي للنفط والغاز الطبيعي. كما يحتضن بحر قزوين نظمًا بيئية متنوعة ويوفر موطنًا للعديد من أنواع الأسماك والحياة البرية.

2. بحيرة تنجانيقا
تقع بحيرة تنجانيقا في وادي الصدع العظيم شرق إفريقيا، وتشترك فيها تنزانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوروندي، وزامبيا.
تُعد ثاني أعمق بحيرة في العالم، حيث يصل عمقها إلى 1,470 مترًا (4,823 قدمًا). وتُعتبر واحدة من أقدم البحيرات في العالم، ويُعتقد أنها تشكلت منذ 9 إلى 12 مليون عام.
تشتهر البحيرة بتنوعها البيولوجي، حيث تضم أكثر من 350 نوعًا من الأسماك، العديد منها متوطن في المنطقة.
تُعد البحيرة موردًا أساسيًا للمجتمعات المحلية، حيث توفر المياه العذبة وتدعم قطاع الصيد.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر البحيرة مهمة لقطاعات النقل والسياحة في المنطقة وتحمل أهمية ثقافية.

1. بحيرة بايكال
تُعد بحيرة بايكال أعمق بحيرة في العالم، وتقع في سيبيريا بروسيا، بين جمهورية بورياتيا ومقاطعة إيركوتسك.
بعمق يصل إلى 1,642 مترًا (5,387 قدمًا)، تُعتبر بحيرة بايكال أعمق بحيرة مياه عذبة في العالم.
يُعتقد أن بحيرة بايكال تشكلت منذ حوالي 25 مليون عام، مما يجعلها من أقدم البحيرات على وجه الأرض.
تحتوي بحيرة بايكال على حوالي 20% من المياه العذبة السطحية غير المتجمدة في العالم، مما يجعلها الأكبر حجمًا من حيث
السعة.
تشتهر البحيرة بصفائها الفريد وتنوعها البيولوجي الغني، حيث تحتوي على أكثر من 1,700 نوع من النباتات والحيوانات، معظمها مستوطن.
كما تُعد البحيرة موقعًا للتراث العالمي لليونسكو ومكانًا مهمًا للبحث العلمي والسياحة البيئية.
