برزت خلال القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين شخصيات سياسية بارزة في عالم السياسة، حيث حملت على عاتقها مهمة تحديد مسارات الأمم وتوجيه التأثير على الشأن الدولي، وكانت تلك الشخصيات القيادية سبَّاقة في تحقيق تغييرات هائلة على مستوى السياسات الداخلية والمشاركة البارزة في تشكيل مسار التاريخ العالمي.
إن تأثير هؤلاء السياسيين لا يقتصر على تحولات داخل حدود بلادهم، بل امتد إلى التفاعلات والمحافل الدولية، فقد رسموا معالم مميزة بفضل قدراتهم القيادية الفذة ورؤاهم الاستراتيجية الرائدة، وكانت لهم بصمة قوية في كتابة سجل العصور الحديثة.
أشهر 10 شخصيات سياسية في القرن
1- فلاديمير بوتين
هو سياسي روسي والرئيس الحالي لروسيا، وُلد في 7 أكتوبر 1952 في لينينغراد (اليوم سانت بطرسبرج)، وبدأ مساره السياسي كضابط في جهاز الأمان الفدرالي السوفيتي (KGB)، ثم شغل عدة مناصب في حكومة سانت بطرسبرج.
وتولى بوتين الرئاسة في روسيا لأول مرة في عام 2000، وتابعت ولاياته بشكل متقطعة بين الرئاسة والوزارات الأخرى، وأسس بتوين حزب “روسيا المتحدة” وكان له دور كبير في تحديد السياسة الروسية على الساحة الداخلية والدولية.
ويتميز بوتين بسيطرته الراسخة على السلطة والتيار السياسي في روسيا، حيث تم انتخابه لعدة فترات رئاسية، وفي 2020، قام بتعديل الدستور الروسي للسماح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2036.
شهدت روسيا تطورات اقتصادية وعسكرية تحت إدارة بوتين، ولكنها أيضًا واجهت اتهامات دولية بشأن قضايا حقوق الإنسان وتدخل في شؤون دول أخرى، خاصة في أوكرانيا وسوريا.
2- مارتن لوثر كينغ جونيور
كان مارتن لوثر كينغ جونيور زعيمًا بارزًا في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد لعب دورًا رئيسيًا في حركة حقوق السود المدنية من منتصف الخمسينيات حتى اغتياله في عام 1968، وُلد لوثر في 15 يناير 1929 في أتلانتا، جورجيا، ونشأ في أسرة كانت مشاركة بشكل عميق في الكنيسة والنضال ضد التمييز العنصري.
وظهر كينغ كقائد خلال حملة مونتغمري لمقاطعة الحافلات في عام 1955، وهي حملة احتجاج ضد فصل الأماكن في وسائل النقل العامة في المدينة، وكان التزامه بالمقاومة المدنية اللاعنفية ومهاراته الخطابية القوية قد جلبا الانتباه الوطني. وكان كينغ رائدًا في تأسيس المؤتمر الجنوبي للقيادة المسيحية في عام 1957، وهو تحالف ملتزم بتحقيق المساواة الكاملة للأمريكيين الأفارقة من خلال الاحتجاج بوسائل غير عنفية.
كانت إحدى اللحظات الحاسمة في قيادة كينغ هي مسيرة واشنطن من أجل الوظائف والحرية في عام 1963، حيث ألقى خطبته الشهيرة “لدي حلم”، وساهمت هذه المسيرة في مرور قانون حقوق الأميركيين في عام 1964 وقانون الحقوق الانتخابية في عام 1965.
وعلى الرغم من مواجهته لمعارضة عنيفة واعتقالات عديدة، واصل كينغ نضاله من أجل المساواة العرقية والعدالة الاقتصادية وإنهاء حرب فيتنام، حيث كرِّمت جهوده بجائزة نوبل للسلام في عام 1964.
وبشكل مأساوي، اغتيل مارتن لوثر كينغ جونيور في 4 إبريل 1968 في ممفيس، تينيسي، ولكن يظل إرثه حية، ويتذكر كرمز للنشاط غير العنيف وبطل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
3- مارغريت تاتشر
وُلدت مارغريت تاتشر، في 13 أكتوبر 1925 في غرانثام، لينكولنشاير، إنجلترا، وكانت سياسية بريطانية شغلت منصب رئيسة الوزراء في المملكة المتحدة من عام 1979 حتى عام 1990، حيث كانت أول امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة.
وتُعرف تاتشر، التي أطلق عليها لقب “سيدة الحديد”، بسياستها الحافلة بالتحفظ والاقتصاد الحر، حيث دعت إلى تقليص سلطة نقابات العمال، وخصخصة الصناعات الحكومية، واتخاذ موقف قوي ضد الشيوعية. كانت إصلاحاتها الاقتصادية، المعروفة بمصطلح “ثاتشرية”، تهدف إلى تعزيز روح ريادة الأعمال الفردية وتقليل دور الدولة في الاقتصاد.
وفي خلال ولايتها، واجهت تاتشر إشادة وانتقادًا على حد سواء لسياستها. في حين أن أنصارها رأوا أنها نجحت في إحياء الاقتصاد البريطاني وتعزيز موقف البلاد العالمي، واعتبر النقاد أن تدابيرها أدت إلى زيادة في التفاوت الاجتماعي والبطالة.
أمضت تاتشر في السياسة إلى جانب القضايا الدولية، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في الحرب الباردة وأقامت شراكة وثيقة مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان. استقالت عن رئاسة الوزراء في عام 1990 وخلفها جون ماجور.
شاهد أيضاً: ضبط ورقة نقدية إماراتية مزورة في روسيا
4-وينستون تشرشل
وُلد وينستون تشرشل، في 30 نوفمبر 1874، وتوفي في 24 يناير 1965، حيث كان سياسيًا وعسكريًا بريطانيًا بارزًا، وقائدًا فذًا خلال الحروب العالميتين الأولى والثانية، ويعتبر تشرشل واحدًا من أبرز الزعماء في التاريخ الحديث، وتاريخه السياسي امتد من أوائل القرن العشرين حتى منتصفه.
تولى تشرشل عدة مناصب حكومية مهمة، وكان له دور بارز في تشكيل سياسة بريطانيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية حين كان رئيسًا للوزراء من 1940 إلى 1945، ومن ثم من 1951 إلى 1955، وكان لتشرشل دور حاسم في الدفاع عن بريطانيا ضد النازية وتوجيه اللحظة الحاسمة في تاريخ الحرب.
وقد أصبح تشرشل شخصية معروفة بخطبه الشهيرة وكتاباته، وله تأثير بارز على سياسات ما بعد الحرب وعلى التوازن العالمي، بالإضافة إلى دوره السياسي، كان تشرشل كاتبًا وفنانًا هاويًا، وحاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1953.
ويظل وينستون تشرشل مصدر إلهام للعديد من القادة والشخصيات السياسية في العالم، وتاريخه يعتبر درسًا في القيادة والصمود في وجه التحديات.
5-جون إف. كينيدي
وُلد جون إف. كينيدي في 29 مايو 1917، وتوفي في 22 نوفمبر 1963، كان سياسيًا أمريكيًا والرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت فترة رئاسته من 20 يناير 1961 حتى اغتياله في نوفمبر 1963.
كان كينيدي واحدًا من الشخصيات البارزة في التاريخ الأمريكي، وقاد الولايات المتحدة خلال فترة تاريخية هامة، بدءًا من الفترة الباردة وانتهاءً بالحركة الحقوقية للمواطنين، وقد قام بتصوير نفسه وبلاده كقوة قائمة بذاتها على الساحة الدولية.
شهد تاريخ رئاسته العديد من الأحداث المهمة مثل أزمة خليج الخنازير والأزمة الكوبية. كما شهدت فترة حكمه تعزيزًا للبرنامج الفضائي الأمريكي، حيث وقعت مهمة أبولو 11 التي أدت إلى هبوط أول رواد فضاء على سطح القمر في عام 1969.
اغتيل كينيدي في دالاس، تكساس، في 22 نوفمبر 1963، ولا زالت ملابسات اغتياله محل نقاش وتحقيق حتى اليوم، ورغم قصر فترة رئاسته، فإن تأثيره على السياسة الأمريكية والعلاقات الدولية استمر بشكل كبير.
6- نيلسون مانديلا
وُلد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918، وتوفي في 5 ديسمبر 2013، وكان سياسيًا في جنوب أفريقيا وزعيمًا رمزيًا للحركة الضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث كانت حياته مليئة بالنضال من أجل حقوق المرأة والمساواة العرقية، وأدت قيادته الحكيمة والمثابرة إلى نهاية نظام الفصل العنصري وانتخابه كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.
وبعد قضاء 27 عامًا في السجن بسبب نشاطه في الحركة الضد الفصل العنصري، أطلق سراح مانديلا في عام 1990. وفي عام 1993، شارك في محادثات التسوية التي أدت إلى الديمقراطية المتعددة الأعراق في جنوب أفريقيا، وفي عام 1994، أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود للبلاد، وتم انتخابه بشكل ديمقراطي.
كانت سياساته ومواقفه تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة والمصالحة بين الأعراق في جنوب أفريقيا. ورغم أنه ترك الرئاسة في عام 1999، إلا أن مانديلا استمر في محاربة الفقر وتعزيز التعليم والصحة وحقوق الإنسان حتى وفاته في عام 2013.
7-أنجيلا ميركل
السياسية الألمانية البارزة، وُلدت في هامبورغ الغربية في 17 يوليو 1954. بدأت حياتها السياسية بعد سقوط جدار برلين في 1989 وانضمت إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. صعدت إلى رئاسة الحزب في عام 2000، لتصبح أول امرأة تترأسه. في عام 2005، انتخبت مستشارة لألمانيا، وكررت هذا الإنجاز في الفترات الرئاسية التالية. بينما كانت في المنصب، قادت ألمانيا خلال تحديات اقتصادية وهجرة صعبة. تميزت برؤيتها الاستراتيجية وثباتها في التعامل مع الأزمات. اختُتمت ولايتها في سبتمبر 2021، وتركت أنجيلا ميركل إرثًا قويًا في الساحة السياسية.
8-دونالد ترامب
رجل الأعمال والسياسي الأمريكي، وُلد في 14 يونيو 1946 في مدينة نيويورك. بدأت مسيرته المهنية في مجال العقارات وأصبحت رائد أعمال ناجحًا، وشغل منصب رئيس شركة ترامب أورغانيزيشن، وكتب كتبًا وشارك في برامج تلفزيونية.
دخل ترامب عالم السياسة وترشح لرئاسة الولايات المتحدة في 2016 كمرشح جمهوري، حيث فاز في الانتخابات الرئاسية وأصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، وكانت فترة رئاسته مليئة بالجدل، حيث قاد سياسات اقتصادية جديدة وتعامل مع قضايا هامة مثل الهجرة والعلاقات الخارجية.
شهدت فترة ترامب أيضًا استقالة ومسائل قانونية مثيرة للجدل. انتهت ولايته الرئاسية في يناير 2021 بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أمام جو بايدن.
9-معمر القذافي
كان زعيمًا للعقيدة الليبية العربية، وهو الزعيم السياسي والعسكري لليبيا.،وُلد القذافي في 7 يونيو 1942 وتوفي في 20 أكتوبر 2011، وكان قائدًا للثورة الليبية التي أطاحت بالملك إدريس في عام 1969.
قاد القذافي الحكم في ليبيا لمدة أربعة عقود حتى اندلعت احتجاجات ضده في 2011 في إطار الانتفاضات العربية، وتطورت هذه الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وتدخلت القوات الدولية لفرض حظر جوي، وأخيرًا قامت القوات المحلية بالتعاون مع الناتو بإسقاط نظام القذافي.
وفي 20 أكتوبر 2011، أسفرت المعارك في مدينة سرت عن القبض على القذافي، وأسفرت عمليات التحقيق والمحاكمة التي أجريت بعد ذلك عن إعدامه.
10-شي جين بينغ
هو سياسي صيني والرئيس الحالي لجمهورية الصين الشعبية. وُلد في 15 يونيو 1953 في بكين، الصين، ويشغل شي جين بينغ أيضًا منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني وهو رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب، مما يجعله زعيمًا قويًا في الصين.
تولى شي جين بينغ منصب الرئيس في مارس 2013، ومنذ ذلك الحين، شهدت الصين تطورات هامة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. ويتمتع بتأثير كبير في توجيه السياسة الصينية وله دور بارز في مشروع “الطريق والحزام”، وهو مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى تعزيز التجارة والاتصالات بين الصين وبلدان أخرى.
وقد عرفت فترة رئاسته بتشديد السيطرة الداخلية وتعزيز دور الصين على الساحة الدولية.
شاهد أيضاً
زيادة معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة بالسعودية
الصين تكشف عن أسرع شبكة إنترنت في العالم
قطر تخصص 1.5 مليار دولار للاستثمار في مصر خلال 2024
قائمة أكبر 5 شركات صينية